فيما يبدو تراجعا من قبل دمشق، أعلنت الأممالمتحدة أن الحكومة السورية أكدت أن وفدها سيصل اليوم إلى جنيف للمشاركة فى الجولة الثامنة من مفاوضات السلام. كانت سوريا قد قررت أمس الأول عدم المشاركة فى المفاوضات بسبب موقف المعارضة من الرئيس بشار الأسد. وقالت اليساندرا فيلوتشى الناطقة باسم الأممالمتحدة، فى تصريحات للصحفيين أمس، إن «الوفد الحكومى لم يصل بعد، لكن ستافان دى ميستوراالموفد الأممى إلى سوريا، تلقى رسالة مفادها أنهم سيصلون اليوم، وهو ما أكده مصدر سورى مطلع فى دمشق أمس، موضحا أن» الوفد الحكومى سيصل صباح اليوم إلى جنيف على أن يعلن منها مواقفه من المحادثات. وتعد هذه المرة الأولى التى تشارك فيها المعارضة فى المفاوضات بوفد موحد يضم فضلا عن الهيئة العليا للتفاوض، منصتا القاهرةوموسكو اللتان كان ينظر اليهما على أنهما أقل تشددا فى الموقف من الرئيس السوري. ومن جانبه أعلن دى ميستورا موافقة الحكومة السورية على اعلان وقف اطلاق النار فى الغوطة الشرقية. وقال المصدر السورى إن دى ميستورا تعهد للوفد الحكومى خلال اتصالات كثيفة بين الجانبين، ألا تتضمن هذه الجولة أى لقاء مباشر مع وفد الرياض، وعدم التطرق إلى بيان الرياض والشروط التى تضمنها باعتباره شأنا خاصا بوفد الرياض ولا علاقة له بمسار جنيف. فى غضون ذلك، أكد نصر الحريرى رئيس وفد المعارضة السورية فى جنيف أمس أن توقعات المعارضة ضئيلة فيما يخص استعداد وفد النظام السورى للتفاوض بجدية، مشيرا إلى أن النظام لا يزال يلجأ إلى المماطلة لعرقلة التقدم فى الحل السياسي. وكان الحريرى قد قال، فى وقت سابق، إن وفد المعارضة فى محادثات السلام يهدف للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، لكنه يعتزم الدخول فى مفاوضات جادة ومباشرة مع وفد الحكومة. من جانبه، أشار قدرى جميل رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، إلى أن محادثات جنيف وحدها لم تعد كافية لحل الأزمة السورية، موضحا أنها لا تقدم آلية لحل المشكلات العسكرية. وأضاف أن كلا من “محادثات أستانا”، و«مؤتمر الحوار السورى» المرتقب عقده فى سوتشى يشكلان دعما لمحادثات جنيف، مشيرا إلى أنه على الرغم من نجاح المعارضة فى توحيد وفدها المفاوض، فإن الخلافات لا تزال تعصف بها، لاسيما ما يتعلق منها بدور إيران ومستقبل الأسد. وكان دى ميستورا، قد عقد صباح أمس فى جنيف اجتماعا مغلقا مع ممثلى الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي. وحدد وفقا لقناة «سكاى نيوز» الإخبارية 4 موضوعات للبحث على جدول أعمال الجولة الثامنة للمفاوضات السورية، هي: إقامة حكم ذى مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، وصياغة دستور جديد، والتحضير لانتخابات «تحت إشراف الأممالمتحدة»، وإجراء مباحثات حول الإرهاب. وفى سياق متصل، اعتبر اليكسى بورودافكين مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة فى جنيف أمس، أن مطلب المعارضة السورية برحيل الرئيس بشار الأسد يعرقل أى حوار بناء فى جنيف، مطالبا الأممالمتحدة والدول الغربية بإعادة المعارضة السورية الى «الواقع وإبعادها عن نهج الحوار غير البناء مع دمشق».