سيطرت قوات حزب "المؤتمر الشعبى"، التابع للرئيس السابق، على عبد الله صالح، على دار الرئاسة ووزارة الدفاع وجهاز الأمن القومى فى صنعاء القديمة. وكانت قد سيطرت على مبنى التليفزيون الرسمى فى العاصمة صنعاء، وأعلنت حصارها مطار العاصمة، وأنها تمكنت من طرد ميليشيات الحوثى من "معسكر 48" الذى يعد أحد أكبر معسكرات صنعاء . وبالتزامن مع ذلك، تعهد الرئيس اليمنى السابق بفتح "صفحة جديدة" مع التحالف العربى، بقيادة السعودية، بعد سنتين من المواجهات، وتحالفه مع المتمردين الحوثيين، ودعاهم إلى أن "يوقفوا عدوانهم، وأن يرفعوا الحصار عن اليمن" - على حد تعبيره. وقال "صالح"، فى خطاب: "أدعو الأشقاء فى دول الجوار والمتحالفين إلى أن يوقفوا عدوانهم، ويرفعوا الحصار، ويفتحوا المطارات.. وسنفتح معهم صفحة جديدة.. سنتعامل بشكل إيجابى.. ويكفى ما حدث فى اليمن، وما حدث لليمن”. وأكد “صالح” أن الشعب اليمنى تحرك وانتفض ضد العدوان السافر من الحوثيين، وقال: “اليمنيون الآن يختارون قيادة جديدة بعيدا عن الميليشيات”. ودعا صالح “جميع الشعب اليمنى فى كل المحافظات، وكل مكان إلى أن يهبوا هبة رجل واحد، للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التى تعبث باليمن منذ 3 سنوات، للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر”. وقد أفادت مصادر عسكرية ميدانية يمنية بمقتل أكثر من 40 عنصرا من ميليشيات الحوثيين وجرح عشرات، بعد تجدد المواجهات فجر أمس، ولليوم الثالث بين شريكى الانقلاب فى اليمن، ميليشيات الحوثى وقوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح. وذكرت المصادر، حسبما أفادت قناة "العربية" الإخبارية، أن الاشتباكات دارت بين حزب صالح (المؤتمر الشعبى العام) وبين ميليشيات الحوثيين فى الأحياء الجنوبية والغربية للعاصمة صنعاء. كما تمكنت القوات الموالية ل"صالح" من السيطرة على مدينتى ذمار وإب بشكل كامل. وأوردت قناة "العربية" أن "صالح" يسعى لتشكيل مجلس عسكرى، بقيادة "طارق" نجل شقيقه، وأشارت القناة إلى أن القوات الموالية ل"صالح" سيطرت على البنك المركزى ووزارة المالية. وأكدت مصادر طبية وصول عشرات الأشخاص، بين قتلى وجرحى، من ميليشيات الحوثى إلى المستشفى الجمهورى، ومستشفى الثورة، ومستشفيات خاصة تديرها الميليشيات، بالتزامن مع اشتداد المواجهات بين الطرفين. فى السياق نفسه، أعلن مصدر مسئول فى حزب المؤتمر الشعبى العام، الذى يتزعمه "صالح"، إعطاء الأمان لقيادات ومقاتلى جماعة "أنصار الله" شريطة التزامهم الحياد، مطالبا موظفى الدولة والعسكريين بعدم الانصياع للأوامر الصادرة من الجماعة. بينما اتهم زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثى، أمس قوات الرئيس اليمنى السابق وحزبه "المؤتمر الشعبى العام" بالسعى لإثار الفتن، مطالبا "صالح" بأن يكون "أعقل وأنضج" لرفض "التهور والفتنة" - على حد قوله. ودعا "الحوثى" صالح وحزبه إلى الحوار، لوقف الاشتباكات الدائرة بين الطرفين فى العاصمة صنعاء. وقال زعيم الحوثيين، فى كلمة بثتها قناة "المسيرة" الفضائية التابعة لجماعته: "فوجئنا بموجة من الاعتداءات تنفذها شخصيات تابعة لحزب "المؤتمر الشعبى العام"، إثر تصرفات لا مبرر لها.. نحن فى لحظة مهمة، وعلى الجميع التحلى بأعلى درجات المسئولية". ومضى بالقول: "أتحدى أن يقال إنه كان هناك أى اعتداء على أى من منازلهم أو مقارهم قبل الاعتداء على الأجهزة الأمنية". وتابع: "مارسنا فى الأيام الماضية أعلى درجات ضبط النفس مقابل اعتداءات لا مبرر لها"، مشيرا إلى أن الدعوات لتخريب الأمن فى العاصمة صنعاء هو "توجه عدائى". ودعا عقلاء وحكماء اليمن إلى أن يدخلوا فى دور رئيسى، لوقف ما وصفه "تهور الميليشيات"، وأن يتحروا من هو الذى يسعى إلى الفتنة. وهدد زعيم الحوثيين، بشكل ضمنى، بالتصرف أمنيا ضد القوات الموالية ل"صالح" حال عدم الاستجابة للحوار قائلا :"إذا أصرت الميليشيات (يقصد قوات صالح) على التهور، فعلى الجميع التعاون لضبط الأمن". فى حين وصف قيادى كبير فى جماعة الحوثيين إعلان الحرب من قبل حزب "صالح" بأنه "وقاحة تستوجب التأديب". وأوضح القيادى الحوثى، حسين العزى، فى حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "بيان حزب صالح كشف عن مرتزقة جدد لا أكثر، وأن إعلانهم الحرب من عمق العاصمة، التى حافظ على أمنها كل الشرفاء طيلة ثلاث سنين، وقاحة تستوجب التأديب حقا ولن تمر، وسيتصدى لها كل الحريصين على شرف القضية من "أنصار الله"، ومن المؤتمر، ومن كل القوى الوطنية". وفى هذه الأثناء، أعلن الجيش اليمنى أن قواته قتلت أكثر من 20 من قيادات وعناصر الميليشيات الانقلابية، وأصابت العشرات فى المعارك التى خاضها الجيش فى منطقة "نهم". وقال العقيد عبدالله الشندقى، الناطق الرسمى باسم المنطقة العسكرية السابعة اليمنية: "الجيش تمكن من استعادة جبال السواد وجبلى السلطاء والحمرة فى نهم، والمعارك لا تزال مستمرة، فى ظل تقدم الجيش اليمنى وفرار المليشيات باتجاه العاصمة صنعاء".