وسط إجراءات أمنيه مشدده وغير مسبوقه إحتفل الأقباط الأرثوذكس أمس ( السبت ) بعيد الميلاد المجيد وترأس صلاة قداس العيد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الادارية لأول مرة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازه المرقسية وحضر الإحتفال عدد كبير من الوزراء وسفراء الدول الأحنبية والعربية، وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى المهنئين بعيد الميلاد المجيد وتحدث البابا فى عظته عن (الميلاد ونداء الطفولة) مشيرا الى أن صفات الطفولة نراها فى خمس (البساطة / الايمان / النقاوة والطهارة / الاتضاع / الفرح ) ومن يريد دخول ملكوت السماوات لابد أن يتحلى بهذه الصفات ، وقال البابا يزيدنا سعادة هذا العام أن يفى الرئيس عبدالفتاح السيسى بالوعد الذى قدمه ليلة عيد الميلاد 2017 فى بناء مسجد وكنيسة فى العاصمة الادارية الجديدة التى ستصير بعد سنوات قليلة فخر مصر وأبهى من كثير من العواصم العالمية ، وهنا نحن مع سيادته نفتتح المرحلة الاولى ونصلى ليلة عيد الميلاد فى كاتدرائية ميلاد المسيح مقدمين الشكر لله أولا وأخيرا وللرئيس السيسى والحكومة المصرية والقوات المسلحة والهيئة الهندسية بها، مع جميع المكاتب المعمارية والإنشائية ومهندسى التنفيذ والفنيين والعمال، مع قوات الشرطة الوطنية وكافة الاجهزة المعنية التى ستساهم فى اتمام هذا الانجاز العظيم الذى يكشف ارادة المصريين ويقدم رسالة مصر الجديدة التى تتطلع للمستقبل بكل قوة وثبات ، ليحفظ الله بلادنا وكل شعبها العظيم وليعطى لنا السلام مع كل الشعوب المحبة للسلام . وكان وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عمادالدين، قد وجه بالاستعانة بأسطول القوافل الطبية ومستشفيات متنقلة فى خطة التأمين الطبى لاحتفالات أعياد الميلاد المجيد، مشيرا إلى أنه سيتم تعميم استخدامها فى كل المناسبات والاحتفالات المقبلة. وأوضح الوزير أنه حرصا من الوزارة على توفير الرعاية الطبية للمواطنين فقد تم الدفع بسيارات القوافل الطبية المجهزة بكل التجهيزات الطبية فى تأمين الاحتفالات بجميع محافظات مصر، على أن تتمركز 3 سيارات بكل محافظة كمستشفى ميدانى به تخصصات الباطنة، والجراحة، والعظام، وصيدلية، تنتقل إلى مكان أى حادث أو كارثة على الفور. وأشار الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان إلى أنه فى إطار تنفيذ خطة التأمين تم الدفع ب 54 سيارة إسعاف مجهزة فى موقع الكاتدرائية وتشكيل لجنة على رأسها الدكتور شريف وديع مستشار الوزير للرعايات، والمشرف على هيئة الاسعاف، والدكتور أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف، والدكتور خالد الخطيب مدير الادارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة، والدكتور حسام الخطيب وكيل وزارة الصحة بالقاهرة بالمرور علي المستشفيات للتأكد من جاهزيتها ووجود الفرق الطبية بها وتوافر الأدوية والمستلزمات الطبية وأكياس الدم ومشتقاته، مؤكدا أن جميع المستشفيات بها الأطقم الطبية وجاهزة لاستقبال المرضى طوال ال 24 ساعة، كما تم تفقد بعض سيارات الاسعاف المتمركزة على الطرق والمحاور الرئيسية للتأكد من جاهزيتها أيضا. وتشمل خطة التأمين الطبي الشامل الدفع ب 2887 سيارة اسعاف مجهزة وموزعة على أماكن التجمعات العامة والمتنزهات والحدائق ومحيط الكنائس بالمحافظات، بالإضافة إلى 10 لنشات إسعاف نهري وطائرتين مروحيتين، مع رفع درجة الاستعداد بجميع مرافق الإسعاف، إضافة إلى التنسيق بين هيئة الإسعاف وقطاع الرعاية العلاجية والعاجلة لعمل تمركزات بسيارات التدخل الطبي السريع في بعض الأماكن ذات الطبيعة الخاصة، على أن يتم توفير طبيب طوارئ بكل سيارة، بهدف سرعة التعامل مع أي حدث. وتتضمن الخطة تأمين والأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية بالمستشفيات ومديريات الشئون الصحية بالمحافظات، إلى جانب التأكد من زيادة أعداد الاطباء النوبتجيين بالاقسام الحرجة خلال الفترة المذكورة، وتوافر عدد من الأسرة بالأقسام الداخلية و الطوارئ، والتأكد من وجود أطباء وفنيين بجميع أقسام الأشعة، والمعمل، وبنك الدم، وذلك خلال فترة رفع درجة الاستعداد، وجاهزية كل أجهزة الأقسام الحرجة والأقسام المعاونة للعمل بكفاءة. وقد احتفلت طائفة الأرمن الأرثوذكس صباح أمس ، بعد استعدا التأمين الطبى للاحتفال بعيد الميلاد المجيد بمطرانية رمسيس، وقام بالصلاة الاب هاجوب هاجوبيان الكاهن بالكنيسة. وقال فى كلمته « منذ أكثر من ألفى عام وفى مثل هذا اليوم تغير مسار التاريخ الانسانى عن طريق هذه الظاهرة الميلاد المجيد والذى يستمر فى عمل المعجزات فى حياتنا حتى يومنا هذا، فاصبح ميلاد السيد المسيح هو بداية تغير الانسان بل اصبح الموجه والقائد والأوحد والدائم لحياتنا والأمل والرجاء فى الايام القادمة وفى المستقبل». وقال: إننا نصلى جميعا من اجل ان يحافظ الله، علي وطننا الغالى مصرنا الحبيبة، قوية أبية مناصرة ومتحدة، ونتوجه الى الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل المحبة والمساندة والدعم من اجل استكمال كل الجهود والمساعى المخلصة التى يبذلها فى سبيل تحقيق الحفاظ على السلام والامن والامان، فنحن ننعم على هذه الارض الحبيبة والمقدسة بحياة آمنة وكريمة، لاشك أننا ندين بالفضل فى ذلك بعد الرب، لكل هؤلاء الجنود والقادة الابطال والبواسل، الذين يحمون بأرواحهم وحياتهم الغالية، حدود الوطن وداخله ونذكر هؤلاء دائما، فى كل صلواتنا فهم يستشهدون من أجل وطننا الحبيب ومن أجلنا في أثناء تاديتهم واجبهم المقدس . وشارك الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري وعدد من الوزراء والمهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة ونخبة من رجال الدولة ورعاة الكنيسة ولفيف من الشخصيات العامة فى احتفالات الطائفة الإنجيلية بمناسبة عيد الميلاد المجيد. وتمنى محافظ القاهرة دوام المحبة والخير والاستقرار علي جموع المصريين، معرباَ عن اعتزازه بالروابط القوية والمشاعر الأخوية والسماحة الدينية التي تميز الشعب المصري عن غيره من الشعوب. وأصدرت وزارة القوي العاملة منشورا لمديريات القوي العاملة بالمحافظات، لمتابعة إجازة «عيد الميلاد المجيد» للعاملين بالقطاع الخاص المخاطبين، بالمنشآت والشركات علي مستوي الجمهورية. وأصدر الوزير محمد سعفان تعليمات لمديري المديريات بتكوين فريق عمل برئاسة مدير كل مديرية، وعضوية كل من وكيل، ومدير إدارة الرعاية ، وإدارة السلامة والصحة المهنية ، وأحد العاملين بالمديرية، بالوجود طوال اليوم الأحد، لمواجهة أي طوارئ قد تحدث. وتقدم الكاتب الكبير رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد بخالص التهاني وأرق الأمنيات إلى البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكل أقباط مصر في الداخل والخارج بمناسبة عيد الميلاد المجيد، متمنيا من الله أن تكون الأعياد فرصة جديدة لنشر الحب والسلام على الأرض وتأكيدا لصلات الترابط والأخوة بين المصريين وكل شعوب الأرض، وامتدادا وتجسيدا لكل القيم التي جاء بها جميع الأنبياء.وتقدم نقيب الصحفيين الأستاذ عبد المحسن سلامة وأعضاء مجلس النقابة أمس بخالص التهاني للزملاء الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، كما يتقدم لجميع الزميلات والزملاء بالتهنئة بالعام الجديد داعيا الله عز وجل أن يجعله عاما سعيدا علي الجميع وعلي مصرنا العزيزة وأن يحمى المولي مهنتنا ونقابتنا ووطننا وأمتنا من كل سوء.
الكاتدرائية الجديدة.. تاريخ يتجدد متابعة أشرف صادق فى عهد قداسة البابا كيرلس السادس (25 يونيو 1968) قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وهى الكاتدرائية التى ساهم فيها الرئيس بمبلغ 150000 جنيه. وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم، حيث يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاح الكاتدرائية الجديدة فى العاصمة الادارية فى عهد قداسة البابا تواضروس الثاني، وكان الرئيس السيسى أول المتبرعين لبناء الكاتدرائية وللمسجد الذى يجرى بناؤه بالعاصمة أيضًا. والكاتدرائية الجديدة أول كاتدرائية فى مصر باسم ميلاد المسيح (كريسماس) christmas و «mas» كلمة قبطية معناها «ميلاد» و «Christ» أى «المسيح». وتعد الكاتدرائية الجديدة أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط وتتميز بموقعها فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة. حيث تسع الكنيسة الكبرى الموجودة بها حوالى 7500 شخص. بينما تستوعب الكنيسة الكائنة فى الدور السفلى (والتى سيقام بها قداس عيد الميلاد هذا العام) 2500 شخص. ويذكر أن الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تسع ل 4500 شخص. ونود أن ننبه فى هذا المقام إلى أن الكاتدرائية ليست مجرد مكان كبير ستتاح فيه فرصة للمسيحيين الأقباط أن يمارسوا عبادتهم فقط، إنما وجود الكاتدرائية تجسيد حقيقى لمبدأ المواطنة بل ترسيخ قواعدها لدى جميع أفراد المجتمع المصرى لهذا فقد فرح بتشييدها عموم المصريين. وهو ما رصدته وسائل الإعلام المختلفة بوصفه نموذجا مهما ومعبرا عن المواطنة. أما الزمن القياسى الذى تم فيه بناء الكاتدرائية فهو يكشف عن إرادة سياسية عبر عنها موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى حين اوفى بوعده بإنجاز بناء وتجهيز الدور السفلى من الكاتدرائية لتكون جاهزة لصلاة قداس عيد الميلاد. وهو ما التزمت به الشركات المنفذة وآلاف العمال الذين ظلوا يعملون ليلًا ونهارًا لإتمام العمل. فى مشهد مصرى حضارى خالص، شهد له العالم. شكرا لكل من ساهم وأعطى ولكل من فكر وخطط ولكل من عمل وبذل ليرى هذا العمل النور. وليفرح به المصريون الذين يحتاجون إلى الفرحة، وإلى المزيد من الأعمال البناءة والتنمية المستدامة لمزيد من الازدهار والفرحة لمصر وللمصريين.