البحر حياتي ومهنة أبويا وأجدادي ، بهذه الكلمات عبر عم سعيد 63 سنة عن عشقه للبحر وارتباطه بمهنة الصيد. يبدأ يومه هو وحفيده محمود كعادة قرية الصيادين بالمكس مع بزوغ الفجر وقبل شروق الشمس ، يلم الشباك التي طرحها عصر اليوم السابق ويُسلك السمك «يخلصه» منها ويرصه على الطاولات لكي تلحق بالمزاد حيث يجتمع الزبائن من التجار والمشترين. ولا ينسى أثناء رص الطاولات نصيب القطط التي تقف على الشاطئ منتظرة بعض الطعام . ثم يجلس سعيد في نهاية يومه لترقيع شباك الصيد. هذا هو ملخص رحلته اليومية وبالرغم من صعوبتها لا تفارق الابتسامة وجهه. ويقول عم سعيد «المركب دى فى غلاوة عيالي فمن رزقها نأكل أحلى وأطعم سمك. أنا لازم آكل 5 أيام على الأقل في الأسبوع سمك. ولما أحب اتفسح مع ولادى أخدها لفة من أبو قير لراس التين وفي الصيف لغاية مارينا .. ولا عربية ولا زحمة موصلات ودوشة». ويصمت لبرهة ثم يضيف «ساعات اكتفى بشرب شاي العصارى على ظهر المركب.. فى حد أسعد منى؟» .. فعلا القناعة كنز لايفنى يا عم سعيد.