حالة الترقب والتحليل حول حادث مسجد الروضة غير مسبوقة لبشاعة الحدث الغريب على ادبيات الإنسانية وليس فقط الديانات السماوية فى مسيرة الإرهاب التى تضرب مصر منذ نحو مائة عام، الخبراء والباحثون يرون ان البعد الطائفى مستبعد، وان المواجهة الأمنية تستلزم مساندة من المواجهة الفكرية من جانب الجميع بداية بالأزهر وصولا للفن وأجهزة ووسائل التعليم، مرورا بالتعليم، بوضع استراتيجية جديدة لمقاومة ارهاب، ننا نقاتل (الإرهابيين) ونقاتل (الإرهاب)، والحذر من ظاهرة «العائدون من سوريا والعراق». وطرح الخبراء أيضا تداعيات الحادث الإرهابى على خطط التنمية الاقتصادية التى تشهدها البلاد، وان الحادث جاء فى توقيت تشهد البلاد فيه حالة من الرواج والانتعاش الاقتصادى بشهادة المنظمات الدولية. فى البداية، يرى سامح عيد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ان هذا الحادث الإرهابى يأتى فى اطار الموجة التاسعة من الإرهاب الذى يستهدف مصر منذ قرابة المائة عام، وطبقا لبيان «داعش « التى تبنت العملية ارجعت السبب الى انهم المتعاونون مع الدولة أى ان السبب هو البعد القبلى او الهوية القبلية وان كان ذلك حدث من قبل ولكن بشك فردى ولم يحدث على المشاع كالحادث الحالى الخطير الذى لم يفرق بين طفل او شيخ او مريض او شاب وهو اتجاه جديد وشديد الخطورة . أضاف ان بيان داعش يصب فى خانة اقل الضررين، فالضرر الأكبر هو البعد الطائفى وهو استهداف احدى الطوائف الصوفية من قبل تلك الجماعات المتطرفة. وطالب سامح بضرورة تغيير طريقة المواجهة التى يتم اتباعها منذ مائة عام القائمة على استخدام الحل الأمنى والتى لم تنجح بشكل كامل مما يستدعى ضرورة استخدام الحل الفكري. وبشكل عام، فإن الحادث الإرهابى الذى استهدف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد - كما يقول الدكتور عبد النبى عبد المطلب الخبير الاقتصادى ووكيل وزارة التجارة والصناعة للبحوث والدراسات الاقتصادية يعد تطورا خطيرا، ويخالف كل الأعراف والتقاليد المصرية، والعملية الإرهابية من وجهة نظره هى حلقة ضمن حلقات المؤامرة على مصر بشكل عام وعلى الاقتصاد المصرى بوجه خاص، ويعتقد ان الحادث سيكون له تأثير سلبى على حركة السياحة، ويقترح كنوع من التحدى لهذا العمل الخسيس، إقامة مهرجان او احتفالية لمدة أسبوع فى سيناء احتفالا ببدء موسم السياحة الشتوية. وبشكل قاطع، فإن الدولة فى مصر كما يقول الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير فى شئون الحركات الإسلامية - تحتاج الى استراتيجية جديدة لمقاومة، فهى تقاتل (ارهابيين). وقد حذرنا قبل عامين من ظاهرة «العائدون من سوريا والعراق» ونبهنا الى خطورة الدور الإسرائيلى خاصة فى سيناء، والفكر التكفيري، والسماح لشيوخ ودعاة بالظهور الإعلامي، وممارسة العمل السياسي، واعتلاء المنابر واشاعة ثقافة تكفير الآخر المذهبى (مثل الصمت على تكفير الشيعة واباضية واشاعرة) وتكفير اخر الدينى (مثل المسيحيين) وتكفير اخر السياسى (مثل الشيوعيين). إرهاب المساجد الإرهاب هو الإرهاب بلا شك ليس له لون ولا دين ولا جنسية، ولكن الأجندات كما يقول الدكتور عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات القانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية - تختلف من تنظيم إلى آخر، وكانت العملية الإرهابية فى مسجد الروضة الهدف منها كما هو معروف إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين، ولانملك سوى اللحمة الوطنية سلاحا لمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية، والوقوف صفا واحدا خلف الدولة فى مواجهة مرتكبيها.