فاجأ موسى مصطفى موسي، رئيس حزب الغد الجميع - قبل ساعات محدودة من إغلاق الهيئة العليا للانتخابات باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة - بتقديم أوراق ترشحه، ليضفى على المشهد السياسى منافسة حقيقية. وقال موسى فى تصريحات ل »الأهرام» إن ترشحه جاء من أجل الوطن، بعد تعمد انسحاب أكثر من مرشح محتمل لإحراج مصر بالداخل والخارج. وأضاف أن فكرة الترشح للانتخابات لم تكن وليدة اللحظة كما يعتقد الكثيرون، وإنما كانت منذ فتح باب الترشح للانتخابات، إلا أن الحزب عدل عن فكرة الدفع به كمرشح منافس، بعد ظهور العديد من الشخصيات التى لها ثقلها. وقال: «ضمن هذا السياق أتى تأييدنا ودعمنا للسيد البدوى حينما أعلن عن رغبته فى خوض الانتخابات كمنافس قوى للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن بعد قرار الهيئة العليا لحزب الوفد رفض ترشح البدوي، والصعوبات التى حالت دون وجود منافس قوى أمام الرئيس السيسي، قررت الهيئة العليا لحزب الغد الدفع به كمرشح فى تلك الانتخابات، لإتاحة الفرصة أمام الناخب لكى يختار ما بين متنافسين، ولا تكون العملية الانتخابية بمثابة استفتاء على شعبية الرئيس. وعن ملامح رؤيته للانتخابات ودوره فيها، أكد موسى أن لديه رؤية وتوجها متكاملين للمنافسة فى الانتخابات، وبعد الثقة التى أولاها له الحزب عبر تصويت الهيئة العليا مساء أمس الأول على الدفع به للانتخابات، وكان الجميع يستشعر حرج اللحظة والرغبة فى أن تكون المنافسة فى الانتخابات الرئاسية قوية وشريفة من أجل الوطن. وقال إن الحزب استطاع عبر مؤيديه داخل البرلمان فى تجاوز عقبة تزكية العشرين نائبا المطلوبة لاستكمال أوراق الترشح والحصول على تزكية 27 نائبا أكثرهم من المستقلين، بالرغم من الصعوبات التى واجهت الحزب فى الحصول على عدد التوكيلات المطلوب فى المدى الزمنى القصير ما بين قرار خوض الانتخابات وإغلاق باب الترشح. واعتبر موسى أن التحدى كان كبيرا ليظهر فيه الحزب قوته ووجوده فى الشارع، مؤكدًا أن أمانات الحزب بالمحافظات استطاعت جمع 49 ألف توقيع من 14 محافظة. وعن حظوظه السياسية فى الانتخابات المقبلة أمام مرشح يقود الدولة وله شعبيته، أكد موسى أن دخوله الانتخابات بمثابة تحد حقيقى له ولحزبه، وأنه لا يفكر فى أن يكون مجرد منافس شكلى أو ما يصفه البعض ب«كومبارس انتخابي»، وإنما سيسعى بكل قوة للحصول على أصوات الناخب عبر برنامج سياسى طموح ومنافس، يعتمد على جذب أصوات العديد من الشرائح المجتمعية وأبرزها الشباب، بالإضافة إلى الطبقتين الفقيرة والمتوسطة التى يمثلها غالبية الفلاحين والعمال التى اعتبرهم قاعدته الانتخابية. وحوله قاعدته الانتخابية الصلبة التى سوف يعتمد عليها، أكد أنه سوف تكون على أبناء القبائل المصرية التى يرأس مجلسها، بالإضافة إلى كوادر ومؤيدى حزبه، والأهم قدرته على تحريك الفئات المترددة فى النزول للانتخابات والذهاب الى صناديق الاقتراع وإبراز المشهد الانتخابى فى شكل تعددى حقيقي. إلا أنه اعترف فى ذات الوقت بصعوبة المنافسة بعد إعلان العديد من القوى المتوقع وقوفها جانبه فى الانتخابات تأييدها السابق للرئيس السيسي. وينتمى موسى لعائلة سياسية، وتمتد جذوره داخل بيت الأمة «حزب الوفد»، وقال: مارست أدوراها فى الكفاح السياسى قبل ثورة 1952، مما كان له الأثر الكبير فى إثراء تجربتى سواء الشخصية أو السياسية، بالرغم من حصولى على بكالوريوس الهندسة المعمارية من فرنسا، إلا أن العمل العام كان شغلى الشاغل، ولذا عندما اتيحت لى الفرصة، قررت مع أيمن نور تكوين حزب الغد، واستطعت قيادة الحزب بعد الأزمات الكبيرة التى ثارت حول شريكى فى التأسيس أيمن نور.