طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان باستثمار الثقافة الإنتاجية لحياة البادية بسيناء فى التنمية الاقتصادية, موضحا أن تلك الثقافة تتضمن الصناعات والحرف التراثية المتوارثة بها وثقافة الفنون والتراث السيناوي من موسيقى وشعر وعادات وتقاليد وثقافة التعامل مع البيئة الصحراوية والاستفادة من مياه السيول ومعرفة مصادر المياه بسيناء وخبرتهم فى معرفة مخرات السيول للابتعاد عن مخاطرها. وقال ريحان - فى تصريح له اليوم - إن "أهل سيناء لديهم خبرة ومهارة فى العديد من المنتجات التراثية المستمدة من البيئة السيناوية, ومنها ملابس النساء المطرزة والإكسسوارات من الصدف والمنتجات البحرية والحقائب والكليم والذي يقبل على شرائها زوار سيناء من كل الجنسيات, كما تنفرد نساء البادية بسيناء بمهنة غزل الصوف والحياكة ومنها بيوت الشعر والأغطية والفرش وغير ذلك من لوازم الخيام والأثاث والملبس ويحكيها النساء من شعر الماعز وصوف الضأن ووبر الإبل مستخدمين أنوال بسيطة يمكن تحديثها لإنتاج أفضل". وأضاف أن "رجال البادية لديهم مهارة فى صيد البحر والبر ويصنعون شباك خاصة بهم لصيد الأسماك ولديهم خبرة فى استخراج اللؤلؤ من خليج العقبة ويصيدون الغزال والأرانب البرية لأجل لحمها وجلدها وقرونها, كما أن لديهم خبرة فى صيد السمان بشمال سيناء ويعرفون أماكن الفيروز وطريقة استخراجه, لافتا إلي إمكانية الاستفادة من الأجيال المعمرة فى هذه الصناعة وهم مهرة فى جمع الغاب من الأودية المختلفة بسيناء والذي يدخل فى صناعة أثاث مستمد من البيئة فى المنشآت السياحية بسيناء والصناعات القائمة على التمور من نخيل سيناء وجمع المن وهى مادة سكرية يجمعها البدو من شجر الطرفاء وكانوا يضعونها فى عبوات ويبيعونها للسياح. وأوضح أن أهل سيناء لديهم خبرة فى الاستفادة من مياه السيول بسيناء وتحويلها من قوة تدميرية لمصدر مهم للمياه العذبة بإقامة السدود لحجز مياه السيول فى مجاري الأودية وإنشاء الهرابات وهى برك صناعية فى مجرى السيل لخزن مياه المطار وهى إما أن تحفر فى الصخر أو تبنى بحجر ومونة كما يعرفون أماكن البرك الطبيعية التى تقع بين صخور الجبال وتتجمع فيها مياه الأمطار ويطلق عليها "مكراع" كما يعرفون أماكن "الثميلة" وهى حفر غير عميقة يظهر فيها الماء بعد المطر وتنشف فى الصيف ويمكن الاستفادة من التقنيات الحديثة لتطوير منظومة الاستفادة من المياه بسيناء بمشاركة أهلها كما يجب الاستعانة بأهل سيناء كأدلة لتحديد مخرات السيول حين إقامة أي مبان سكنية أومشروعات أو طرق بالمنطقة. وأكد ريحان وجود 472 نوعا من الأعشاب الطبية بسيناء منها 42 نوعا من النباتات النادرة والمهددة بالانقراض ويعرفها القليل من أهل سيناء وتحتاج لإنشاء مراكز للبحوث بسيناء تقوم على تجميعها ودراستها وأقسام للصيدلة لتقنينها علميا واستخلاص أدوية تحظى مصر بملكية حقوق ملكية فكرية لها ومراقبة لأعمال جمع الحطب للوقود التى تقضى على هذه الأعشاب وساهمت هذه الأعشاب فى القضاء على العديد من الأمراض. وذكر أن أهل سيناء يملكون ذخيرة من التراث الشعبي المتمثل فى العادات والتقاليد فى السكن فى بيوت الشعر يقيمون بها فى الشتاء والربيع اتقاء للمطر والبرد وطرق إعداد الطعم وذبح الخراف وطريقة شيها وينظمون أشعارا خاصة بحياة البادية وموسيقى وأغاني تحتاج إلى مدارس لرعايتها وحفظها وتطويرها لتصل إلى العالمية ولهم رياضات خاصة متمثلة فى سباقات الخيل الشهيرة وهى فى حاجة لإنشاء أماكن متعددة بكل مدينة بسيناء لهذه السباقات وتسويقها دوليا وتسويق المنتجات التراثية السيناوية وفتح أسواق دولية لها بما يسمح بتحويل الثقافة السيناوية لمادة للتنمية الشاملة بها.