جامعة جنوب الوادي تنظم ندوة حول "التنمر الإلكتروني"    مدبولي يتابع ميدانيًا مراحل التشغيل التجريبي لمحطة الربط الكهربائي المصري السعودي بمدينة بدر.. صور    الإسكان: منح تيسيرات في سداد المستحقات المالية المتأخرة على الوحدات والمحال وقطع الأراضي والفيلات    سويلم يلتقى وزير الزراعة الموريتانى ضمن فعاليات "إسبوع القاهرة الثامن للمياه    جوتيريش يشيد بدور مصر فى إنجاح اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى غزة    يورونيوز: ترامب يُركز على حرب روسيا بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة    فرانكو دوناتو وأحمد شبراوي ضمن أفضل 10 رماة في العالم    مصرع عنصرين جنائيين شديدى الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا    محافظ أسيوط يعلن عن ضبط محطة وقود جمعت أكثر من 85 طن سولار وبنزين دون وجه حق    بالأسماء.. مصرع وإصابة 19 عاملًا في حادث انقلاب سيارة بصحراوي البحيرة    آمال ماهر نجمة افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال33    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    دار الإفتاء توضح حكم ولادة السيدات على يد طبيب رجل    «الصحة» تنظم يوما علميًا للتعريف بالأدلة الاسترشادية بمستشفى المطرية التعليمي    اليوم.. ثنائي الجهاز الفني لتوروب يظهر في تدريبات الأهلي    سعر الدينار الكويتى اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 بمنتصف التعاملات    تسليم شهادات التحقق من البصمة الكربونية ل6 شركات محلية    رئيس إندونيسيا يؤكد دعمه لاتفاق شرم الشيخ للسلام فى غزة    الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وفرص أمطار ببعض المناطق    ارتفاع عدد الوفيات بين تلاميذ تروسيكل منفلوط ل3 أطفال    وزير الزراعة يبحث مع نظيره الموريتاني سبل تعزيز الاستثمار الزراعي    سفير فلسطين بالقاهرة: دور مصر محورى فى وقف الحرب ومنع تهجير سكان غزة    مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكشف عن لجنة تحكيم دورته الثانية    محافظ الفيوم يلتقي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ لبحث احتياجات المواطنين وتحسين الخدمات    فأر يربك مباراة ويلز وبلجيكا بتصفيات كأس العالم 2026    مدير منتخب مصر يكشف سبب استبعاد أحمد الشناوي عن المعسكرات    إشادة دولية بالتجربة المصرية في الاعتماد الصحي خلال مؤتمر ISQua الدولي بالبرازيل    وفد رفيع المستوى من مقاطعة جيانجشي الصينية يزور مجمع الأقصر الطبي الدولي    العد التنازلي بدأ.. المتحف المصري الكبير يستعد لإبهار زواره بكنوز الفرعون الذهبي    محمود عبد المغنى يشارك فى بطولة فيلم شمس الزناتى وينتظر عرض صقر وكناريا    "الوطنية للانتخابات" تعلن الخميس القائمة المبدئية لمرشحي مجلس النواب 2025 وتبدأ مرحلة الطعون    وزارة الصحة تغلق مركزا غير مرخص للتجميل بمدينة نصر.. التفاصيل صادمة    جامعة حلوان تشارك في المعرض السنوي للثقافات العسكرية    نائب رئيس جامعة القاهرة يلتقي وفداً من جامعة ولاية بنسلفانيا هاريسبرج الأمريكية    القانون يحدد اختصاصات المجلس القومي للصحة النفسية.. اعرفها    وزير الصحة يبحث مع وزيرة الصحة الألمانية تعزيز التعاون المشترك    الكنيسة الأسقفية تؤيد اتفاق شرم الشيخ وتثمن جهود القيادة المصرية من أجل السلام    رئيس جامعة جنوب الوادي يتابع المشروعات التطويرية بالمدن الجامعية    اليوم.. أول اجتماع للجنة تطوير الإعلام برئاسة خالد عبد العزيز    أسعار اللحوم اليوم اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    اليوم.. الحكم على 4 متهمين ب"خلية الحدائق"    المكسب هو الحل.. ماذا يحتاج المنتخب السعودي والعراقي من أجل حسم التأهل إلى كأس العالم؟    "قمة شرم الشيخ للسلام" تتصدر اهتمامات الصحف الكويتية    وزارة التجارة الصينية تدعو أمريكا إلى إظهار الصدق في المحادثات التجارية    سعر سبيكة الذهب اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025.. بكام سبيكة ال5 جرام بعد القفزة الأخيرة؟    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    صحيفة ألمانية: سياسة برلين تجاه حرب غزة أفقدت ألمانيا نفوذها الدولي    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    رئيس المجلس الأوروبي: تخصيص 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية خلال العامين المقبلين    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    حبس 3 أشخاص بعد قيامهم بعمل حركات استعراضية بسيارات في الطريق العام ببسيون    خالد الغندور: مصر زعيمة الأمة العربية ولها دور فعال فى إنهاء الحرب بغزة    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    توتر داخلي وعدم رضا.. حظ برج الدلو اليوم 14 أكتوبر    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعمة الأمان.. كلمتان على سطر من حكاية وطن!
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 01 - 2018


عندنا فى مصر انتخابات رئاسية بعد شهرين...
الانتخابات التى هى بعد شهرين عندنا.. ظروفها تختلف جذريًا عن أى انتخابات رئاسية «عندهم» فى الدول الديموقراطية!. ليه؟.
لأن الذى عاشته مصر ورأته مصر وواجهته مصر.. وصحت ونامت عليه مصر.. على مدى سبع سنوات وشهر.. غير مسبوق فى أى دولة «ديموقراطية» بالعالم.. وعليه!.
إن كنتم بدأتم الكلام فى الانتخابات وعن الانتخابات عندنا.. علينا وعليكم.. الرجوع بالذاكرة للوراء سبع سنوات.. لنبدأ الحكاية من أول حرف بكلمة فى جملة على سطر.. نقرأ الحكاية من أولها.. حتى لا ننسى تفاصيلها.. لأن المطلوب فى اللحظات الفارقة التى نحن فيها.. أن يبقى الوعى الذى منحنا الصمود.. ضد كل المحاولات المستميتة لإدخال مصر فى دائرة «الربيع العربى»!.
علينا أن نتذكر وأن نفخر.. بملحمة صمود مصر من 2011 وحتى الآن.. نتذكر.. لنزداد يقينًا على يقين.. بأن الحرب التى نحن فيها.. قائمة ولم تنته.. لأن آمالهم فى «الربيع العربى» لم تنته بعد..!
الانتخابات القادمة بعد شهرين.. جزء مُكَمِّلٌ للحكاية.. حكاية أكبر معركة صمود خاضتها دولة.. تكالبت عليها دول.. لأجل إسقاطها.. بالفوضى تارة والفتنة أخرى والإرهاب ثالثة والمؤامرات رابعة والأكاذيب والتيئيس والكراهية خامسة و....
سبع سنوات وشهر.. لم ينجحوا للحظة فى تحقيق مخطط واحد لهم!. سبع سنوات وشهر.. ولم يفلحوا فى أن تنشغل مصر بمعركة الدفاع عن وجودها.. وتنسى معركة بناء اقتصادها.. فتموت غرقًا فى مشكلاتها وأزماتها المتراكمة المُرَحَّلَة من سنوات بعيدة!.
سبع سنوات عجاف.. تحملت مصر أزماتها المستحكمة.. وفى نفس الوقت أخذت مصر ترسى قواعد مجدها.. بمصانع ومزارع وطرق وكبارى ومحطات كهرباء ومحطات تحلية مياه.. وكل ما ينقلها إلى المكان والمكانة التى تستحقها فى العالم!.
السبع سنوات وشهر.. هى حكاية هذا الوطن من 2011 وللآن.. والانتخابات المقبلة بعد شهرين.. هى التى تحدد من يتولى مسئولية هذا الوطن فى السنوات الأربع المقبلة.. ومن ثم هذه الانتخابات.. جزء أصيل من حكاية هذا الوطن فى السبع سنوات وشهر!.
من يريد أن يحدد مستقبل وطن.. لابد أن يقرأ حكاية وطن.. ليعرف ونعرف وتعرف الدنيا كلها.. الأقدر على قيادة الوطن!

تعالوا نُقَلِّبْ صفحات حكاية وطن.. تعالوا إلى قراءة جديدة فى أوراق قديمة.. قراءة لابد منها الآن.. بعد مرور شهور وسنوات على 2011.. والربط بين أحداث لم تكن دوافعها معروفة وقتها.. واتضحت وانفضحت مع الأيام!. تعالوا نقرأ لنتذكر لنبقى على الوعى.. لنقدر على الفرز.. حتى لا نخطئ الاختيار!.
تعالوا اليوم.. نتذكر وقت كانت كل المعطيات تأخذنا للفوضى!. الفوضى التى بَشَّرُونا بها.. جهزوا لها بحملة رهيبة مدروسة بعناية ومخططة بدقة!.
لأجل أن تسود الفوضى مصر.. لابد أن تختفى الشرطة من مصر!. قتلوا الشرطة معنويًا.. قبل أن يجهضوها ماديًا!. حملة زرع كراهية الشرطة فى نفوس الشعب!. قناة الجزيرة المتحدث الرسمى للحملة!. خلق مناخ كراهية هيستيرى ضد الشرطة!. على فكرة الحملة بدأت قبل 25 يناير وأحد لم ينتبه!. الهدف إخراج الشرطة من المعادلة.. لأجل وطن بلا أمن!. إن غاب الأمن.. حلت الفوضى وهذا ما حدث!.
مظاهرات بلا سقف.. فى شارع مباح متاح للفوضى.. التى تنوعت أشكالها.. هذا تخريب وذاك تدمير.. وتلك سرقات ونهب للمؤسسات والشركات.. وما حدث «لأركاديا» مستحيل نسيانه!. كل المؤشرات.. مؤشرات الفوضى.. تقول: الأمر نجح بامتياز وأسرع مما خططوا!. ظنوا ذلك لجهلهم أنها المحروسة وأنها فى معية الله!.
وقتها رهان من خططوا بالخارج ومن ينفذون الفوضى بالداخل.. أن المسألة أسهل مما كانوا يظنون.. وسقوط الدولة المصرية أصبح مسألة وقت!.. وها هى مصر الكبيرة العريقة.. تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن ينفرط عِقْدُها.. وتعم الفوضى التامة أرجاءها!.
حضراتكم نسيتم الأيام «السودة».. التى لم يكن فيها أى منا.. آمنًا على أى شىء!. إن خرج من منزله.. لا يعرف إن كان سيعود أم ذهب ولن يعود!. وإن عاد.. لا يدرى هل سيجد أسرته أم لا؟!.
مصر المحروسة.. ظهر فيها لأول مرة.. حوادث الخطف مقابل الفدية!. ظهرت وانتشرت كأنها عدوى أو كأننا اتبدلنا واتبدلت أخلاقنا!.
وبسرعة.. سمعنا عن خطف السيارات.. وإعادتها مقابل فدية!. البشر يتخطفوا ويرجعوا بفدية.. والسيارات تتخطف وتعود بفدية!. عينى عينك.. راكب عربيتك.. تعترضك سيارة.. وطلقتين فى الهواء.. تلاقى نفسك قد أصبحت فى «الهوا»!. أخذوا السيارة.. وتركوك حيًا.. ليس حبًا فى سيادتك.. إنما لأنك من ستتلقى تليفونهم ومن سيدفع الفدية!.
واكتملت دوائر الفوضى.. بظهور اللجان الشعبية.. بديلًا للأمن!. فى البداية.. المصريون العاديون بدافع النخوة المصرية.. وضعوا أنفسهم فى خدمة مجتمعهم.. وكل مجموعة فى حى أو منطقة.. يقسمون أنفسهم على مدار ساعات الليل لأجل حماية أهاليهم.. خاصة أن الشائعات وقتها.. كل لحظة شائعة!. مرة عن السيارة البيضاء المسرعة التى تطلق نيرانًا فى كل اتجاه!. الشائعة مصدرها الفيسبوك وبمجرد ظهورها.. تفاجأ بعشرات البلاغات!. واحد يقول إنه رآها فى صلاح سالم ودخلت تجاه الأزهر!. وآخر.. يحكى أنها وصلت شارع بورسعيد!. وثالث يحذر أهل الحلمية.. ورابع وخامس.. والناس لا تملك إلا أن تُصَدِّق.. وأحد لا يعرف «أنهم» «يشتغلونا».. المهم!.
اللجان الشعبية بدأت وكأنها اختيارنا نحن الشعب.. والحقيقة.. أنها كانت عملية مرتبة لعمل نقلة نوعية فى الفوضى.. لتكون هى الوقود الذى سيشعل الاقتتال بين المصريين.. دون اللجوء إلى الفتنة الطائفية!. كيف؟
أمان أى مجتمع.. مرهون بيقظة الأمن الذى يرسى قواعد القانون على كل ملليمتر فى هذا المجتمع!.
عندما يتم اغتيال الأمن فى المجتمع.. بتحريض الناس على كراهيته.. خلت الساحة من الأمن.. ولم يعد هناك وجود حقيقى على الأرض للقانون.. الذى هو محل رضاء وتوافق الناس على الاحتكام إليه.. فيما يختلفون عليه!.
غاب القانون لأن من يحافظ عليه وينفذه هو الآخر غاب.. وهنا نحن والفوضى شىء واحد.. وليتنا توقفنا عند هذا الحد!.
كانوا يريدون التعجيل بسقوط مصر.. باعتبارها الجائزة الكبرى فى «الربيع العربى».. والفوضى وحدها كما اتضح.. لن تؤدى لاقتتال المصريين.. ولابد من هيكل لها يحقق حتمية وقوع الصدام بين المصريين.. والذى لم تحققه المظاهرات.. رغم حجم الدمار الذى تخلفه كل مظاهرة من حرق لسيارات ودمار لمنشآت!. ولم يحدث هذا الصدام.. رغم الحرائق الكبيرة المدمرة التى قام بها متظاهرون.. ضد منشآت مصرية حيوية.. منها المجمع العلمى مثلًا!. وحتى هذا الصدام لم يحدث عقب حوادث النهب الجماعى!. شىء من هذا لم يوجد أى نوع من الصدام بين المصريين!. ناس بتخرب وبتحرق وبتدمر.. وناس واقفة «بتتفرج»!. إذن لابد من حل.. فما هو؟.
اللجان الشعبية هى أسرع طريق للحرب الأهلية.. لأننا سلمنا القانون «تسليم مفتاح» لمن لم يلتزموا يومًا بقانون!. المصريون «الأخيار» الذين كانوا قد تطوعوا لحماية أهاليهم.. هؤلاء انشغلوا بمشاغلهم وأعمالهم!. هؤلاء تطوعوا لعمل وانصرفوا عنه لأن عندهم أعمالهم التى يأكلون منها عيش!. هؤلاء لا علاقة لهم باللجان الشعبية التى ظهرت فجأة.. والتى وجدت نفرًا محترفًا متفرغًا لها.. وهؤلاء جاءت لهم اللعبة على هواهم!. لعبة التحكم ولعبة النفوذ ولعبة السيطرة ولعبة الاستحواذ على أقدار شارع بأكمله.. يفعلون فيه ما يريدون.. لا قانون يطولهم ولا أمن يخشونه ولا سجن يدخلونه.. بالعكس «اللى» كانوا فى حجز الأقسام والسجون هربوا!.
فجأة أصبح لكل شارع لجنة شعبية.. أهل الشارع لا يعرفون وجهًا واحدًا من هذه اللجنة!. وأغلب الشوارع كانت محكومة بلجنة فى أول الشارع ولجنة أخرى فى آخره.. وكل لجنة لها قانونها ونظامها وتعليماتها!.
هنا بدأت الصدامات.. الناس «اتخنقت»!.
فى هذا التوقيت عرف المصريون نعمة الأمن والأمان!.
المصريون عرفوا فى الوقت المناسب قبل أن تتطور الأمور.. لأن المطلوب أن تتطور.. والصدام بين المصريين.. يتحول إلى اقتتال بينهم.. وبمجرد حدوث ذلك.. تتطور الأمور.. والصدام الصغير.. ما هو إلا شرارة نيران حتمًا ستنتشر فى غياب الأمن والقانون والأمان.. واتساعها فى بلد كبير كفيل بقيام حرب أهلية بين المصريين!.
المصريون عرفوا الحقيقة!. عرفوا استحالة عودة الأمن والأمان.. وكل شارع له أمن على كِيْف لجنته الشعبية!. المصريون عرفوا.. أن الأمن والأمان مسئولية دولة.. عندها قانون وعندها الشرطة التى تحمى وتنفذ هذا القانون!. المصريون عرفوا.. أن الشرطة هى الأمن والأمان وليست العدو الذى يكرهه الشعب!.
قوتان فى هذا التوقيت دخلتا صراعًا هائلًا!.
قوة مصممة على إسقاط الدولة!. مصممة على إبقاء كل أشكال الفوضى فى الشارع.. مظاهرات أوقفت كل مجالات الحياة!. أكثر من خمسة آلاف مصنع أغلقت أبوابها!. سياحة أغلقت أبوابها.. ومن يريد المجىء لبلد المظاهرات فيه ليل نهار؟!. انعدام الأمان فى غياب الأمن.. والخلاص.. هذه القوة.. تعمل بكل قوتها على إسقاط كل مؤسسات الدولة.. للدخول فى حرب أهلية.. وهو المطلوب تحقيقه!.
فى المقابل.. قوة وطنية.. ممثلة فى جيش مصر وأجهزة مصر السيادية.. الهدف الأساسى الحيلولة دون وقوع صدامات بين المصريين!. الحيلولة دون نجاح أى فتنة طائفية!. الحيلولة دون وقوع صدام بين الجيش والشعب.. وأول اختبار.. يوم قطع المتظاهرون فى قنا.. بتحريض من القاهرة.. قطعوا السكة الحديد وأوقفوا حركة القطارات من وإلى.. القاهرة أسوان.. احتجاجًا على تعيين محافظ قبطى لقنا!.
وقتها.. جيش مصر وأجهزة مصر.. يدركون أبعاد ما يحدث.. وأن الهدف النهائى الذى يريدون.. صدام الجيش والشعب!. عقولهم «الضِلْمَة» زينت لهم هذا.. لينسوا أن هذا الجيش ابن هذا الشعب.. والأصالة المصرية التى هى معدن هذا الشعب العظيم العبقرى.. ليست فى أدبياتها.. عقوق الابن بالأب أو عدم تقدير الأب للابن!.
القوة الوطنية التى حملت مصر فى السنوات السبع العجاف.. تعرف يقينًا أنهم يريدون إسقاط مصر!. القوة الوطنية تسابق الزمن لأجل عودة شرطة مصر.. ولحين عودتها.. جيش مصر موجود فى الشارع لحماية شعب مصر!.
الجيش.. تحمل ما لا يتحمله البشر.. لأجل عدم وقوع صدامات تستهدف اقتتال المصريين!. الجيش.. على قدر ما استطاع حاول تعويض غياب الشرطة.. دون أن يُسْتَدْرَج إلى صدامات مع الشعب!.
واحدة من هذه الصدامات التى تم الترتيب لها.. للإجهاز على مصر.. فى حرب طائفية!.
أتكلم عن يوم 9 أكتوبر 2011.. فيما عرف وقتها بأحداث ماسبيرو.. والتى كانت فى الواقع.. فَخًّا.. لصناعة أكبر فتنة طائفية بين المصريين!. مظاهرة قبطية تم الإعلان عنها من شبرا إلى ماسبيرو.. المظاهرة القبطية التى خرج فيها أهالينا من شبرا.. ما إن وصلت إلى نفق شبرا.. اتبدلت!.
أهالينا انصرفوا إلى حال سبيلهم.. والمظاهرة باتت عناصر مختلفة.. فيها الكثيرون من غير المصريين!. هذا أول تعديل والثانى.. المظاهرة العادية اختفت.. واتبدلت بمظاهرة تحمل سلاحًا!.
فى الوقت نفسه.. الخطة.. خروج مظاهرة إسلامية من إمبابة إلى ماسبيرو عبر كوبرى 15 مايو.. وما أن تلتقى المظاهرتان وتتصادم المظاهرتان.. هناك مئات الصور والفيديوهات المجهزة مسبقًا.. لحرائق مساجد وكنائس وصور رجال دين قتلى!. الصدام على الأرض فى ماسبيرو.. تدشنه حملة «فوتوشوب» لاعتداءات وهمية على دور عبادة ورجال الدين.. ولحضراتكم تخيل الموقف.. والجزيرة تذيع مباشر قتال مسلمين وأقباط عند التليفزيون.. في الوقت الذى فيه عشرات الرسائل المصورة.. تشيع الفتنة فى أرجاء مصر!.
... ولأنها المحروسة وفى معية الله إلى يوم الدين.. المظاهرة الإسلامية تم إرجاعها لقواعدها بعد خروجها.. والصدام المرتب له لم يتم.. والذى تم واحدة من أبشع حركات الفوضى والدمار.. والفيديوهات موجودة!.
استماتة لأجل أن يصطدم الجيش بالمتظاهرين.. وحضراتكم تذكرون العربة المدرعة التى كانت مكلفة بحماية التليفزيون.. وكيف أن متظاهرين ممن يريدون إسقاط الدولة.. فتحوا غطاء المدرعة من فوق.. وأسقطوا حجرًا كبيرًا على رأس الجندى الذى يقود السيارة المدرعة وهشموا رأسه!.
فى هذا اليوم.. قوة الحراسة المكلفة بحماية مبنى التليفزيون.. لم تخرج منها طلقة رصاص واحدة حية.. رغم الاعتداءات الكبيرة عليها.. لأن الذخيرة الموجودة معها.. كلها ذخيرة صوت وليست حية!. الإصابات التى وقعت بين جنود الجيش المكلفين بحراسة ماسبيرو.. كبيرة وصعبة.. وتحمل الجيش الذى يعلم.. أنهم يريدون إسقاط مصر.. وأول الطريق.. الصدام بين الجيش والشعب!.
هذا ما أرادوه ويريدونه من 2011 وحتى الآن.. لكنهم هم الذين سقطوا.. لأن مصر لا تسقط.. وفيها شعبها وجيشها!.
هنا نتوقف لنسأل أنفسنا.. سقوط كل محاولات إسقاط مصر.. وانحصار الفوضى وعودة الأمان لمصر.. ضربة حظ حالفت مصر أم عُدُوْل الخارج عن خطة إسقاط مصر?!.
لا والله لا هذا ولا ذاك.. إنها المحروسة بإذن الله.. ولتنفيذ مشيئة الله.. المولى عز وجل اختص مِنْ أهلها.. مَنْ كَلَّفَه بإنقاذها...
أليس هو القائل فى كتابه الكريم.. تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ. صدق الله العظيم.
الأمان الذى عاد إلى ربوع مصر.. بعد فوضى كانت عنوانًا لمصر.. هو بعد مشيئة الله.. فكر وتخطيط ووعى بكل ما حدث ويحدث...
الأمان الذى ننعم به الآن .. هو كِلْمِتِينْ على سطر من حكاية وطن...
سيادة الرئيس السيسى.. شكرًا.
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.