أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعي لفترة ولاية جديدة خلال انتخابات تجري في مارس 2018، إنه سيخوض الانتخابات كمرشح مستقل فيما يسعي لنيل الدعم من أكثر من حزب سياسي. جاء ذلك خلال مؤتمره الصحفي السنوي الموسع الذي يغطيه أكثر من 1500 إعلامي روسي وأجنبي لهذا العام، لاسيما وأنه المؤتمر الصحفي الأخير في ولايته الثالثة. وعلي صعيد ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة إن كان مستقلا أو ممثلا لحزب »روسيا الموحدة»، كشف أنه سيخوض الانتخابات »مرشحا مستقلا». وردا علي أول سؤال طرحه عليه الصحفيون، جدد الرئيس بوتين التأكيد كما قال علي أن برنامجه الانتخابي سيعبر عن رؤيته التي تطمح لأن تبقي روسيا في تجدد مستمر وباقتصاد يقوم علي التكنولوجيا. برنامج انتخابي مستقل وبصدد برنامجه الانتخابي، أشار إلي أنه لن يفصح عنه الآن، ولخصه في أنه سيركز علي تطوير البني التحتية والتعليم والصحة وتحسين إنتاجية العمل بما يخدم زيادة دخل المواطن في روسيا. وقال بوتين (65 عاما) الذي نفي أن يكون راغبا في استبعاد أي معارضة في البلاد خلال مؤتمر صحفي إنه يجب أن يكون النظام السياسي الروسي تنافسيا لكن المعارضة تفتقر لمرشح قوي لتحديه، وأضاف أنه رغم أن معارضيه يسببون الكثير من الضوضاء، فليس لديهم شيء يذكر ليقدموه للشعب. وأكد بوتين أن ضعف المعارضة الروسية الليبرالية ناجم عن عدم وجود رغبة لدي الروس للقيام »بانقلاب» مثلما حدث في أوكرانيا. وشدد بوتين علي أن اهتمامات الحكومة تركزت علي تطوير البني التحتية وفي مقدمتها الطرق والسكك الحديدية في روسيا ولاسيما في مقاطعة كالينينجراد. وقال ان الهدف النهائي من وراء أولوياتنا للتنمية، زيادة دخل المواطن الروسي وإيجاد مصادر إضافية لهذه الزيادة. نمو الاقتصاد وردا علي سؤال بشأن الانجازات التي تحققت خلال فترة رئاسته تعهد بوتين خلال المؤتمر الصحفي، بتحديث الاقتصاد الروسي في حال أعيد انتخابه لولاية أخري، إلي جانب تطوير الرعاية الصحية والتعليم. و قال بوتين» ان اقتصادنا يسجل نموا مضطردا بواقع 1،6 في المئة علي أساس سنوي، ويحقق نموا كبيرا في صناعة السيارات والكيميائيات والأدوية وفي القطاع الزراعي إذ صارت روسيا تشغل المركز الأول عالميا بين مصدري الحبوب، وسجلنا أدني معدل للتضخم في تاريخ روسيا. مشيرا إلي أن النمو الحاصل يرتكز إلي أننا اجتزنا الصدمة التي تعرض لها اقتصادنا عامي 2014 و2015 بفعل انخفاض النفط والقيود المسماة بالعقوبات. وقال ان نمونا يعتمد الآن أكثر وأكثر علي الاستهلاك الداخلي، وهذا أمر غاية في الأهمية جعلنا نسلك طريق التنمية المتزنة بما يضمن تطورنا المستدام. واشار آخر استطلاع للرأي لمركز ليفادا المستقل إلي أن الرئيس يأتي في الطليعة من الآن بحصوله علي تأييد 75% من الناخبين، متقدما بفارق كبير علي الشيوعي جينادي زيوجانوف والقومي فلاديمير جيرينوفسكي اللذين يتحفظان علي انتقاد الكرملين علنا. ومنح أكثر من 1640 صحفيا اعتمادا لهذا المؤتمر الصحفي التقليدي السنوي الذي يشكل فرصة للرئيس للرد علي الأسئلة بشأن السياسة الخارجية أو حالة الطرق او حتي حياته الخاصة. وبوتين الذي وصل إلي السلطة عام 2000 في بلد كانت سلطته غير مستقرة ويعاني من اقتصاد متداع، يشيد به عدد من مواطنيه لكونه الرجل الذي حمل الاستقرار والازدهار مجددا إلي البلاد بفضل عائدات النفط بشكل خاص. تطوير الجيش من جانب آخر، اكد الرئيس الروسي ردا علي سؤال بشأن القدرات العسكرية لبلاده إن بلاده ستولي الاهتمام اللازم لتطوير الجيش والبحرية دون الانجرار إلي سباق تسلح جديد مع الولاياتالمتحدة.وشدد الرئيس الروسي علي أن النفقات العسكرية في روسيا متوازنة، نظرا لضرورة ضمان أمن الدولة من جهة ومنع الإضرار باقتصادها من جهة أخري، مشيرا إلي أن النفقات العسكرية الروسية في عام 2018 ستبلغ 46 مليار دولار، وهذا أقل ب15 مرة مما في الولاياتالمتحدة (نحو 700 مليار دولار). وأكد الرئيس الروسي تمسك موسكو بالمعاهدات الدولية الخاصة بالأسلحة الاستراتيجية، وحذر من أن انسحاب الولاياتالمتحدة منها قد يضر بالأمن والاستقرار الدوليين. وذكر بوتين، أثناء مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو أن روسيا لن تنسحب من أهم المعاهدات الدولية التي تشكل حجر الأساس للأمن الدولي، بما فيها معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدي ومعاهدة ستارت الجديدة ومعاهدة الحد من أنظمة الصواريخ المضادة للدفاع الصاروخي. مشيرا إلي أن بلاده لن تتراجع عن التزامها إزاء معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 3) رغم ما وصفه بتردد واشنطن إزاء معاهدات الحد من الأسلحة. العلاقات مع أمريكا وفيما يتعلق بسؤال عن طبيعة العلاقات الروسية مع الولاياتالمتحدة قال بوتين إن »هوس الجاسوسية» هيمن، بصورة مفتعلة، علي العلاقات الروسية الأمريكية التي ستعود في النهاية إلي طبيعتها. وأضاف أن التواصل بين مسؤولين روس وأعضاء في فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية أمر روتيني لكن جري استغلاله من معارضين لترامب لتقويض شرعيته. واضاف ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتمتع بثقة الأمريكيين. ومع احترامي للمعارضة الأمريكية هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. وشدد بوتين في معرض اجاباته علي طبيعة ما يتردد حول تدخل روسي في الانتخابات علي أن الاتهامات المنسوبة لروسيا بالتدخل في الانتخابات، باطلة واختلقتها معارضة ترامب. الإرهاب في سوريا وردا علي سؤال اخر بشأن تطورات الاوضاع في سوريا قال بوتين أن العقبة الرئيسية أمام حل مشكلة الإرهاب في سوريا هو عدم المساواة في المنطقة، مضيفا أن زيارته الأخيرة لسوريا تمت بفضل هزيمة الإرهابيين.في الوقت نفسه، قال بوتين إن الولاياتالمتحدة تتجاهل معلومات قدمتها روسيا بشأن مقاتلين سوريين يسافرون إلي العراق. وحذر الرئيس الروسي، من خطورة استخدام تنظيمات إرهابية في سوريا لتحقيق أهداف سياسية، مؤكدا أن واشنطن لا تلاحق مسلحي »داعش» لاستخدامهم في محاربة الرئيس، بشار الأسد.وقال بوتين، في مؤتمره الصحفي السنوي الموسع »إننا نري بعيوننا، كما يراه طيارونا، أن المسلحين من »داعش» يغادرون في اتجاهات مختلفة، مثلا إلي العراق، ونقول لشركائنا الأمريكيين إن المسلحين توجهوا إلي هذا الموقع أو ذاك، لكن ليس هناك أي رد منهم، وهؤلاء المسلحون يستمرون بالفرار، ولماذا يحدث ذلك؟ هذا يحصل لأن الأمريكيين يعتقدون أن من الممكن استخدامهم (المسلحين من »داعش») في محاربة بشار الأسد». واضاف بوتين أنه ينبغي حل أزمة اللاجئين في سوريا، مؤكدا أن روسياوسوريا لن تتمكنا من حل أزمة اللاجئين بمفردهما وهناك حاجة لجهود دولية. واضاف ان روسيا مستمرة في جهودها الإنسانية في سوريا ومستعدة للتعاون الجماعي مع باقي الدول في معالجة مشكلة اللاجئين السوريين وردا علي سؤوال بشأن ما آل اليه الوضع في العراق عقب استفتاء اقليم كردستان بالعراق أوضح أن عمل شركة روسنفت، أكبر شركة نفط روسية، في كردستان العراق مفيد للإقليم شبه المستقل وكذلك للاقتصاد الروسي. وأضاف، »لا نري سببا لعدم مواصلة تطوير علاقاتنا مع الشعب الكردي وسنقوم بذلك». كارثة نووية وفي رد علي سؤوال يتعلق بالوضع في كوريا الشمالية حذر الرئيس الروسي من أن توجيه ضربة أمريكية لكوريا الشمالية ستكون له عواقب كارثية، مضيفا أنه يأمل في العمل مع واشنطن لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وقال إن روسيا لا تقبل الوضع النووي لدولة كوريا الشمالية لكنه قال أيضا إن بعضا من التحركات التي قامت بها واشنطن سابقا دفع كوريا الشمالية لانتهاك اتفاق أبرم في 2005 لكبح برنامجها النووي. وأضاف »نعتقد أن علي الطرفين التوقف الآن عن تصعيد الموقف».