بريد السبت يكتبه :أحمد البرى

شباب من مصر

أتمني تشجيع الشباب للقيام بمشروعات ذاتية ترضي طموحهم وتحقق رغباتهم في توفير فرص عمل شريفة لهم من خلال توفير دراسات الجدوى والتمويل بنسبة 50%, وأن تتولي المؤسسات التابعة للحكومة تسويق المنتجات، وتقديم نماذج للشباب الذين قادوا زمام المبادرة وخاضوا التجربة وحققوا نتائج لا بأس بها، ومنهم سعيد عبود من أبناء مدينة الغريب (السويس) الذي ذهب وحيداً إلي سانت كاترين بجنوب سيناء.
وأقام مشروعاً لتربية النحل وإنتاج العسل الجبلى, فبدأ بعدد محدود من خلايا النحل وبعد سنوات قليلة أصبح إنتاجه محجوزا مقدماً, وتوسع الإنتاج، وأصبح المشروع رائداً بالمنطقة، وأخذ العسل علامة تجارية متميزة مرتبطة بالمكان المقدس الذي يرعي فيه النحل معتمداً علي العديد من النباتات العطرية والطبية النادرة التي لا توجد في أى مكان آخر من العالم، وكذلك الشاب فرج محمود الشهير بفرج فوكس من أبناء كاترين, الذي فكر في ترويج برامج سياحية غير تقليدية تعتمد علي زيارة الجبال والمبيت بها, وقضاء أوقات جميلة في حياة بدوية بسيطة بين البدو, والاستمتاع بجمع الأحجار ذات الأشكال الغريبة, والنباتات الطبية, فأصبحت لديه قافلة من الجمال, وعدد لا بأس به من سيارات الدفع الرباعي, وفتح أبواب رزق لمئات الشباب وللعديد من الأسر البدوية التي تستضيف السياح في خيامها, مما جعل جميع قبائل سيناء تحبه وتقدره, وعند غياب السياح الأجانب خلال الفترة الأخيرة تواصل مع البرامج الوطنية لتعريف الشباب المصري بوطنه الأم سيناء، وأعد لهم برامج متميزة ترضي طموح السائح المحلي، وقدم تخفيضات هائلة لكي يحقق التواصل الثقافي بين أهل الوادي وأهل سيناء، وهناك مبادرات أخري عديدة يمكن أن يتبناها ويطورها صغار المستثمرين، كما وردت بالتفصيل في كتاب «سيناء وأنا» لمؤلفه عودة عطية غديف إبن سيناء الذي يعرف خباياها، وإمكاناتها الهائلة لها، وثقافتها المتوارثة في استثمار أقل الأشياء حسب قدراتهم المالية وخبراتهم التى توارثوها من الأجداد، ابتداء من الزراعة المطرية بالمناطق الساحلية، وإكثار النباتات الطبية بالمناطق الجبلية، وتجهيزها للبيع مصنعة، وليست كمواد خام بالإضافة إلي إنشاء ورش لتجهيز الرخام بوسط سيناء، وكذلك الإدارة الجيدة للمصايد الطبيعية للأسماك وبخاصة أسماك السهلية في مناطق رأس سدر وأسماك الدنيس بأنواعها المتميزة في بحيرة البردويل علي ساحل البحر المتوسط.
إن رواد التنمية في سيناء بما لديهم من خبرات قادرون علي تشجيع الشباب وتقديم الاستشارات الفنية لهم للسعي وراء مشروعاتهم لتحقيقها، والعمل على رخاء الوطن ونموه الاقتصادي، لذا فإن الاهتمام بالشباب «المُبادر» وإبراز دورهم يجعل كل من يبحث عن عمل يقتدي بهم ويبادر إلى تحقيق حلمه بنجاح.
د. كمال عودة غُديف جامعة قناة السويس