حديث سيناء

مرت سيناء بعدد من محاولات التنمية الجادة بعد نصر اكتوبر 1973م، وبدأ جهاز تعمير سيناء هذه التنمية بمشروع «توطين البدو»، وحفر الابار وعمل السدود وإمدادهم بأشجار التين والزيتون التى تتحمل الجفاف وظروف البيئة الصحراوية ، ولكنها لم تستمر طويلا، والى جانب ذلك كانت هناك مشروعات اخرى ناجحة وخاصة فى مجال التنمية السياحية على سواحل خليجى العقبة والسويس ومن اشهرها تنمية مدينة شرم الشيخ التى وصل معدل التنمية فيها مستويات غير مسبوقة يمكن الاهتداء بها فى مجال التنمية السياحية مع ضرورة اشراك اهل سيناء فى برامج سياحة السفارى وتأمين السياح عند القيام بتلك الرحلات الخلوية للاستمتاع بالبيئة الصحراوية ومعايشة حياة البدو، مع ضرورة تحديد نقاط دعم محددة على مسارات متعددة ، وإشراك قطاع المحميات الطبيعية فى هذه البرامج لضمان عدم تعارض برامج التنمية السياحية مع البرامج الخاصة بحماية البيئة، لأن البيئة المتنوعة والفريدة هى اساس جذب السياح ، كما ان برامج السياحة العلاجية يجب ان تدخل على اسس علمية حيث تتميز سيناء بالعديد من مقوماتها ، وأوجز فيما يلى نقاطا محددة لتنمية سيناء.
الاعتداد بالملكية الخاصة لمواطنى سيناء لعقاراتهم التى يحوزونها بوضع اليد ، سواء كانت عقارات سكنية أو زراعية.
إيجاد مشروعات عامة تستوعب الأيدى العاملة من الشباب على أن تستمد هذه المشروعات بنيتها من سيناء ، وتتفق مع بيئتها وعادات أهلها وميولهم المهنية والثقافية، على ان يكون ابناء سيناء هم الهدف والوسيلة للتنمية .
إنشاء مزارع ومصانع نموذجية عامة تستثمر ثروات سيناء ، تكون قدوة للقطاع الخاص وكمراكز تدريب للشباب الراغبين فى إنشاء مشروعات مماثلة.
نشر المدارس والفصول الدراسية شاملة الاقامة والإعاشة، وكذلك مراكز التدريب لمحو الامية الهجائية والمهنية لاهل سيناء للمهن المتوارثة.
سرعة تشغيل الكبارى والانفاق وتسهيل عمليات العبور بين سيناء ومحافظات الجمهورية وتسهيل عمليات الاستيطان للراغبين من أبناء مصر فى الإقامة والاستثمار بسيناء حيث استشهد آباؤهم على ارضها.
حفظ تراث اهل سيناء ومعارفهم ودمجها فى المقررات الدر اسية بعد تنقيحها وتنقيتها مما يكون قد شابها من غث نتيجة التطور والحداثة .
تنمية الأعشاب الطبية والرعوية واستغلالها بأنجع السبل وأسلمها والعمل على تسويقها من خلال إنشاء مؤسسة لتسويق منتجات المشروعات المختلفة فى سيناء خاصة المشروعات الصغيرة والمتوارثة عن الأجداد.
الاعتراف بالقضاء العرفى كأسلوب لحل المشاكلات واستتباب الامن فى البادية بعد تنقيته ليتماشى مع الدستور، وايجاد وسيلة لتنفيذ احكامه واعتماد قضاته من المشهود لهم بالنزاهة والعلم بأعراف البادية.
د. كمال عودة غديف
جامعة قناة السويس