أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس، ضرورة ألا تستخدم كافة أطراف العملية فى سوريا الإرهابيين كأداة للتوصل إلى أهدافها السياسية، مشددا فى الوقت نفسه على أهمية حل أزمة اللاجئين فى سوريا بجهود دولية مشتركة. جاء ذلك خلال آخر مؤتمر صحفى سنوى يعقده الرئيس الروسى قبيل انتهاء ولايته الرئاسية الثالثة تناول فيه بوتين عدة قضايا تخص الساحتين الروسية والدولية. وفى حديثه عن القضية السورية، اتهم بوتين الولاياتالمتحدة بتجاهل المعلومات الروسية بشأن مسلحين سوريين يسافرون إلى العراق. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» عن بوتين قوله إن الولاياتالمتحدة تستخدم الإرهابيين ضد الرئيس السورى بشار الأسد. وتابع أن زيارته الأخيرة لسوريا تمت بفضل هزيمة الإرهابيين، مؤكدا فى الوقت نفسه، أن العقبة الرئيسية أمام حل مشكلة الإرهاب فى سوريا هو عدم المساواة فى المنطقة. وحول الملف الكورى الشمالى، أكد الرئيس الروسى أن موسكو لا تعترف بالوضع النووى لكوريا الشمالية، واتهم واشنطن بأنها تستفز كوريا الشمالية التى لا ترى طريقا آخر سوى تطوير سلاحها النووى، على حد تعبيره. وحذر بوتين واشنطن من توجيه أى ضربة عسكرية ضد بيونج يانج، مشددا على أن إطلاق صاروخ واحد على كوريا الشمالية كافٍ ليؤدى إلى كارثة. وأعرب عن أمله فى أن تتعاون موسكووواشنطن فى تلك القضية فى نهاية المطاف، داعيا جميع الأطراف فى أزمة الصواريخ الكورية الشمالية إلى الهدوء. وحول العلاقات مع الولاياتالمتحدة، أكد بوتين أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتمتع بثقة الأمريكيين وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. وأضاف قائلا إن «الاتهامات المنسوبة لروسيا بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية، باطلة واختلقتها معارضة ترامب لتقويض شرعيته وهذا ما يدهشنى، حيث من يقومون بذلك يضرّون ببلادهم من الداخل ولا يحترمون مواطنيهم ممن اختاروا ترامب». وتابع أن ترامب عاجز عن الوفاء بوعود الحملة الانتخابية بما فى ذلك تجاه روسيا بسبب القيود داخل الولاياتالمتحدة. وردا على سؤال حول عمل ترامب، قال بوتين إنه ليس من يقيم عمل الرئيس الأمريكى بل الشعب الأمريكى. وداخليا، وعلى صعيد ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، أعلن بوتين أنه سيخوض الانتخابات المقررة مارس المقبل كمرشح مستقل وليس مدعوما من حزب روسيا الموحدة الموالى للكرملين، موضحا أنه يريد الاعتماد على دعم كبير من مواطنيه. وأشار إلى أن برنامجه الانتخابى سيعبر عن رؤيته التى تطمح لأن تبقى روسيا فى تجدد مستمر وباقتصاد يقوم على التكنولوجيا. وأضاف أنه لن يفصح عن تفاصيل برنامجه الانتخابى ولكنه لخصه فى أنه سيركز على تطوير البنى التحتية والتعليم والصحة وتحسين إنتاجية العمل بما يخدم زيادة دخل المواطن فى روسيا. وأكد الرئيس الروسى، أن السلطة الحالية فى بلاده لا تملك منافسين فى الوقت الراهن. وردا على سؤال حول المعارضة الروسية، أشار إلى أن المعارضة بحاجة إلى أجندة عمل حقيقية وليس هلامية. وشدد على ضرورة وجود المنافسة السياسية فى روسيا، قائلا: «أعتقد أن المجال السياسى يجب أن يتميز بالتنافسية كالمجال الاقتصادى، وسوف أسعى ليتكون لدينا نظام سياسى متوازن، من المستحيل تصور هذا النظام دون منافسة فى المجال السياسى». وحول الاقتصاد الروسى، أكد الرئيس الروسى، أن بلاده تغلبت على ركودها الاقتصادى، حيث تضاعفت الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى البلاد هذا العام لتصل إلى 23 مليار دولار. وعسكريا ، أكد بوتين أن روسيا لن تتوقف عن تطوير جيشها وأسطولها لكن دون التأثير على الميزانية والدخول فى سباق التسلح مع الولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن موسكو غير قادرة على تحمل نفقات عسكرية كبيرة مثل واشنطن، بيد أن الأموال التى تنفقها روسيا حاليا على احتياجات الدفاع كافية للحفاظ على قدرتها الدفاعية. وتابع أن روسيا ستنفق فى عام 2018 نحو 46 مليار دولار على الاحتياجات العسكرية، فى حين قررت الولاياتالمتحدة زيادة النفقات العسكرية إلى 700 مليار دولار.