من أكبر المصائب التى يُبتلى بها الإعلام المصرى بكافة صوره، أن نجد بعضًا من الإعلاميين وقد فقدوا هويتهم أو تصدروا المشهد الإعلامى ببرامج تبدو ممولة لخدمة مصالحهم الشخصية وليس لتقديم خدمة إعلامية خالصة وشفافة ، فيصطدم المشاهد بالجهلة والفهلويين والمهرجين الذين لا يعرفون مصالح مصر ولا يُجهدون أنفسهم فى قراءة الواقع عن قرب، غير مُدركين ولا آبهين بالأثر الخطير لإدائهم الأخرق والذى يُسئ إليهم وإلى ُسمعة إعلام مصر . لفت نظرى على مدار الأسابيع الماضية تناقل وسائل التواصل الإجتماعى للعديد من مقاطع الفيديو الخاصة ببرنامج لمذيعة على القناة الفضائية المصرية وهى تهاجم الدولة المصرية ومؤسساتها بشكل ملفت للنظر على مدار حلقات متتالية ،على الرغم من ظهورها على شاشة قناة ممولة لبث الشائعات والأكاذيب عن مصر ! والهدف هنا يقيناً ليس إصدار الأحكام على أحد ولا إلقاء الإتهامات الجزافية بلا سند أو دليل ، ولكنه نابع من إحساسى بأن الأمانة الإعلامية تقتضى لفت الإنتباه لأية خروقات إعلامية من شأنها الإضرار بمنظومة الإعلام القومى المحترم ، ومن ناحية أخرى إنبهارى الشديد بالوعى الجماهيرى الثاقب والذى إستطاع من خلاله المشاهدين التفرقة بين ما هو حقيقى وبين ما هو زائف وكاذب ، فالمشاهد المصرى لديه من الوعى الكافى ما يُمكّنه من ان يكتشف الزيّف من الحقيقة ولا يسمح لأحد بالتلاعب بعقله ، وهذا مما يزيد العبء على أعضاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وهم أصحاب الخبرة والرؤية الثاقبة- بأن يُكثّفوا من عمليات الرقابة على المساحات الإعلامية وبرامج الهواء بشكل يومى ، حتى لانتفاجأ ان البعض يتخذها سبيلاً لبث السموم وترويج الشائعات ،ومن ثم يعود عهدنا بإعلامنا منارة للفكر والثقافة وأداة تُمهد الطريق للسّاسة والدبلوماسيين لينجزوا مهامهم بسهولة ويسر ، وثقتنا التامة بوجود كُتابٍ وأعلاميين يتمتعون بالذكاء الإعلامى الذى يُمكنهم من حماية مصالح وطنهم بحسن الأدب وبعيدًا عن تطاول الأقزام المعتمدين على التزوير والتضليل . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف;