* هذه حكاية «صلاح» مع زملائه فى فندق اللاعبين * كان يوقظنا لصلاة الفجر ويرفض الخروج للتنزه هو والننى * لم أنتبه لموهبته وأنا لاعب .. وبهرنى بتألقه وأنا مدرب * لن أعود مساعدا حتى لو اعتزلت المهنة * كوبر مدرب محظوظ * تعلمت من «المعلم» الجرأة ومن «الجنرال» العسكرية * أرفض تدريب المنتخبات حاليا من المستحيل أن تكره محمد عودة المدير الفنى لفريق المقاولون العرب ، فليس له أعداء .. حتى أعداؤه يحبونه ! وقد لمع نجمه بقوة هذا الموسم وصار «نجما» فى سماء الكرة المصرية خاصة بعد العروض القوية التى قدمها فريقه وقد بدا واثقا من نفسه ومن قدراته بعد أن اكتسب خبرات كثيرة جعلته فى الصدارة حتى أنه عن يقين قد تلقى عروضا مميزة من عدد لا بأس به من أندية القمة (ليس من بينها الأهلى والزمالك).. إلا أن إيمانه بالرسالة التى يؤديها فى ناديه الذى كبر فيه لاعبا ومدربا جعله يستمر فى عمله . عودة في أثناء الحوار مع مندوب الأهرام واحتراما لوقت قاريء الأهرام حذفت أسئلتى وتركت المدرب الواعد محمد عودة يجيب على كل ما طرحته عليه من استفسارات .. وتلك كانت المحصلة: 1 فعلا ..من المهم أن أبدأ حديثى بذكر محمد صلاح فقد كانت السنة الاولى له وعمره 16 سنة والأخيرة لى ككابتن للفريق وعمري36 سنة .. والحقيقة أننى لم أشعر بموهبته وأنا لاعب لكنى بدأت أحس به فى الموسم التالى حين اعتزلت وصرت مساعدا للمدرب ..ولكن لفت نظرى أنه لم يكن متوترا عندما شارك لأول مرة معنا فى أول مباراة أمام إنبى فى بتروسبورت فى الأسبوع قبل الأخير للدورى والتى انتهت بالتعادل 2/2 .. يومها كان صلاح يتعامل مع الكرة بلهفة وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة منذ سنوات . وكنا نقيم معا بفندق اللاعبين بالنادى ، لم أكن قد تزوجت بعد وكان الفندق يجمع اللاعبين المغتربين بالفريق .. وكنا نأكل معا ونصلى معا ..وكان صلاح يتولى متطوعا مهمة إيقاظنا جميعا لأداء صلاة الفجر وكثيرا ما كان يقوم بدور المؤذن ..والحقيقة أننا جميعا كنا نحبه ونحترمه فلم تكن له أى مشكلة فى يوم ما سواء مع لاعب أو مدرب أو حتى عامل غرفة خلع الملابس أو موظف المطعم ... وتلاحظ لى أنه كان يرفض مع زميله محمد الننى مغادرة فندق الإقامة مع زملائه المغتربين بعد انتهاء المران والذهاب معهم للتنزه بأحد المولات القريبة أو الجلوس بأحد الكافيهات .. بل كان دائما يبقى بالفندق مع الننى ، وربما كان المتنفس الوحيد لهما لعب البلياردو من خلال »الترابيزة« الموجودة بالفندق فقط لا غير... وظلت هذه هى عاداته وأنا أتابعه عن كثب إذ لم أترك الفريق مطلقا وقد أصبحت مدربا مع كابتن محمد عامر الذى أشركه فى 7 مباريات ، ثم جاء كابتن حمزة الجمل الذى أشركه مع الننى كأساسيين فى جميع المباريات ..وكان مستواهما يرتفع من مباراة لأخرى وقد صارحتهما بضرورة أن يكون سقف طموحهما هو الاحتراف فى الخارج ..وما زالت العلاقة الإنسانية بصلاح قوية وقائمة خاصة بينه وبين زميلنا الحارس المعتزل محمد العقباوى الذى يعطينى أرقامه كلما أحتجت الى السؤال عنه والأطمئنان على أخباره وتهنئته وكان آخر أتصال بيننا بعد أن فاز بجائزة الكاف كأحسن لاعب فى أفريقيا. 2 السر وراء تألق أفراد الفريق هذا الموسم أنى أدخلت فى عقيدة اللاعبين اليقين بأن لديهم فرصة ذهبية فى لعب كأس العالم بروسيا لو أثبوا جدارتهم .. وهذا ساعدنى على أن أوجد للفريق هذا الموسم شخصية فى الأداء «وشكل» كان المقاولون يفقده منذ مدة ..وأشعر بالرضا عن نفسى ، فقد توليت المهمة فى الموسم قبل الماضى وكان ترتيبنا قبل الأخير فى الدور الأول برصيد 9 نقاط .. وأنهينا الدورى برصيد 42 نقطة .. وفى الموسم الماضى أرتحنا مبكرا مما أضطرنى الى اشراك الناشئين والعمل على بناء فريق ومع هذا أنهينا الدورى فى المركز السابع مكرر مع الإسماعيلى ... وهذا الموسم أفقدنا التحكيم غير الموفق زهاء 15 نقطة كانت كفيلة بوضعنا فى المركز الثانى .. ومع هذا مازالت الفرصة قائمة فى دخول المربع الذهبى بالدورى واحراز بطولة كأس مصر .. والجميع يشهد للمقاولون بأنه صار يلعب كرة جماعية جميلة فيها ثقة والتزام خططى . 3 لا أحب التعميم عند الحديث عن حب المدربين المصريين للدراسة .. لكنى عن نفسى أقول إننى لا أحب الدراسة النظرية رغم حصولى على اخر ما وصل اليه علم التدريب فى مصر لكنى أحب المعايشة مع الفرق الكبري.. وما زلت أرى أن أكثر ما أفادنى كمدرب حتى الآن معايشتى لمدرب برازيلى كان يدرب فريق نادى كوانزوا الصينى ..فما رأيته فى الصين شيء عبقرى بمعنى الكلمة .. وأستفادتى كان عظيمة .. والفترة التى قضيتها فى الصين غيرت من تفكيرى وفهمى لكثير من الأمور التدريبية ، ولعلك تلاحظ أنى الوحيد بأندية الدورى الذى لا أستعين بمخطط أحمال وأظن أنى ناجح تماما فى هذا لأن المعايشة فى الصين علمتنى كيف أرفع الحمل التدريبى وأهبط به دون أن يصاب اللاعب بتمزق أو شد عضلى .. كما تعلمت منهم كيفية تحليل أداء المنافس وكيفية »تقطيع » المباريات الى مشاهد قصيرة لكل منها مغزى وهدف .. إضافة الى تعلمى من الصينيين عبقريتهم فى الاستشفاء بالثلج بعد أن كان السائد لدينا أن الاستشفاء يكون باستخدام الماء الساخن ، طموحى أن أقضى فترة المعايشة مع فريق نادى أتليتكو مدريد. 4 لم أحزن لعدم ترشحى لأى منتخب وطنى بعد إعلان أسماء المدربين الجدد لقيادة المنتخبات الوطنية للشباب والناشئين والمنتخب الأوليمبى لأنى بصراحة كنت سأعتذر لو كان قد تم إعلان اسمى لكونى أشعر أنى مازلت فى مقتبل حياتى كمدرب وأنى أحب العمل وأريد أن أصقل تجربتى بعيدا عن المنتخبات . 5 مستحيل بعد أن صرت مديرا فنيا أن أعود الى الوراء وأقبل أن أعمل مدربا مساعدا لأى مدير فنى فى مصر ..حتى لو اضطررت الى اعتزال مهنة التدريب ..وحتى على مستوى المدربين الأجانب يستحيل العمل مساعدا إلا فى أضيق الحدود وعلى مستوى أسماء بعينها مثل » جوارديولا » الذى أعشق فكره وأعتبره أعظم مدرب خططى فى العالم والذى عمل حالة فى فرق برشلونة ومانشيستر سيتى وبايرن ميونيخ من خلال تفوقه فى الكرات القصيرة السهلة . 6 حصلت كثيرا من التجارب الإنسانية والرياضية من شخصيات محترمة أعتز بها وأقدر دورها معي، فقد تعلمت من المهندس إبراهيم محلب كيف تكون صديقا وأبا حنونا ومسئولا حاسما فى ذات الوقت .. فقد كنا نحبه ونخاف منه فى نفس اللحظة.. والمهندس محسن صلاح نموذج للأب المصرى الطيب ، ولا أذكر له يوما أنى قصدته فى مطلب وردنى خائبا.. والمهندس محمد عادل فتحى هو صاحب الفضل عليّ بعد الله سبحانه وتعالى فقد منحنى الفرصة وأمسك بيدى الى النهاية .. وتعلمت من الكابتن حسن شحاتة الجرأة وأن لا شيء اسمه الخوف وأتذكر أنه كان يهاجم الأهلى والزمالك ويفوز عليهما برغم أننا كنا نلعب فى دورى القسم الثانى ، كما أنه يجيد فن إعطاء الثقة للاعبيه .. وتعلمت من الكابتن طارق العشرى التنظيم داخل الملعب .. أما الكابتن الجوهرى فقد تعلمت منه التخطيط والنظام وأن حياة الفريق ينبغى أن تمضى وكأنها ثكنة عسكرية 7 يعجبنى الإيقاع السريع فى الأسئلة لأنها تتشابه مع طريقة »هات وخد » المعروفة فى كرة القدم .. ولا بأس من الإجابة عليها دفعة واحدة : 1-«الصبر مفتاح الفرج » .. شعارى فى الحياة. 2- أخطر ما سيعانى منه المنتخب قبل السفر لروسيا عدم وجود وقت معقول للمعسكرات . 3- أمنيتى زيارة القدس والصلاة بالمسجد الأقصى ولكن بعد عودة الحقوق لأصحابها. 4- حلمى مع المقاولون عودة الأمجاد الأفريقية. 5- أبرز ما يميز مستر كوبر كمدرب : الحظ. 6- أُعَامَل فى الراتب الشهرى الذى أتقاضاه فى المقاولون على أننى ابن النادى ! 7- الفترة الأخيرة تلقيت عروضا بأكبر أندية الدورى للعمل بها لكنى رفضت من أجل المقاولون . 8- النتائج فى روسيا أهم من الشكل والأداء. 9- أتوقع نجاحا غير عادى لإيهاب جلال مع الزمالك ولكن بعد أن يأخذ وقته. 10- ليس لى أدنى شغف بالقراءة ، وأُفضّل عليها السمع ، وأعتبر نفسى من المغرمين بصوت الشيخ الطبلاوى فى ترتيل القرآن الكريم. 11- لا أؤمن بالأبراج ولا أقرأها بالصحف ، ولا أحترم من يقتنع بها. 12- رغم أنى كنت هدافا لأفريقيا ولعبت بالمنتخب الوطنى ولكن سبحان الله - النجومية لم تأتنى الا هذه الأيام .. فقط! 13- أكره فى الرجل الأنانية ، وفى المرأة الغيرة. 14- محمد فاروق امتداد لموهبة محمد صلاح ..وأتوقع احتراف طاهر محمد .. وأرشح أحمد على وإبراهيم صلاح للانضمام للمنتخب. 15- عرفت الصدمات فى حياتى بوفاة والدى ووالدتى فى سن صغيرة. 16- سر توازنى النفسى يقينى أن رزقى لن يأخذه غيري. 17- كمدرب .. أحب اللاعب السريع وأميزه على اللاعب المهاري.. ولو لم يكن محمد صلاح لاعبا سريعا لما نجح فى أوروبا. 18- هل هى صدفة أن أشهر مدربى العالم الذين يلعبون الكرة الهجومية كانوا فى الأصل مدافعين .. مثلى ؟!! 19- لا أعتمد على الهاتف المحمول لقناعتى أنه مضيعة للوقت ويؤدى الى التفكك الأسري. 20- منذ ساعات أتممت عامى الثالث والأربعين .. أشعر أنى عشت لحظات وأنى دخلت من الباب وخرجت مباشرة من الباب المواجه. 21- تسألنى : هل من الوارد تواجدى الموسم الجديد بناد آخر غير المقاولون ؟ والأجابة : بالتأكيد.