استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى نشاطه أمس بالقمة الإفريقية المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعقد لقاء ثنائى مع الرئيس الأنجولى الجديد جواو لورينسو، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تضمن برنامج الرئيس السيسى رئاسته لاجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي، وذلك فى ضوء تولى مصر رئاسة المجلس لشهر يناير الحالي، وأيضا مشاركته فى قمة النيباد. ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس إلى اثيوبيا للمشاركة فى فعاليات القمة الافريقية، ومن المقرر حتى مثول الجريدة للطبع أن يتناول اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقى تحت الرئاسة المصرية البحث والمناقشة، لموضوع «المقاربة الشاملة لمكافحة التهديد العابر للحدود للإرهاب فى إفريقيا»، وذلك بالنظر إلى ما يمثله الإرهاب من تهديد يتطلب تعزيز العمل الإفريقى المشترك لمواجهته بفعالية، حيث يعد تعزيز السلم والأمن والاستقرار فى القارة السمراء، أحد أهم أهداف الاتحاد الافريقي، و«الحل السلمى للنزاعات بين الدول الأعضاء من خلال الوسائل المناسبة التى قد تقررها الجمعية العامة للاتحاد»، هى أول طريقة متبعة فى تطبيق ذلك الهدف. باقة ورد فى انتظار الرئيس
ويتولى المجلس تنفيذ تلك المبادئ والأهداف، باعتباره الهيئة الرئيسية لتنفيذها، ومن بين السلطات الممنوحة لمجلس السلم والأمن، «إتخاذ المبادرات والإجراءات الذى يراها مناسبة»، لدرء أى نزاعات على وشك الحدوث، أو إيقاف نزاعات اندلعت بالفعل، فالمجلس هو هيئة لصنع القرار فى حد ذاته، وقراراته ملزمة للدول الأعضاء. ومنذ الاجتماع الأول لمجلس السلم والأمن فى عام 2004، نشط المجلس ، فيما يتعلق بالأزمات فى دارفور، جزر القمر، الصومال، جمهورية الكونغو الديموقراطية، بوروندي، كوت ديفوار وغيرها من الدول الافريقية، واتخذ قرارات بنشر قوات حفظ سلام للاتحاد الأفريقى فى الصومال ودارفور، وفرض عقوبات على الأشخاص المهددين للسلم والأمن (مثل حظر السفر وتجميد الأصول المالية لزعماء التمرد فى جزر القمر)، ويعمل المجلس على الإشراف على إنشاء «قوة الاستعداد الإفريقية» لتكون بمثابة قوة حفظ سلام دائمة للقارة. وتأتى مشاركة الرئيس السيسى فى القمة، فى إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير العلاقات مع أشقائها الأفارقة، والمشاركة بفعالية فى جهود تعزيز آليات العمل الإفريقى المشترك، حيث لم تدخر مصر وسعا من أجل المساهمة فى تحقيق الاستقرار والنمو والنهوض الاقتصادى فى القارة، وبذلت جهودا كبيرة على مستوى القمم الإفريقية وعلى المستوى الثنائى لتعزيز الأمن والسلم، إيمانا بوحدة المصير، والسعى إلى تسوية المنازعات فى القارة جنبا الى جنب مع دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة . ومن المقرر أن تنطلق غدا أعمال الدورة العادية الثلاثين للاتحاد الإفريقى بمشاركة مصرية رفيعة المستوى وتجربة مصرية رائدة فى مجال مكافحة الفساد، وتستمر على مدى يومين تحت شعار «الانتصار فى مكافحة الفساد..نهج مستدام نحو التحول فى إفريقيا»، حيث يشهد الرئيس السيسى الجلسة المغلقة التى يحضرها رؤساء وقادة وزعماء دول القارة البالغ عددها 54 دولة، بالإضافة إلى المحادثات واللقاءات الثنائية المشتركة0 ومن المقرر أن يتناول رؤساء وزعماء القارة الإفريقية خلال قمتهم، عددا من الموضوعات الرئيسية أهمها «مكافحة الفساد»، وهو ما يعكس مدى خطورة هذه الظاهرة على التنمية فى افريقيا، ومدى ما تحتله من أهمية لدى الكثير من الدول الإفريقية التى تسعى للتصدى للفساد لتحقيق تطلعات شعوبها فى العيش الكريم، حيث يعوق الفساد انطلاق قطار التنمية، وتعمل الدول الإفريقية من خلال الاتفاقية الافريقية لمكافحة الفساد على مكافحته بالآليات اللازمة، والقضاء عليه ، وتعزيز وتسهيل التعاون بين الدول الأطراف لضمان فاعلية التدابير والإجراءات الخاصة بمنع الفساد، والجرائم ذات الصلة فى إفريقيا، وتنسيق ومواءمة السياسات والتشريعات بين الدول الأطراف. ويستعرض الرئيس السيسى خلال مشاركته بالقمة تجربة مصر فى مكافحة الفساد باعتبارها تجربة واقعية يمكن الاحتذاء بها، حيث أخذ هذا الموضوع منحى شديد الجدية، منذ تولى السيسى رئاسة مصر وذلك بإطلاقه المعركة ضد الفساد، ابتداء من العمل على استرداد اراضى الدولة المنهوبة والمعتدى عليها، إلى ضبط عدد من القضايا الكبرى المتورط فيها مسئولون كبار بالدولة.