رئيس الأرصاد الجوية للأهرام:

100 مليون جنيه لتطوير الهيئة ..وشراء 3 رادارات حديثة للتنبؤ بحالة الطقس

* التحذير من الظواهر الطبيعية مهمتنا لحماية حياة الناس.. ونتعاون مع جميع الوزارات
* الاحتباس الحرارى وراء التغيرات المناخية الحادة التى نشهدها

مع قدوم فصل الشتاء بتقلباته الحادة والُمفاجئة وتعرض البلاد لموجات من الطقس السييء، الذى تسبب فى وقوع العديد من الحوادث على الطرق وسقوط ضحايا ومصابين، تبدو الحاجة كبيرة للتعرف على دور الهيئة العامة للأرصاد الجوية فى التنبؤ بحالة الجو، وإرشاد المواطنين وتحذيرهم من الطقس السيئ.
وفى هذا الحوار مع «الأهرام» يشرح الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، كيف استعدت الهيئة للشتاء وموسم السيول، ويوضح طبيعة عمل الهيئة الذى يرتبط بشكل مباشر بمعظم الأنشطة اليومية للمواطنين،
وإلى نص الحوار:

ما الدور الذى تقوم به هيئة الأرصاد الجوية لإعلام المواطنين بحالة الطقس، وما أهمية ذلك فى الحفاظ على سلامتهم؟
يرتبط عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية بأمن وسلامة المواطنين، والحرص على إصدار النشرة الجوية على رأس كل ساعة وإطلاق التحذيرات الجوية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وينصب عمل الهيئة بصفة أساسية نحو ثلاث إدارات رئيسية وهى الإدارة العامة لتنبؤات الطيران، من حيث رصد عناصر الطقس قبل الإقلاع والهبوط للطائرات وتزويد المطارات بمعلومات لحظية على شاشات المراقب الجوي، والإدارة العامة للتحاليل وهى المسئولة عن إصدار النشرات الجوية بشكل يومى وأسبوعى وشهرى وإطلاق التحذيرات بالظواهر الجوية المختلفة وتحديد أماكن وتوقيتات السيول والشبورة والضباب والعواصف وحالة البحرين لكل محافظات الجمهورية وإرسالها لكل القطاعات والوزارات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ومركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والإدارة الثالثة هى للحاسب الآلى التى تتجمع لديها كل المعلومات عن الراصدات الجوية وإرسالها إلى البنك الدولى للأرصاد الذى يبعث بمعلومات الأرصاد عن جميع دول العالم، والذى يمكننا من معرفة الكتل الهوائية القادمة ومصدرها وتحديد تفاصيلها ونوع الظواهر الجوية المصاحبة لها، وذلك وفقا لتعليمات المنظمة الدولية للأرصاد الجوية .
كيف استعدت الهيئة لفصل الشتاء الحالي؟
الاهتمام المتواصل بتطوير وتحديث أجهزة التنبؤ بالطقس الحالية وإمدادها بأحدث التقنيات العالمية يمثل أمنا قوميا ، بما له من إسهام فى الحفاظ على سلامة المواطنين، وقد رصدت الدولة مبلغ 100 مليون جنيه لتطوير الهيئة وإمدادها ب 3 أجهزة «رادار للطقس» عالية الدقة للمرة الأولى فى تاريخ مصر، وهذه الأجهزة ستضمن تغطية جميع أنحاء الجمهورية وتحديد أماكن السحب وكمية الأمطار المتوقعة، بما يضمن الأخذ بالأسباب الاحترازية والاستعداد لمواجهتها بصورة أكثر كفاءة.
ما أوجه التعاون بين هيئة الأرصاد والوزارات المختلفة كالريّ والزراعة والإسكان والبيئة؟
يرتبط عمل الأرصاد الجوية بمعظم الوزارات والهيئات من خلال بروتوكولات تعاون مشترك، ومما لاشك فيه أن حالة الطقس تؤثر بشكل أو آخر على معظم الأنشطة الحياتية التى تمس حياة المواطنين، فعلى سبيل المثال تعتمد وزارة الزراعة على تقارير الأرصاد الجوية فى قياس معدلات الحرارة والرطوبة داخل باطن الأرض، والذى يتحدد وفقا له نوعية النبات الذى يتلاءم مع تلك القياسات حتى يعطى المحصول إنتاجية وفيرة، وكذلك وزارة الري، التى تقوم بالتنسيق مع المحافظات والتأهب فى حالة حدوث السيول وتجهيز مخرات السيول وتنظيف مجريات المياه، وكذا الحال بالنسبة لوزارة البيئة، التى تعتمد على الأرصاد فى قياس نسب التلوث فى كتل الهواء القادمة من الخارج إلى مصر، ومن ثم تستطيع تحديد أكثر الأماكن تلوثا ومعالجته، وبالمثل وزارة الإسكان التى لا تستطيع إنشاء مدينة جديدة إلا بعد سؤال الأرصاد لتحديد اتجاه الهواء السائد فى المنطقة وتفادى وضع الكتلة السكنية فى اتجاهه.
كيف تؤثر التغيرات المناخية على الطقس فى مصر ودول العالم، وما السبيل لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري؟
تأتى ظاهرة الاحتباس الحرارى بسبب احتفاظ الغلاف الجوى بالغازات الملوثة، التى تتسبب فى حبس الحرارة وارتداد الأشعة إلى الأرض مرة أخري، وهو الأمر الذى ترتفع معه درجة حرارة الأرض، ومن هنا جاءت التغيرات المناخية الحادة التى نشهدها، ولاحت فى الأفق الظواهر الجوية الغريبة التى اجتاحت العالم أجمع، فنجد مناطق يغرقها الفيضان وأخرى تعانى الجفاف أو العواصف والأعاصير، ولذلك فإن العالم كله يعانى من تأثيرها، بما فيها قارتنا الإفريقية، على الرغم من أن الانبعاثات الملوثة الصادرة عن دول إفريقيا لا تتعدى نصف بالمائة مقارنة بملوثات الدول المتقدمة والتى تستطيع عبر المال والتكنولوجيا أن تكافح هذه التغيرات، والحل يتمثل فى أن تساعد الدول العظمى سكان الدول النامية فى الأزمات والكوارث الناتجة عن التغير فى المناخ.
ما مواصفات الإخصائى أو المتنبئ الجوى حتى يلتحق بالعمل فى مجال الأرصاد الجوية؟
أن يكون حاصلا على بكالوريوس علوم فيزياء أو أرصاد أو رياضة وحاسب آلي، ثم يحصل على دبلومة دراسات عليا لمدة عام أرصاد جوية من جامعة القاهرة، ثم يخضع للتدريب لمدة عامين حتى يصبح مساعدا أخصائيا.