عانت منطقتنا العربية ويلات القوي الاستعمارية بسبب نهمها واطماعها الرهيبة في ثرواتنا بكافة تنوعاتها ورفعت دائما شعارات انسانية براقة،تبريرا لاحتلالها أيا من دول المنطقة،ومن اقرب الأمثلة المفزعة، ما حدث للعراق الشقيق علي أيدي الولاياتالمتحدةالامريكية،التي رفعت شعارها المخادع، بأنها تغزو بلاد الرافدين لإقرار الديمقراطية فيها..وقد شاهد العالم أجمع حجم الدمار الذي ألحقته واشنطنبالعراق وكيف كان اول اجراء امريكي هو قرار بول بريمر بحل الجيش العراقي وتسريحه.. وكذلك قدمت امريكا نموذجا لا يقبل الشك او التشكيك بصدد احترامها الديمقراطية وحقوق الانسان، في معتقل ابو غريب، حيث بلغت ممارسات قوات الاحتلال الامريكي أقصي درجات الانحطاط والانتهاك ضد المعتقلين العراقيين.. ومن جرائم واشنطن التي تواصل تنفيذها، «دستور» تقسيم العراق الي شيعة وسنة واكراد واشهد انني زرت العراق اكثر مما اتيح لي بالنسبة لأي قطر عربي آخر، حيث كنت اقوم بتغطية تطورات الحرب الايرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي ولم يحدث ان رصدت اختلافا بين ابنائه طبقا لطوائفهم.. ويمكننا ان نستشهد بالمأساة الفلسطينية وكيف اغتصبت بريطانيا وبعدها امريكا حقوق شعب فلسطين، بتمكين عدد من يهود العالم، منها، بأكذوبة تاريخية تقول ببجاحة تدعي الانسانية انها تعطي ارضا بلا شعب ،لشعب بلا ارض !!!..وما زلنا نعاني تلك الفرية الفاجرة ولا تزال امريكا سائرة في غيها حتي «منح!!؟» رئيسها الحالي دونالد ترامب ،القدس ،للكيان الغاصب باعتبارها عاصمة له، وهو يجز علي اسنانه بغل، ضد كل دول العالم تقريبا لرفضها القرار الظالم الأحمق، وخاصة مصر التي اتخذت موقفها التاريخي المعروف..والمشهد في سوريا التي تحتل حيزا كبيرا في قلوب المصريين لاعتبارات عديدة معروفة، يفضح اكذوبة محاربة امريكا تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، بل ان آخر الأنباء تشير الي أن القوات الأمريكية، التي لم تدعها دمشق ولم تكلفها الأممالمتحدة بالتدخل في سوريا ،قد قصفت قوات الجيش السوري وقتلت نحو مائة من ابنائه.. ولا تزال امريكا تنسق مع الرئيس التركي الذي يئس من تحقيق حلم احتلالنا بمسمي الخلافة، فاسفر عن عدوانيته وعدائه لكل ما هو عربي ووصلت واشنطن في حنانها الي دعوة اردوغان،الذي يعتدي يوميا علي سوريا وعلي شعبها، بضبط النفس!!! ولم يصدر عن منظمات حقوق الانسان، ولو عتابا بسيطا لأردوغان الذي أعلن دون أدني خجل، انه ارسل دواعش سورياوالعراق الي شبه جزيرة سيناء المصرية وهو ما يعني ان التنسيق مستمر بين كل الأطرف التي تجر اذيال الخيبة بعدما أفشل شعب مصر وجيشها العظيم مخطط تفتيت أقدم دولة في التاريخ، وازاحا حكم جماعة الاخوان التي كانت مكلفة بتنفيذ الشرق الاوسط الكبير، والتسمية الخبيثة، تعني تفتيت الوطن العربي الي دويلات عرقية وطائفية، لتأكيد هيمنة اسرائيل، مندوب القوي الاستعمارية في المنطقة.. ومما يدعو الي الاستغراب، ان كل اطراف التآمر والحرب علي مصر، تعزف نفس النغمة في الوقت نفسه.. فالولاياتالمتحدة، التي هالها بالتأكيد ،تلاحم الشعب مع قواته المسلحة ومساندتها بكل قوة وبثقة متناهية في حربها علي الارهاب في سيناء،تطلق انتقادات مغلفة للقيادة المصرية، وتدافع عن قيادات وشخصيات اخوانية ،تنضح تصريحاتها ومواقفها بالعداء للشعب المصري ومحاولة التقليل من ثورته التاريخية التي شارك فيها ما بين خمسة وثلاثين الي اربعين مليون بادعاء انها مدبرة؟ الشئ المؤكد ان الكثير من الأقنعة قد سقطت وان المصريين اول من يدافع عن حقوق الانسان، عن ابنائه من المدنيين والجيش والشرطة الذين تغتالهم التنظيمات الارهابية بتنسيق مع اعداء الخارج.. والا فهل نقبل ان تخرس منظمة هيومان رايتس حيال سقوط شهدائنا بأيدي الغدر وكأننا في عرفهم لسنا من فصيلة الانسان؟.. الانسان..لا يقتل ابناء بلده ولا يدمر منشآتها ولا يخون الوطن.. ومن أهم معاركنا القريبة الانتخابات الرئاسية التي سنشارك فيها جميعا حتي نعزل اعداء الوطن في رقعتهم الحقيقية ونؤكد ثقتنا في قيادتنا الوطنية وايماننا بالرئيس السيسي قائدا للمسيرة الصعبة. لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى