عمر بن عبد العزيز (680م -720م) سابع خليفة من خلفاء بني أمية، خامس الخلفاء الراشدين، اسمه عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، ويرجع نسبه من أمه إلي عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلي بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز. ولد عمر بحلوان - قرية بمصر - وأبوه أمير عليها إحدي- وقيل ثلاث - وستين للهجرة. تبرز مكانته في كونه تابعيا جليلاً من التابعين ، لقِّب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خلافته سير الخلفاء الراشدين . تولي الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك . قال عنه محمد بن علي بن الحسين رحمه الله: " أما علمت أن لكل قوم نجيبًا، وأن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز، وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده". قال عنه سفيان الثوري:الخلفاء خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز. وعن شدة اتباعه للسنة قال حزم بن حزم: قال عمر: لو كان كل بدعة يميتها الله علي يدي وكل سنة ينعشها الله علي يدي ببضعة من لحمي، حتي يأتي آخر ذلك من نفسي، كان في الله يسيرا. بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس إلي المسجد، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثني عليه وصلي علي نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر علي غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه. فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَلِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس علي التقوي ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: «أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصي الله فلا طاعة له علي أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم " ثم نزل عن المنبر. يقول التابعي العالم الجليل رجاء بن حيوة: " لما تولي عمر بن عبدالعزيز الخلافة وقف بنا خطيبا فحمد الله ثم أثني عليه، وقال في جملة ما قال : يا رب إني كنت أميرا فطمعت بالخلافة فنلتها، يا رب إني أطمع بالجنة اللهم بلغني الجنة. قال رجاء: فارتج المسجد بالبكاء فنظرت إلي جدران المسجد هل تبكي معنا". اتجه عمر إلي بيته وأوي إلي فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلي مضجعه حتي أقبل عليه ابنه عبد الملك وكانت سنه آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال: ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: أي بني أريد أن أغفو قليلا، فلم تبق في جسدي طاقة. قال عبد الملك: أتغفو قبل أن ترد المظالم إلي أهلها يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: أي بني إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلي أهلها إن شاء الله. فقال عبد الملك: ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلي الظهر؟! فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني علي ديني.