سارة عبدالعليم هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية, ثامن الخلفاء الأمويين وخامس الخلفاء الراشدين, ويرجع نسبه من أمه إلي عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلي بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز. قال أحمد بن حنبل يروي في الحديث أن الله تبارك وتعالي يبعث علي رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها فنظرنا في المائة الأولي فإذا هو عمر بن عبد العزيز ونظرنا في المائة الثانية فإذا هو الشافعي, ولد عمر بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة و تلقي علومه وأصول الدين علي يد صالح بن كيسان في المدينةالمنورة واستفاد كثيرا من علماءها, وفي ربيع الأول من عام87 ه ولاه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينةالمنورة, ثم ضم إليه ولاية الطائف سنة91 ه وبذلك صار واليآ علي الحجاز كلها, فلما تولي الخلافه ذهب عمر بن عبدالعزيز إلي المسجد النبوي وصعد المنبر وقال: يا أيها الناس أني قد ابتليت بهذا الأمر من غير رأي كان مني فيه ولا طلبة له ولا مشورة من المسلمين وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي فاختاروا لأنفسكم. فصاح المسلمون صيحة واحدة قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك فتولي أمرنا باليمن والبركة, فلما رأي الأصوات قد هدأت ورضي به الناس جميعا حمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم وقال: أوصيكم بتقوي الله فان تقوي الله خلف من كل شيء ليس من تقوي الله عز وجل خلف, فاعملوا لآخرتكم فإنه من عمل لآخرته كفاه الله تبارك وتعالي أمر دنياه, وأصلحوا سرائركم يصلح الله الكريم علانيتكم, وأكثروا ذكر الموت وأحسنوا الاستعداد قبل أن ينزل بكم فإنه هادم اللذات, وأن هذه الأمة لم تختلف في ربها عز وجل ولا في نبيها ولا في كتابها إنما اختلفوا في الدنيار والدرهم وإني والله لا أعطي أحدا باطلا ولا أمنع أحدا حقا, ثم رفع صوته حتي اسمع الناس فقال: يا أيها الناس من أطع الله فقد وجبت طاعته ومن عصي الله فلا طاعة له, أطيعوني ما أطعت الله فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم, ثم نزل فأمر بجمع الثياب التي كانت تبسط للخلفاء فحملت وأمر ببيعها وإدخال أثمانها في بيت مال المسلمين. كان عمر بن عبدالعزيز أعدل أهل الأرض وكان يتقي الله في كل شيء من أمور الدنيا. وخطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة له فقال فيها... اتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته, وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب مما أعلم عندي, ولكني أستغفر الله وأتوب, ثم وضع طرف رداءه علي وجهه وبكي حتي شهق, فنزل فما عاد إلي الممبر بعدها حتي مات, رحمة الله عليه.