إذا صحت الأنباء الواردة من واشنطن حول نية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الإعلان غدا من اتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فذلك يعنى بالنسبة لمستقبل السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط خطرا كبيرا وشرا مستطيرا واستفزازا فوق طاقة احتمال الشعوب العربية والإسلامية كلها. إذا صحت هذه الأنباء فنحن إزاء موقف أمريكى جديد يتناقض مباشرة مع ما حرص كافة الرؤساء الأمريكيين السابقين على تجنبه رغم مجاهرتهم جميعا بالانحياز لإسرائيل. والذى يبعث على القلق أن الأسابيع الأخيرة شهدت تناغما ملحوظا بين أصوات اللوبى الصهيونى فى أمريكا وبين ما تقول به الصحف الإسرائيلية من تجديد مطالبة ترامب بأن ينفذ الالتزامات التى قطعها على نفسه بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل لتعميق الصداقة الأمريكية الإسرائيلية بوصفها تقليدا وطنيا أمريكيا، وإعطاء مساحات واسعة لتذكير ترامب بمواقفه وأقواله التى أدلى بها خلال حملته الانتخابية مع إشارات لا تخطئها العين بأن اللوبى اليهودى ربما يكون هو طوق الإنقاذ الوحيد له فى مواجهة الحملة المتصاعدة ضده باسم قضية التدخل الروسى فى الانتخابات. وسوف يكون خطأ جسيما ترتكبه واشنطن لو صحت هذه الأنباء، لأن ذلك سوف ينسف فكرة الحل التاريخى الذى وعد به ترامب ولن يكون بمقدور أحد أن يسيطر على مشاعر الغضب فى منطقة يكفيها ما تعانيه من اضطرابات وقلاقل تساعد على تفريخ ونمو الإرهاب. وأظن أن من الخطأ أن يبنى ترامب حساباته على واقع مؤقت من التشرذم والتفتت العربى لأن من الصعب أن تستقبل الأمة العربية - مهما بلغ ضعفها - موقفا كهذا بالهدوء والسكوت والاستسلام.. وكفى إشعالا للحرائق وصنعا للكوارث فمن الخطورة اللعب بالنار فى قضية القدس. خير الكلام: قوة وقيمة النفير رهن بجدية وعمق التفكير وصحة التوقيت ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله