الخديو إسماعيل يسعى من منفاه لعزل ابنه الخائن توفيق حكومة بريطانيا تفاجأ بصحوة المشاعر الوطنية للمصريين بعد سنوات من السكون
عندما نشرنا فى «الأهرام» تفنيدا معززا بالوثائق البريطانية، للحملة المغرضة والمقصودة لتشويه صورة أحمد عرابى، كشخص وزعيم وطنى، والانتقاص من قيمة الثورة العرابية، وبدأت خطة تشويه الوطنية المصرية، ولأنها مستوحاة من الخطة التى كلف بوضعها لورد دوفرين سفير بريطانيا وقتئذ فى اسطنبول، ومندوبها السامى فى مصر، عقب هزيمة عرابى ونفيه إلى جزيرة سيلان، وكان هدف دوفرين الأول، أن يقتلع من ذاكرة المصريين أن ما آمنوا بأنه كان ثورة وطنية، إنما هو مجرد هوجة وانتهت، وكذلك الحط من قدر عرابى، والإساءة إلى سمعته وتاريخه أملا فى كسر نفسية المصريين، وفقدانهم الثقة فى أنفسهم، حتى لا يتكرر فى مصر، ما فعله عرابى مرة أخرى، عندئذ شهدت السنوات التالية لهزيمة عرابى، حملة مكثفة لنزع الشعور الوطنى من صدور المصريين، وكسر إرادتهم الوطنية، وإدخالهم مناخا من الانكسار النفسى. ........................... اتخذت خطة لورد دوفرين عدة مسارات، لكن بتركيز خاص على ألا يكون لمصر جيش وطنى فبعد ستة أيام من معركة التل الكبير، أصدر الخديو توفيق مرسوما بحل الجيش المصرى، فى نفس الوقت الذى صدرت فيه أقوال عن ممثلى الاحتلال البريطانى، بألا يكون لمصر جيش على الاطلاق. وكما يذكر المؤرخ البريطانى بيتر مانسفيلد فى كتابه «البريطانيون فى مصر»، أن بعضا من الشخصيات البريطانية راحت تروج للفكرة القائلة بأنه لا فائدة من أن يكون جيش مصر قوة قادرة على القتال، حتى لا يكون الجيش مجالا يهيئ للتمرد ضد الاحتلال. وفى سبيل هذه الفكرة خرجت منهم اقتراحات باستبعاد تجنيد المصريين، وان تحل محلهم قوات تركية أو جنود مرتزقة. لكن الماكر لورد دوفرين، كانت له وجهة نظر أخرى، هى استبعاد كل الأفكار التى تدعو لتجنيد ألبان وشراكسة، أو أى جنسيات من بلاد البحر المتوسط، وبدلا من ذلك يتم تقليص دور الجيش المكون من مصريين، ليقتصر على مجرد حفظ الأمن الداخلى، عندما يحتاج الأمر ذلك، وحماية الحدود من أى إغارات من البدو للنهب والسرقة. وألا يتجاوز عدد أفراد الجيش ستة آلاف فرد، وأحاط بهذه الأفكار جدل بين المسئولين الانجليز من قوة الاحتلال، عما إذا كانت هناك ضرورة لكى يكون لمصر جيش على الاطلاق. واستكمالا لحصار قوة الجيش، فقد تم إبقاء الجزء الأكبر منه فى السودان، ووضعت الذخيرة تحت سيطرة البريطانيين، وأحيطت مدينة القاهرة نفسها بقوات بريطانية. ومنذ اليوم الأول لهزيمة عرابى فى عام 1882، تم إسكات العرابيين الذين قادوا المقاومة ضد الاحتلال، إما بالنفى إلى خارج البلاد، أو بإلقائهم فى السجون. مخاوف بريطانيا من جيش وطنى يتمرد على الاحتلال فى نفس المسار حفلت مواقف وتصريحات رجال الاحتلال البريطانى، بعبارات الشك والكراهية تجاه أى عناصر من المثقفين، أو من عرفوا بآرائهم الوطنية، واستمر ذلك طوال السنوات اللاحقة، بما عرف من أن لورد كرومر لا يريد فى مصر مثقفين يتمردون على الاحتلال. وهو ما وصفته شخصيات انجليزية ليبرالية بأنه سلوك معاكس لما كان محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، قد اختطه لنفسه، بتعزيز حركة الثقافة والتعليم الحديث. كان ذلك يجرى ضمن حملة قمع الروح المعنوية، وتقول الوثائق إن خطة قمع المجتمع فى مصر، انتقاما منه لتأييده عرابى، استطاعت أن تخمد فى عام 1883 المعارضة للاحتلال. وكما يقول H.F.wood فى كتابه «مصر تحت حكم البريطانيين» الصادر عام 1896، إن شعار مصر للمصريين كان لا جدال أمنية وطنية، وأن غلو الخديو إسماعيل فى الانفاق، الذى أدى الى إفلاس الخزانة، ثم التدخل الأجنبى للسيطرة على مصر، قد أدى الى إيقاظ المشاعر الوطنية بقوة لدى المصريين، وظلت على هذه الحال الى أن بدأ عرابى حركته الوطنية. أما بالنسبة للشرطة، فقد جرى تكليف الجنرال فالتين بيكر عام 1883، بمهمة اعادة تنظيم الشرطة. ويشرح هذه المهمة أوكلاند كالفين مبعوث بريطانيا المكلف من قبل هزيمة عرابى، بالعمل مستشارا سياسيا للخديو توفيق، والذى كان يرافق توفيق فى أثناء خروجه من القصر الى ميدان عابدين، فى المواجهة الشهيرة مع عرابى، بأنه قد تم وضع نظام للشرطة بتقسيمها الى شرطة تختص بمدينة القاهرة، وقوات الدرك للاقاليم، بالاضافة الى قوة احتياطية، وأطلقت على رتب الضباط أسماء تركية. خضوع الخديو توفيق للاحتلال والمندوب البريطانى حاكم فعلى لمصر كانت الأوامر قد صدرت بعد أسبوع من معركة التل الكبير، لقوة الاحتلال الرئيسية بالانسحاب، تاركة وراءها حامية صغيرة، حتى يتم الانتهاء من تدريب جيش موال لتوفيق، الذى سبق بعد ستة أيام من معركة التل الكبير، أن أصدر مرسوما بحل الجيش المصرى. وكما تذكر الوثائق البريطانية، فإن الانجليز لم يكن قد فارق ذاكرتهم، الخطر المحتمل من استعادة المصريين معنوياتهم فى وجود جيش وطنى. لكنهم وبتطبيق بنود خطة لورد دوفرين، أمكن لهم بسط سيطرة بريطانيا على الحكم فى مصر بدءا من اخضاع الخديو نفسه لبريطانيا، والذى كان يأتمر طائعا بأوامرها، بل إن رئيس حكومته نفسه مصطفى فهمى باشا الذى خلف رياض باشا فى رئاسة الحكومة كان خاضعا لسلطات الاحتلال، بشكل ظاهر للجميع، وحيث كان المندوب البريطانى إيفلين بارينج هو الحاكم الفعلى لمصر بلا منازع. وجرى فى فترة السنوات العشر الأولى من تولى بارينج منصبه، تشتيت الحركة الوطنية، وترويع رجالها بالتهديد، بحيث ظلت ساكنة من بعد معركة التل الكبير، ويشرح الكاتب جاك بيرك jaques Berque فى كتابه «الاستعمار فى مصر والثورة»، ان البلاد لم تعرف فى تلك الفترة معارضة سياسية منظمة للاحتلال، لكن ذلك لم يكن يعنى انعدام وجود مقاومة فى صفوف الجماهير بين الفلاحين وسكان المدن، الذين احتواهم شعور بانتظار ظهور زعيم يعبر عن أمانيهم. ويقول الكاتب البريطانى آرثر جولد سميث: بعد الهزيمة النهائية لأول ثورة وطنية للمصريين (حسب وصفه لها)، The First EgyptionMationalid Revolution، فى التل الكبير أمام الحملة العسكرية البريطانية عام 1882، فقد دخلت الحركة الوطنية مرحلة خمول، وساد اعتقاد عام فى فترة السنوات العشر التى مرت دون حدوث أى مقاومة مصرية ضد السيطرة الأجنبية، أن السبب راجع إلى وجود جيش الاحتلال البريطانى، وهو نفس ما ذكره سير إيفلين بارينج، الذى أصبح قنصل بريطانيا العام فى القاهرة. وكانت هناك عناصر من مصريين ناصروا عرابى فى بداية ثورته، لكنهم غيروا مواقفهم عقب هزيمته، وتحت تأثير حملات القمع والترويع، ولجوء الخديو توفيق إلى التعامل بقسوة متناهية مع كل من يرفض أو يستنكر سيطرة الإنجليز فى مصر، ما دفعهم لمهادنة توفيق، ونتيجة لخطة لورد دوفرين بإطلاق حملة قمع منظمة للمجتمع المصرى بشكل عام، شملت عمليات انتقامية فى عام 1883، فإن ذلك لم يتح فرصة لوجود معارضة حقيقية. إسماعيل يسعى من منفاه لعزل ابنه الخائن توفيق فى تلك السنوات العصيبة، سيطرت على توفيق حالة من القلق والخوف، بعد أن وصلته تقارير من اسطنبول، بأن والده الخديو السابق إسماعيل يتآمر عليه من المنفى، وعن طريق اتصالات يجريها مع اسطنبول، لعزل توفيق من منصبه، بسبب خيانته، وخضوعه المطلق لرجال الاحتلال الذين سيطروا تماما على حكم مصر، وجعلوا من توفيق ألعوبة فى أيديهم، وأن يستعيد إسماعيل سلطاته كخديو لمصر. وتشاور توفيق مع رئيس وزرائه نوبار باشا فيما يمكن أن يفعله لإحباط خطة أبيه، وأقنعه نوبار باشا بقدراته الدبلوماسية على حمايته، وأن يوفده مبعوثا له إلى لندن، ليقدم شكوى للحكومة البريطانية يتهم فيها بارينج بأنه لا يساند الخديو توفيق، لكن الشكوى أدت إلى رد فعل عكسى، عبارة عن إنذار شديد اللهجة إلى توفيق، يبلغه بضرورة قبوله العمل بمشورة بريطانيا، فى كل الأمور المتعلقة بالسياسة الداخلية فى مصر، إذا كان ينتظر من بريطانيا حمايته. ولم يجد توفيق مفرا من الانصياع لما أرادته بريطانيا، كما تخلص من نوبار باشا فى رئاسة الحكومة، لشعوره بأنه هو الذى وضعه فى هذا المأزق. فى تلك الفترة أرادت بريطانيا تحسين صورتها فى نظر المصريين، فقام بارينج الحاكم الفعلى لمصر، بتكليف ألفريد ميلنر بمهام إدارة وزارة المالية، ولكن مهمته الحقيقية كانت الترويج لحملات صحفية لمصلحة الاحتلال، تستخدم فيها مطبوعات موالية للإنجليز. ومن هنا ظهرت مطبوعات وصحف، تعمل على تزييف حقائق الوضع فى مصر، استمرارا للحملة التى بدأت بالتشهير بعرابى. حكومة بريطانيا تفاجأ بصحوة المشاعر الوطنية للمصريين ورغم كل جهود بريطانيا لوءد أى مشاعر معادية للاحتلال، فإن صحوة المصريين لم تكن قد أخمدت، وإن ظلت فى مرحلة سكون، وهو ما اعترف به هاملتون الوزير فى الحكومة البريطانية فى مذكراته، التى قال فيها إن رئيس وزراء بريطانيا فوجئ بتطور المشاعر الوطنية فى مصر، بشكل قد يفسح المجال أمام إحياء شعار «مصر للمصريين». وكما أوضحت دراسات التغيير الاجتماعى فى مصر من 1800 1914، عن نمو الوعى بين المصريين، فقد كانت هناك زيادة فى أعداد القادرين على قراءة الصحف، التى صدرت حديثا، واتساع حركة إنشاء المطابع باللغة العربية، وتطور عميق فى الشخصية المنتمية للطبقة الوسطى، وباقتراب القرن التاسع عشر، رصد الأوروبيون أول علامة على حدوث صحوة ثقافية فى مصر. يقول المؤرخ بيتر مانستفيلد، إن التعليمات البريطانية كانت تحاول أن تتخذ بعض المرونة، حتى لاتصطدم بالمشاعر الوطنية للمصريين، مع العمل فى الوقت نفسه، لإبقاء مصر تحت سيطرة بريطانيا بأى طريقة، وعمدت إلى تنظيم الحكومة لتكون على النمط الهندى، وتحت إشراف مسئولين بريطانيين. كانت السنوات تمر، بينما كتاب بريطانيون مهتمون بمتابعة الأوضاع فى مصر، يعيدون تقييم الأحداث التى مرت منذ الثورة العرابية، وهزيمتها، واخضاع الحكم فى مصر تماما لسيطرة بريطانيا. واتفقوا على أن المصريين ومنذ خطة لورد دوفرين ينتظرون زعيما يوحد صفوفهم، ويحدث صحوة وطنية عارمة تكسر سطوة الاحتلال، ومضت السنوات إلى أن ظهر مصطفى كامل، وبدأ ومعه محمد فريد، حركة تعمل على إلهام المصريين بالأفكار الوطنية، وحدد مصطفى كامل مهمته فى ايقاظ الروح، الوطنية، فكانت جولاته فى كل مدينة وقرية، يخطب ويستفز النفوس الساكنة، بتأثير خطة القمع النفسى منذ عام 1882، وينشر مصطفى كامل برنامج عمله السياسى، متضمنا تأسيس الحزب الوطنى عام 1907، وفى هذه الاجواء أخذ المصريون يستردون الوعى بالقضية الوطنية، وحقهم فى الحرية، والمطالبة بالدستور، وحرية الصحافة، مترافقا مع توالى تأسيس الأحزاب منذ عام 1907. أدت جرأة مصطفى كامل ومحمد فريد، فى مواجهة سلطة الاحتلال، إلى استعادة الثقة بالنفس لدى الشعب المصرى، وراحت ثقافة المقاومة تنتشر مع حلول القرن العشرين، وهو ما مهد الطريق أمام ثورة شعبية حقيقية عام 1919. سنوات الحماية المقنعة بتواطؤ الدولة العثمانية مع الإنجليز كان ذلك يحدث فى ظل وضع تحتفظ فيه الدولة العثمانية بالسيادة على مصر، وأن يتصرف الخديو فى حدود الصلاحيات التى منحها له الفرمان العثمانى، وبمقتضى المعاهدة التى وقعتها الحكومتان العثمانية والبريطانية فى 24 أكتوبر 1885، ووفقا لما ورد فى أرشيف يلدز باسطنبول وتنص على تمتع بريطانيا مع الدولة العثمانية، بمشاركة حكومة مصر مسئولياتها، وهى المعاهدة التى ارسلت بنودها والتعليمات الخاصة بها، إلى مجلس الوزراء المصرى فى 21 ديسمبر 1885. ظهور مصطفى كامل بينما المصريون ينتظرون زعيما يوحدهم وبعد أن اتم مصطفى كامل دراسته بجامعة تولوز فى فرنسا عام 1894 عاد إلى مصر ولم يمارس عمله كمحام، وكان فى اثناء وجوده فى الخارج قد تعرف على كولونيل بارينج شقيق لورد كرومر، الذى أكد له خلال مناقشات طويلة بينهما، أن بريطانيا تتولى البقاء فى مصر لأجل غير مسمى. وعندما عاد مصطفى كامل إلى مصر نشر هذه المناقشات فى صحيفة الأهرام، مما أحدث اهتماما كبيرا، بها فى الدوائر السياسية المصرية ولقى مصطفى كامل بسببها ترحيبا حارا فى مصر. وبحلول العقد السابع من القرن التاسع عشر، كان المصريون قد احرزوا تقدما اجتماعيا، اعطاهم دفعة كبيرة فى الوعى بهويتهم، وبإحساس حقيقى ببلدهم، ورغبة قوية فى أن يكونوا سادة أنفسهم وإن كان هذا التطور قد سبقته مرحلة مبكرة يتحدث عنها الكاتب الانجليزى ج .ماكوان G.mccoan فى كتابه مصر كما هى الصادر عام 1877 حين تم رفع شعار مصر للمصريين، والذى وصفه المؤلف بأنه تأكيد لمشاعر الطموح الوطنى. فى هذه الاجواء تشكل أول حزب سياسى فى مصر فى ابريل 1877 حمل اسم الحزب الوطنى كنتاج لنشاط جمعية سرية اسسها ضباط الجيش عام 1876، وهو نفس الحزب الذى أعيد تأسيسه فى 4 نوفمبر 1879، بقيادة الضابط احمد عرابى الذى تجمع حوله عدد من الضباط وعناصر مدنية، اعترفوا بزعامة عرابى، الذى وصفه المؤلف بأنه أى «عرابى» صار بالنسبة للمصريين رمزا للحرية والعدل. وان هذا الحزب كان تعبيرا عن طموحات وأمانى المصريين فى ذلك الوقت وان الضباط المنضمين له كانوا معارضين لسيطرة الاتراك فى الجيش وكانوا هم والمتعاطفون معم من ملاك الأراضى، يريدون حكومة دستورية وإنهاء السيطرة الأجنبية، ووضع نهاية للحكم الفردى للخديو، وبأن يكونوا شركاء فى حكم البلاد، ثم حدثت التطورات التى انتهت بهزيمة عرابى، وفرض الاحتلال الانجليزى على مصر عام 1882، والتى كانت صدمة عاصفة لمعنويات المصريين، وكسرت توافق القوى التى صنعت الثورة، وحيث تمكن الخديو المؤيد للاحتلال، والذين يدين له ببقائه فى الحكم، من أن يجذب الى صفه قلة من ملاك الأراضى، والمسئولين الحكوميين الذين كانوا من أنصار عرابى. الشخصية المصرية تتمرد وتخرج بشكل جماعى فى ثورة 19 وكما يقول بيتر مانسفيلد، ربما تكون الشخصية المصرية قد تعرضت تحت الاحتلال لمحاولة سحقها، لكنها لم تتحطم كما كان الانجليز يأملون، وظل المصريون متمسكين بهويتهم المصرية. ولقد مضت عدة سنوات قبل أن يتمكن المصريون مرة أخرى، من استعادة قوتهم فى مواجهة السلطات البريطانية، وفى وقت كان فيه المسئولون البريطانيون هم الحكام الفعليين للبلاد. وثبت للبريطانيين أن خطة لورد دوفرين لكسر نفسية المصريين، لم تفلح حتى وان كانت بقسوة القمع، قد أخمدت مظاهر التمرد على الاحتلال لبعض الوقت، إلا أن ما كان يجرى تحت السطح، هو الذى كسر شوكة دوفرين، ومن ساروا على دربه من دعاة نفس أفكاره، وأحدث يقظة تنامت وتعاظمت، الى أن أخرجت المصريين فى لحظة واحدة، فى كل مدن وقرى مصر، الى الشوارع فى ثورة 19 ضد الاحتلال وسطوته وعملائه، والمروجين لأفكاره.