تضاربت الأنباء أمس حول الوضع فى العاصمة اليمنية صنعاء على ضوء الاشتباكات بين ميليشيات الحوثيين وقوات حليفهم السابق على عبدالله صالح، الذى دعا أنصاره أمس الأول إلى مواجهة الحوثيين، وأبدى استعداده لفتح صفحة جديدة مع السعودية ودول التحالف العربى. ووسط استمرار المواجهات ودوى الانفجارات، أصاب العاصمة الشلل التام ، وتوقفت المدارس والجامعات وخلت الشوارع من المارة والمركبات. وذكرت المصادر أن 140 شخصا قتلوا حتى الآن فى الاشتباكات بين الطرفين. على صعيد المواجهات العسكرية، عززت قوات «المؤتمر الشعبي» بقيادة صالح ، وجودها فى العاصمة اليمنية صنعاء، وخاصة فى محيط المنشآت الحيوية والوزارات والمبانى الحكومية. ونقلت قناة (العربية الحدث) الإخبارية، أن قوات صالح سيطرت على المدخل الشمالى للعاصمة عند منطقة الأزرقين، بالإضافة الى المواقع الاستراتيجية جنوب العاصمة، كما عززت وجودها فى وزارة الداخلية والدفاع ومعسكر النجدة والمطار الدولي، ولفتت القناة إلى تواصل المعارك العنيفة بين قوات صالح وميليشيات الحوثيين فى العاصمة صنعاء بمناطق عصر والستين الغربى والزبيرى ومناطق جنوب العاصمة، ومحيط منزل صالح الذى شهد معارك ضارية استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، فيما دارت معارك أخرى فى شمال صنعاء بين ميليشيات الحوثيين وقوات الحرس الجمهورى والحرس الخاص. وقالت وسائل إعلام يمنية إن عناصر الحوثيين استهدفت منزل صالح شمال شرقى العاصمة صنعاء.وفى الوقت ذاته شن «التحالف العربى» 5 غارات على مواقع الحوثيين جنوبىصنعاء، كما قصف تعزيزاتهم فى محافظة عمران. من جانبه، قال الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، إن الفضاء الطبيعى لبلاده هو الفضاء الخليجي، مشيرا إلى أنه «مهما حدثت تباينات مع دول الخليج فلا بد من الاتفاق والتعاون»، وأكد صالح فى تصريحات صحفية أمس أن زمن الميليشيات انتهى ولا تعايش بعد اليوم بين الدولة والدويلة». كما عرض صالح على دول الجوار المشاركة فى التحالف العربى فتح صفحة جديدة للتخلص من «الميليشيات»، مؤكدا على أن اليمن لا يستقيم بمعادلة «دويلة داخل دولة». واعتبر صالح أن «أنصار الله» الحوثيين هم سبب رئيسى من أسباب ما يعانيه اليمن فى الخارج والداخل. فى حين أعلنت جماعة الحوثيين أن المئات من أنصار صالح سلموا أنفسهم. وقال الناطق باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، إن الميليشيات أسقطت ما وصفها بالمؤامرة الكبرى وإن ما قاله صالح «كشف للخداع وانقلاب على التحالف والشراكة». وفى تغريدة له على موقع تويتر، نفى عبدالسلام ما تناقلته الأنباء عن تقدم ميدانى على حساب الحوثيين، واصفا تلك الأخبار بأنها «وهمية».كما أعلن رئيس المجلس السياسى الأعلى الذى شكله الحوثيون، صالح الصماد، وأد ما وصفها ب»الفتنة التى أشعلتها ميليشيات خارجة عن النظام والقانون». يأتى ذلك فى الوقت الذى نفت فيه الإمارات أنباء أوردتها قناة «المسيرة» التابعة لجماعة «أنصار الله» بأنها أطلقت صاروخا «كروز» باتجاه محطة براكة للطاقة النووية فى أبوظبي، وهى أكبر مشروعات الطاقة النووية المبنية حديثا وستلبى ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء عندما يكتمل بناؤها عام 2020. وكذبت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات المزاعم التى رددها الحوثيون، وشددت الهيئة فى بيان لها أن دولة الامارات العربية المتحدة تمتلك منظومة دفاع جوى قادرة على التعامل مع اى تهديد من اى نوع.