هذه العاصفة التى أثارها موقف الرئيس الأمريكى ترامب بإعلان اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل وبدء الشروع فى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لم تصنع غضبا عربيا ورفضا دوليا فحسب وإنما فجرت شحنات قوية من كهرباء الكرامة والكبرياء الكامنة فى الأمة العربية والإسلامية وأظن أنها لن تقتصر على برق غاضب تهدأ بعده السماء العربية وتسكت مثلما حدث مع استفزازات أمريكية سابقة فى سجل الانحياز الأمريكى للدولة العبرية. والذى لا يعلمه ترامب أن القدس لها حكاية خاصة فى الوجدان العربى والإسلامى تصنع منها أيقونة خاصة تميزها عن غيرها من تحديات وتداعيات القضية الفلسطينية حيث يرى فيها الكثيرون أنها أكبر من أن تكون جزءا من أى صفقة سياسية محتملة. إن للقدس طبيعة خاصة تختلف عن بقية قضايا الحل النهائى بحكم حساسية وضعها الروحى للمسلمين والمسيحيين على السواء طوال التاريخ حيث كانت ملتقى التسامح والتعايش مهما ارتفعت أمواج الفوضى حولها وعلى امتداد إقليم الشرق الأوسط بكامله من أجل توفير كل ضمانات الحرية لكل الأجناس والشعوب لممارسة شعائرهم الدينية وأعمالهم التجارية ومقاصدهم السياحية. ولعل أكبر خطأ وقع فيه ترامب أنه لم ينتبه إلى ما انتبه له كل أسلافه من الرؤساء الأمريكيين من تفادى الانزلاق نحو خطوات وإجراءات تمس وضع القدس التى لا تحتمل ما يحرض عليه الإسرائيليون باتجاه النبش فى الماضى وتفجير ما به من عقد ورواسب لا تخدم مسعى السلام وإنما تبعث من جديد روح الكراهية والبغضاء. وليس مستقبل القدس هو الذى يتهدده الخطر بقرار ترامب وإنما مستقبل المنطقة كلها فى خطر ومصيرها أصبح فى مهب الريح .. ربنا يستر ! خير الكلام: جميع الناس ترجع للأصول وحب القدس أصل للأصول! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله