السّكونُ الكريهُ الذى أمارسُه على المصطبة فى قرية «القناوية » كلُّ ما يمكننى أنْ أقولَه عنه إنَّهُ سُكونٌ كريه !! وأنا صنم ٌ حلمتُ أنْ تمرَّ عليّ « آمال فهمى» وحلمتُ أنْ أرتفعَ على الإذاعة كما لو كنتُ جنازةً قوميّة ....................... وأنا صنمٌ حلمتُ أنْ تمرَّ عليَّ « درية شرف الدين » فتضبطنى وأنا أقرأ الحداثيين على المصطبة ثم أوضّحُ لها أنا قال : حقيقةَ الحداثة فتمنحُنى شارة ....................... وأنا صَنَمٌ ... هل أستحقُّ شارة أليس أولى بها الذى نحتني منذ البدء؟! *** هلْ يقبلُ الذى نحتني شارةَ «ها» وقد نحتَ «ها» أيضا ؟ ! ....................... بينما وأنا صنمٌ فى القرية لم يدخلْنى أيُّ شيطانٍ ليتمجَّدَ فيّ ولم يمرَّ بى أيُّ نبي ليحطمنى !! *** وأنا صنمُ كنتُ أرى بعينين وأسمع بأذنين ما هذه الفلسفة أساسا ماذا فيَّ من الصنميّة ؟! ....................... أنا صنم يبدو هذا الكلام كاذبا فلو كنتُ صنما حقيقيا لرجمنى الناس و لصرت بقدرة قادر داخلا فى دائرة « ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى » ....................... يبدو أنَّ النَّاسَ لم يتنبهوا كعاد تهم لهذه الميزة العظيمة التى أحملُها فكلما مروا علي لا يقولون إلا يا شيخ محمود ما هذا الرنين .... التافه متى أسمعُ نغماتِ صنم ؟! ....................... وأنا صنمٌ إذا أمسكتُ ورقةً وبدأتُ أسجِّلُ دلائلَ صنميَّتي هل أخرجُ بذلك عن صنميتى ؟! *** اعلم أيها المريد أن مما يدلك دلالة لا ريب فيها على صنميتي أنى أرى وجوها فاتنة وشعورا مارقة ورموشا حارقة تكلمني ومع ذلك فأبدا لم يهتزَّ لى رمش ! دعْك من ارتفاع الضغط و زلزلة الفؤاد ومما يدلك أيها المواطن على ما « أنا » فيه أنى وأنا صنم أمارس اليوجا على المصطبة ولا أحد يقول لى : « أنت » أين ؟ ! أو على أقل تقدير : أين « أنت » ؟ ....................... عليكَ أنْ تتخيل كيف يكونُ الصنمُ حيْنَ يكونُ سعيدا ؟ « ها » كذا أنا الآن و مع ذلك فلنْ أعطيك أيُّها المتلقي الفرصةَ لتسعدَ مثلي فأُنْهِى كتابتى - كما كان !! *** و أنا صنمٌ فكرْتُ فى سبب زوال الأصنام الأخري فتبيَّن أنَّها حُرِمَتْ مِن سماع الإذاعاتِ العربية ! ....................... أخشى ما أخشاه ... أنْ يكونَ البشريون قد ألغوا الطقوس الحقيقية وبسبب هذا – أنا فى معضلة - فلم يعد الناسُ يُفرِّقون بين الصنم وغير الصنم ! ....................... و أنا صنمٌ أرغبُ أنْ تكون آخر كتابتى حسنة كيف يحدثُ ذلك وأنا لا أعرفُ أولَ « هَا » ؟! ....................... و أنا صَنَمٌ حِيْنَما تَمُرُّ بي أيُّها القارئ سَوفَ تَجِدُ « هَا » موضوعة بيْنَ قَوسين فأرجُوكَ اتركْ « هَا » « هَا » كذا !!