أعلن وزير الخارجية الفرنسى، جان إيف لودريان فى الرياض، أن رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل سعد الحريرى المتواجد فى المملكة العربية السعودية قبل دعوة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للذهاب إلى فرنسا مع أسرته ،فى حين رفض وزير الخارجية السعودى ،عادل الجبير اتهام بلاده باحتجاز الحريرى دون إرادته قائلا إن رئيس الوزراء اللبنانى الذى استقال هذا الشهر حر فى مغادرة المملكة وقتما يشاء. واعتبر - فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الفرنسى - أن الاتهامات باحتجازه فى السعودية "باطلة".وقال إن "الرئيس الحريرى يعيش فى المملكة السعودية بإرادته وقدم استقالته، يتعلق بعودته إلى لبنان فهذا أمر يعود له ولتقييمه للأوضاع الأمنية". وأوضح الجبير أن "الرئيس سعد الحريرى مواطن سعودى كما هو لبناني، وجاء للمملكة ويعيش هنا مع عائلته بإرادته ويستطيع أن يغادر وقتما يشاء". ورأى أن "الاتهام بأن السعودية تحتجز رئيس وزراء غير صحيح، وبالذات شخصية سياسية حليفة وابن الرئيس رفيق الحريرى (...) هذه اتهامات لا أعلم ما هو أساسها لكنها مرفوضة". والجبير هو المسئول السعودى الأرفع مستوى، الذى يتناول مسألة إقامة الحريرى فى المملكة. وقال الجبير ردا على سؤال لفرانس برس حول هذا الاتهام "لا يمكن أن نحتجزه (...) هذه ادعاءات باطلة". و كان لودريان قد وصل إلى الرياض مساء أمس الأول وعقد اجتماعا مطولا مع ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان استمر زهاء 75دقيقة. وصباح أمس أعلن، أن الحريرى قبل دعوة للذهاب إلى فرنسا مع أسرته. وكان الرئيس الفرنسى قد وجه هذه الدعوة للحريري، موضحا أنها زيارة لبضعة أيام، وليس عرضا للجوء. وأعلن عون بعد ذلك أنه ينتظر عودة الحريرى "من باريس" إلى لبنان للبت فى الوضع الحكومي. وفى المؤتمر الصحفى مع الجبير، شدد لودريان على ضرورة "حفظ استقرار وسيادة لبنان، وأن يكون هذا البلد بعيدا عن التدخلات الخارجية". وقال الوزير فى تصريحات صحفية أمس إنه أبلغ بموافقة الحريرى على الذهاب إلى فرنسا، من دون أن يحدد موعداً لهذه الزيارة. وفى حين لم يحدد الوزير الفرنسى موعد الزيارة، قال مصدر مقرب من رئيس وزراء لبنان المستقيل إنه من المتوقع أن يغادر الحريرى السعودية إلى فرنسا فى غضون 48 ساعة، قبل أن يعود إلى بيروت ليقدم استقالته رسمياً. من جانبه، قال الرئيس اللبناني، ميشال عون إنه يأمل فى انتهاء الأزمة السياسية فى بلاده بقبول رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريرى دعوة لزيارة فرنسا. ونقلت مصادر رئاسية عن عون تأكيده التزام لبنان بسياسة النأى بالنفس عن الصراعات "لا سيما فى الخلافات بين الدول العربية".