مات عمهما الأحن موسى، فركبا البحر عائدين إلى البلدة القديمة، لم يجلسا فى أى من البيوت فى انتظار الجثة؛ تغسيلها وتجهيزها للدفن، واكتفيا بالوقوف قبالة الترعة فى مواجهة بيت الجد الكبير، وكذلك وقف عمهم عبد الصمد، متجنبين متجانبين، فلا ينظر أحدهما فى عين الآخر. كان مخططا لخامل أن يصالح عمه فى ذلك اليوم، لم يكن تخطيطًا منبثقًا عن اجتماعات أو ترتيبات بأى شكل من الأشكال، أو حتى إبداء لنوايا سابقة، بل هو تواطؤ لحظى استقر فى جميع الأنفس، فور أن رأوا العم وابن أخيه فى هذه الحالة وفى مناسبة كتلك، أكثرهم حنينًا للصلح كان سالم، فبالرغم من إحساسه الدائم بالارتباك تجاه مشاعره، إلا أن ذلك التواطؤ الجمعى قاده بشكل غريب نحو إبرام ذلك الصلح! البلدة القديمة لم تكن بالنسبة إليه مجرد سنوات قليلة من اليتم بين البيوت، إنها أبوه الذى لم يدركه؛ فقد بطنّهُ إحساس الفقد بظمأ لا يرويه أب واحد ولا كل الآباء مجتمعين، وظل سنوات طوال يبحث عن معنى الأب فى كل شيء حوله، حتى انتزعه اليقين من إحساسه المرتبك بأن أبيه هو حنان الدنيا وقسوتها مجتمعين، فانبلج إحساسه بأمه على أنها أبيه، فهى رغم حنانها تظهر قسوتها فى تبجيلها أخيه فى معظم الأحيان دونه رغم شناعة بعض تصرفات الأول، وأخوه إذا قسى عليه هو حنون لكن كبرياء الأبوة يمنعه من إظهار حنانه، كذلك فإن تلك البلدة البعيدة قرب البحر ببيوتها وضواحيها التى سقته اليتم وهو صغير هى أبوه، وعمه القاسى لابد أن يكون حنونًا لأنه أبوه، أما عمه الذى مات فلم يدرك منه غير سيرة حنانه وعطفه، وبالطبع ذلك يعنى أنه ليس أبوه، وإذا جاءت الفرصة من جديد لإحياء العودة للبلد والعم عبد الصمد فلِمَ يرفسها؟ عاد مع خامل إلى بيتهم والفكرة تمور بصدره، كانت الفرصة عند الترب سانحة لطى الزعل القديم، لكن أخيه زمجر للصلح، أخذ العزاء فوق فساقى الميتين وانصرف، صحيح أنه قد صافح عمه إلا أنها كانت مصافحة باردة دحر بها فرص الوقوع فى العيب والغلط، وكفى، لكن سالم لم يكتف وأضمر الفكرة ببطنه، لم يحاول حتى إعادة النقاش فى الصلح مع خامل أو مع أمه، حتى وضعت زوجته إكرام مولودهما الأول، فحمله لحمة حمراء ورفعها إلى أخيه –وكان يعرف حبه لخلفة الولد-.. سأسميه «صَالِحْ».. صَالِحْ يا أخى واقبل اليد التى مدت إليك. ...ربنا يسهل. انفتحت شركة الأسمنت على خيرها، وكل ما يحتاجه خامل مكانًا فسيحًا يؤسسه مخزنًا ومتجرًا لبيع أسمنت التسليح؛ ليس أى مكان والسلام، فلإنجاح مشروع كهذا هو فى احتياج لسوق بكر، وجناين الجوافة القديمة حيث يعيش، اختصر الزمان اسمها إلى «الجناين» فقط، بعد أن اختفت فيها الجوافة وسيطر الأسمنت والحديد المسلح على معمارها، لذا فهى لن تكون تلك السوق المرجوة؛ القرية البعيدة قرب البحر هى الأنسب من كل النواحى، قربها من شركة الأسمنت ميزة لاريب فيها، وبالرغم من أنها القرية الوحيدة فى البلاد التى تطل على البحر ولا يزال أهلها يمارسون الفلاحة، فإن عيون رجالها تراقب الثورة الجديدة التى عمت قرى البحر الأخرى. لكن كيف يعود إلى بلده بعد الذى كان؟ كان خامل شخص «متيور»؛ ترى أموره فتجده قد باع الدنيا وبخس فى ثمنها؛ مهزارًا كأنه لا يعرف الجد، وتسمع سيرته فتُبهت من جده وجديته فى شراء الدنيا بالغالى والنفيس، تركيبة من النوم والنشاط، طويل البال وسريع الغضب، وإذا سألتنى يا فتحى لماذا رغم ذلك هو ألثغ فى الحرف الأول من اسمه فيصير ينطقه خامل بدلا من كامل، أقول لك بكل بساطة، إنه ولد هكذا حتى تطمئن إليه «رئيسة» عندما يذهب لخطبتها فلا تتطير منه وترضاه زوجًا لها، لكن الأهم من سؤالك ذلك، هو مايدور الآن فى ذهن ذلك الكهل ذى العيون الزرقاء، كيف يعود إلى بلدته البعيدة قرب البحر من جديد؟ إذا كان وحيدًا فى تلك الدنيا لصار الأمر أهون عليه من قضاء حاجته، ولعاد للبلد بكل بساطة واشترى أرضًا وأقام عليها متجرًا للأسمنت، بل وعيَّن عمه عبد الصمد خفيرا وبائعا فى المتجر، لكن كيف سيواجه أمه وإخوته بمخطط الرجوع بعد الذى كان، بالطبع سيعيدون عليه بعد كل ذلك الزمن السؤال من جديد: أضيع أموال الرجل أم سرقها؟ ذلك السؤال الذى أجلته كارثة طرده/ هروبه من البلد سنين طوالا. أعتقد أنه بالفعل لم يعد يتذكر ماذا حدث لذلك المال، ولم يعد يريد أن يتذكر، مجرد ورود الفكرة بخاطره تقذف بقلبه إلى حلقه وتُسيّر عليه بطنه، حتى رئيسة زوجته وإن كانت لم تسأله عن الماضى لكنها تعرف الحكاية، وذلك يصعب عليه الأمر أيضًا، لذا فإن صداقته بعبد السميع مصطفى كانت الأنسب إليه فى تلك الظروف، ليس فقط ليسرد عليه القصة ويسأله الحل، إنه أصلا لم يسرد عليه القصة كما كانت، ولم يسردها بأى من الطرق الملتوية التى ستبتعد به عن حادث المال والهرب! لقد عرف عبد السميع سائقًا فى شركة الأسمنت ثم تطورت العلاقة فيما بينهما بعد ذلك، فأصبحا يتبادلان الزيارات المنزلية، ويتجالسان على المقاهى المختلفة، ولما انفتحت شركة الأسمنت على خيرها، أكد له خامل أنها الفرصة التى طالما حلم بها، وأنه شرع بالفعل فى شراء قطعة أرض فى قريته المجاورة لمصنع الأسمنت، وتشاركا معا فى التفكير والتخطيط لبناء متجر الأسمنت عليها، وفى كل حديث لهما بعد ذلك كان خامل يزف إليه خبرًا جديدًا عن مشروعه، مرة أنه توصل من خلال علاقاته بمديرى الشركة أن يسمحوا له بحصة لا بأس بها ليبدأ مشروعه. وأخري؛ أنه وجد قطعة أرض أفضل من تلك التى اشتراها لذا سيبيع قطعته ويشتريها. وثالثة؛ أخبره أنه اشترى قطعة الأرض الجديدة فعلا بعد أن باع القديمة، حتى إن خامل أخذ عبد السميع وذهبا فى أحد الأيام لشراء الطوب الأحمر اللازم لبناء المتجر ودفعا عربونا بالفعل لصاحب الطوب، لكن خامل ذهب لبائع الطوب فى اليوم التالى وألغى عملية البيع متعللًا ببعض المشاكل مع الحكومة التى تحظر البناء على الأرض الزراعية.. يا لها من فكرة؛ الحكومة تحظر البناء على الأرض الزراعية، شوف يا عبد السميع ماذا جرى لي؛ البناء سيتأخر لأن الحكومة عيونها مفتوحة الآن وتضيق الخناق بشدة على كل من يحاول البناء على الأراضى الزراعية، ولما كان عبد السميع ينصحه .. خلاص بيع الأرض واشتر فى منطقة أخرى.. كان يخبره عن أمله فى أن تشق الحكومة فى بلده -حيث تقع الأرض- طرقًا جديدة، ساعتها يصير يكيل ثمن الأرض بمثقال الذهب، بينما هو الآن إذا باعها سيخسر الجلد والسقط، لأن سعر الأرض فى النازل.. مثلما قلت لك الحكومة فاتحة عيونها على البناء ولو بعت سأبيع الأرض زراعية لا مبانى وساعتها سعرها سيكون فى التراب. على النقيض رأت رئيسة عبد السميع، ومع الوقت كرهته، بل تقززت منه، لم تكن تراه غير ديوث بقرنين، هاجس استقر فى مكامنها بأن خامل يعرفه فقط من أجل زوجته، لا لشيء آخر، وللحق كان هناك العديد من الرغبات الحميمة الدائرة بصدر خامل تجاه زوجة عبد السميع، لكن الأمر بالنسبة إلى خامل لم يكن كما توقعت رئيسة، لقد مثل عبد السميع وزوجته فضاءً بل ملعبا أكثر رحابة من عيشته فى بيته، هناك كان يشعر بالحرية الشديدة فى نسج خيوط حكاياته حول الحياة التى تمنى عيشها، أو فى رأيه، الحياة التى يستحق أن يعيشها، بينما فى بيته كانت لديه فى قرارة نفسه هواجسه الخاصة حول عار قديم يدنس سيرته، وأن هزاره وهزله الكثيرين عنوان شخصيته والمحببان إلى قلبه قد حولاه لشخص هُزؤ دون شخصية قوية، أما عن زوجة عبد السميع فقد كان له فيها رأى سديد، كان يرى أنه محب الجمال، ولا يطعن ذلك فى ولائه لزوجته، فقط كان يحب رطرطة اللحم فوق جسد زوجة عبد السميع البدينة، ورطرطة الحديث معها، عشمها الزائد فى الأخذ والرد عليه كان يدغدغ نفسه ويزيده انبساطًا فى مجلسه. الزيارات شبه اليومية إلى بيت عبد السميع كانت تؤرق رئيسة وتنغص عليها عيشتها، ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى تشعر فيها بأن زوجها على علاقة بنساء أخريات، بل إن الأمر يعود لأوقات بعيدة قبل ذلك، منذ ساءت علاقتهما السريريّة سويًا فى بداية حياتهما الزوجية، ثم انقطعت دورتها الشهرية فى سن الخامسة والثلاثين كنتيجة لاستئصال رحمها بسبب مرض قديم، حتى إنها كانت تفسر مداعبات زوجها إذا صفعها على عجيزتها بينما هى تنجز أيا من الأعمال المنزلية ليس إلا سلسالا لتصرفاته الصبيانية الهوجاء خاصة أنه كان يتعمد فعل ذلك أمام أمه أو أبنائه دون اكتراث، لذا فإن الزيارات شبه اليومية إلى بيت عبد السميع لم تكن تحمل أى معنى آخر بالنسبة إليها غير أن خامل على علاقة بزوجته، ومازاد غضبها ودمر قدرتها على احتمال تلك العلاقة، ما حدث يوم أن علموا بخبر موت «موسى» عم خامل. جاء المرسال من البلدة البعيدة فور وفاة العم الطيب، فأمسك به جابر أسيرًا لواجب الضيافة حتى يعود أخوه من مشواره، فيذهب ثلاثتهم عائدين إلى البلد ليحضروا الدفنة ويأخذوا العزاء، ولما غاب الوقت دون عودة خامل، وعندما لم يستدل أحد على مكانه، همست رئيسة فى أذن ابنها راغب، فهرول جريًا إلى بيت عبد السميع فوجد أباه عنده، وأخبره ما كان من أمر وفاة عمه والمرسال الذى ينتظره فى البيت. هواء البلدة القديمة الملبد برائحة الطين وروث المواشي؛ رياح الشوق والأحلام فى صدر خامل، حتى إنه وقبل الوصول لبيت الجد حيث يمثل جسد عمه، عاين بنظره كل الأراضى الفضاء التى تناسب مشروعه، تاركًا خيوط أفكاره لنسج أحلام المستقبل الرغد من جديد. لكنه وفور أن وقف أمام بيت جده، ولمح نوايا الصلح وبوادره فى أعين الجميع، عاد قلبه للقفز فى حلقه وسالت معدته وصار حلمه هما ثقيلًا فوق رأسه، ود معه لو قفز به إلى الرشاح وذهب به وبنفسه إلى غياهب النسيان، فوقف قلقًا متوجسًا بقلب متسارع الدقات، يريد أن يقتلع جذريه فى أقرب وقت من أمام بيت الجد إلى المدافن ومنها فورًا إلى بيته فى الجناين، وعندما تحرك ركب الميت تعمد التلكؤ حتى صار فى آخره، لدرجة أن أخيه الأصغر مل منه وفارقه متقدمًا ليشارك فى حمل النعش، وبعد أن وصلوا المدافن ثم دفنوا العم الطيب، وبينما وقف الناس مصطفين معزين، أمسك بيد سالم ومقصده البحر فاعترضته عين عمه عبد الصمد بمحجريها الجامدين، فدقت العينان قلبه دقة طويلة قوية أسقطته إلى معدته، لم يدر معها إلا وهو يمد يده إلى عمه فيأخذ العزاء منه، وبالقلق والتوتر نفسه استكمل طريقه آخذًا أخاه –أخيرًا- إلى البحر عائدين إلى البيت. وفى البيت وقلبه قلقًا بعد لم يهدأ، استفردت نظرات رئيسة الساخطة به وحيدًا فى غرفتهما، وكان يعلم زوجته تمام العلم، فيعرف كل شكوكها تجاهه وزوجة عبد السميع، كما يعرف أنها تعاف الجنس وأنها لن تجارى مطلقًا كل أحلامه الحميمة المتهورة، ولو كانت كذلك لحيدت كل خلافاتهما سويًا وأطفأت توتره وقلقه بين حضنها كما تفعل كل النساء الطيبات –من وجهة نظره- مع أزواجهن فى حالات كتلك، لكن ذلك لن يحدث الآن، ورغم ذلك هو يقدرها ويضعها فى مرتبة عليا من حياته، لأنه يعرفها تمام المعرفة، ويوقن أنها تفعل وستفعل المستحيل لتحوط عائلتها وتحميها من الفشل، لذلك لم يجد بدًا لصرف نظراتها الساخطة عنه غير أن يخبرها بأحلامه عن بناء متجر الأسمنت وكل المشاكل التى تعوقه عن المضى فى تحقيقها، ضاربًا فى تهور كل مخاوفه من أسئلة الماضى القديم وملقيًا بها فى حِجْرِ رئيسة، لكن القدر كان أكثر رحمة به هذه المرة، فبعد أن ألقى كل مافى جوفه من كلام عن الأحلام، وقبل أن تبدأ رئيسة فى مناقشته واستقصاء شرر الماضى للوقوف على حل للمستقبل، دق بابهما فى خبط رقيق... يا خامل قم الحق مرات أخوك بتولد. كان عليها أن تفتح معه – مجددًا- الحوار حول مكان ولادتها، هى تجربتها الأولى فى الوضع، ومن حقها أن تجد أمها بجوارها فى حال كتلك، ولكنها كعادتها أساءت اختيار التوقيت، الرجل لم ينفض تراب المدافن من فوق ملابسه بعد، ولكنها تخاف أن تلد فى أى لحظة وتعلم أن سالم يرفض أن تلد فى بيت أمها، إنه يرفض أن تلد فى أى بيت بالأساس؛ ستلد بالمستشفى... المستشفى بعيد يا سالم اسمها «المستعصية» لأنه يستعصى على الناس الذهاب إليه، طيب ألد بالمستشفى ثم أذهب إلى بيت أمى..لم؟ بالبيت جيش جرار من النساء سيقفن فوق رأسك ويلبون كل طلباتك... لن أكون مرتاحة.. كيف؟.... أمى ستتحملنى... وأمى لن تتحملك إذن؟... لا أقول ذلك ولكنى سأكون متعبة وكل امرأة بالبيت لها شئونها لن يتم الاعتناء بى كما تتصور صدقني؛ خذ عندك مثلا أنا لا أحب شوربة الدجاج أشعر بالقرف تجاها وسأشربها هنا بالغصب... ياستى سأحرج عليهم شربة الدجاج، أقولك أختك هند تأتى لتبيت معك وترى أمورك، ولا تخافى من بُعد المستشفى ستذهبين بالسيارة وتعودين بالسيارة..! كل شيء قريب يا فتحى. الموت والحياة. المقبرة والقابلة. الرحيل والعودة... يا خامل قم الحق مرات أخوك بتولد. يا سالم ابنك جميل عيونه واسعة لكنه «عجوة» خالصة أخذ لون أمه وملامحها ليس فيه منّا غير جبهة رأسه.. لكن وجهه مدور مثلى... أه ووجهه مدور مثلك... سأسميه «صَالِحْ»، صَالِحْ يا أخى واقبل اليد التى مدت إليك.. ربنا يسهل! المهم هل ستبيت زوجتك بالمستشفى أم ستعود اليوم إلى المنزل؟... ستعود اليوم إن شاء الله، كانت تريد أن تلد عند أمها أو حتى تعود إلى بيت أبيها حتى يمر أسبوعها الأول.. وبيتنا ماله؟ والنسوان اللائى بالبيت أين ذهبوا... قلت لها ذلك، ثم إن أختها هند ستأتى لتبيت معها حتى السبوع.. هند! أتعرف يا سالم لولا الملامة كنت ناسبت عمك هيكل وأخذت منه هذه الهند الجميلة... يا عم خامل هند تكبر راغب ابنك بسنوات قليلة... اسكت أنت لا تعرف شيئًا عن النساء! المهم همّ شوف الطبيب حتى نعود إلى البيت بابنك وزوجتك... حاضر! عقبى لما نعود إلى البيت الكبير بالبلد! كل شىء قريب.. الموت والحياة. المقبرة والقابلة. كذلك العودة والرحيل، وسالم مُلَهْوَج يا فتحى، لا يصبر على شيء وضعه فى رأسه، وصدقنى الحياة تعرف كَوَامِنُ كل نفس فينا، وهى طيبة تحب المساعدة لكنها تخشى العجلة، فالطيب حين تتعجله كالدب إذ قتل صاحبه لينقذه، ولكن الحياة أكثر حذقًا من ذلك الدب تضرب حتى لا تقتل، وتقتل حتى تلد، وأنت يا سالم قم إذن من نومك، قم بعد أول ليلة يبيت فيها وليدك بحضنك وحضن أمه... قم الحق نسيبك!.. عم هيكل! ماله؟..إنه مرزوق!... ماله مرزوق!..هند أخته صفعت سليمان العطيفى بالمداس على وجهه وفرت إلى بيتهم؟!... متي؟ لم؟ ماذا جرى يا أمي؟... عاكسها، أثناء نزولها من بيتنا!... النطع!.. المهم! اجر! الحق! مرزوق، شد السكين وذهب ليقتل سليمان! (فصل من حكايات الحُسن والحُزن)