قبل أكثر من أربعة شهور على انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم ، فرض الدورى السعودى نفسه بقوة على خريطة المونديال الروسى وسط توقعات بأن يكون هذا الدورى من أكثر البطولات التى تشهد تواجد لاعبيها فى البطولة العالمية. وأسدل الستار الأربعاء الماضى على سوق الانتقالات الشتوية معلنا عن طفرة واضحة فى نزوح اللاعبين العرب إلى الدورى السعودي. واجتذبت بطولة الدورى السعودى خلال فترة الانتقالات الشتوية فى يناير المنقضى العديد من اللاعبين العرب خاصة من مصر وتونس لأسباب عدة كان من بينها الرغبة فى حجز مكان بالمونديال الروسي. ومع توافد العديد من لاعبى مصر وتونس على الدورى السعودى ، ينتظر أن يشهد المونديال الروسى العديد من نجوم هذه البطولة سواء من لاعبى المنتخب السعودى أو نظيريه المصرى والتونسى أو منتخبات أخرى. وقبل بداية الموسم الحالى ، أعلن الاتحاد السعودى لكرة القدم زيادة عدد اللاعبين الأجانب المسموح بهم فى كل ناد من أندية الدورى السعودى إلى ستة لاعبين للمرة الأولى فى التاريخ مع فتح الباب أمام التعاقد مع حراس مرمى أجانب. وساهم القراران فى تزايد عدد اللاعبين العرب داخل الدورى السعودى إضافة لانتقال اثنين من أبرز حراس المرمى فى تاريخ الكرة العربية إلى الدورى السعودى وهما المصرى الدولى المخضرم عصام الحضرى المنضم للتعاون السعودى والعمانى الشهير على الحبسى صاحب الخبرة الأوروبية الكبيرة والذى انتقل للهلال (الزعيم) حامل اللقب السعودي. كما كان من أبرز النجوم العرب المنضمين للدورى السعودى قبل بداية الموسم النجم المصرى محمود عبد المنعم (كهربا) الذى جدد إعارته من الزمالك لنادى اتحاد جدة واللاعب المغربى سعيد لكرو المنضم للنصر على سبيل الإعارة وحارس المرمى التونسى فاروق بن مصطفى المنتقل للشباب بعقد يمتد لعامين. كما انتقل المصرى الموهوب مصطفى فتحى لفريق التعاون على سبيل الإعارة من الزمالك لموسم واحد وتعاقد التونسى الدولى عبد القادر الوسلاتى مع الفتح بعقد يمتد لثلاثة أعوام. ومع بدء سوق الانتقالات الشتوية فى يناير المنقضى ، أعلن الاتحاد السعودى مجددا عن زيادة أخرى فى عدد اللاعبين الأجانب المسموح بهم فى كل فريق ليصل إلى سبعة لاعبين بشرط أن يكون أحدهم فى قائمة البدلاء. واستغلت الأندية السعودية هذه الزيادة فى عدد اللاعبين الأجانب بصفوفها واستقدمت المزيد من اللاعبين العرب إلى صفوفها. وكان الأهلى المصرى هو أكبر الأندية التى صدرت لاعبيها إلى الدورى السعودى فى الميركاتو الشتوى حيث أعار وحده ستة لاعبين إلى الدورى السعودى وهم مؤمن زكريا (أهلى جدة) وعماد متعب (التعاون) وأحمد الشيخ وحسين السيد (الاتفاق) وصالح جمعة (الفيصلي) وعمرو بركات (الشباب) . وساهم الفارق فى سعر العملة بين البلدين فى انتقال عدد كبير من لاعبى الدورى المصرى إلى نظيره السعودى فى فترتى الانتقالات قبل بداية الموسم وفى منتصف الموسم كما كانت رغبة بعض اللاعبين فى إيجاد فرصا أفضل للمشاركة فى المباريات مثل متعب وحسين السيد (مارسيللو) وجمعة من بين الأسباب الرئيسية فى الانتقال خاصة مع رغبة بعض اللاعبين فى فرض أنفسهم بقوة على قائمة المنتخب المصرى (أحفاد الفراعنة) فى المونديال الروسي. وقدمت تحركات اللاعبين المصريين إلى الدورى السعودى فى الميركاتو الشتوى فائدة مشتركة للجانبين حيث منح الأندية السعودية الفرصة لتدعيم صفوفها وتعويض المنتقلين إلى الدورى الإسبانى مع الاستفادة من الفارق فى المقابل المالى بين اللاعبين العرب ولاعبى أوروبا وأمريكا الجنوبية فى حين استفادت الأندية المصرية وخاصة الأهلى من منح لاعبيها فرص أفضل للمشاركة فى المباريات خاصة فى ظل ازدحام صفوف الأهلى بالعديد من النجوم المتميزين وضرورة تقييمهم قبل الموسم المقبل ، هذا بخلاف الاستفادة المالية حيث انتعشت خزينة النادى بعشرات الملايين من الجنيهات نتيجة هذه الإعارات.