راوية الصاوي : الوقف هو منع التصرف في رقبة العين مع بقاء عينها و جعل المنفعه لجهة من جهات الخير. و يشرح د/نبيل السمالوطي استاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر انه وجد ان الوقف الخيري منذ القدم في مصر الفرعونية وعند اليونان و الرومان, وقد اكد الإسلام علي أهمية الوقف سواء للذرية او للخير بكل أشكاله, للفقراء و للأرامل واليتامي, ونشر العلوم الدينية و الدنيويه و لطلاب العلم و للمساجد و للتعليم و العلاج و الاسبله و المقابرإلخ.والوقف عند جمهور العلماء سنة مندوب اليها لانه من فعل البر و الخير.وقد دلت علي ذلك العديد من ايات القران الكريم و السنة المطهرة, كما دلت عليها تصرفات الصحابة في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام و بعد وفاته. وقد قال إبن قدامه( الوقف مستحب و معناه تحبيس الاصل و تسبيل الثمرة). ومن ادلته في القران الكريم قوله تعالي(لن تنالو البر حتي تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم)(ال عمران92) وقوله تعالي(يايها الذين امنوا اركعوا و اسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)(البقرة280). وجاء في السنة قولة عليه الصلاة و السلام(اذا مات ابن ادم انقطع عملة إلا من ثلاث:صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعوا له)(رواه مسلم).ويقال ان المقصود بالصدقة الجارية الوقف الخيري.وقد اخرج ابن ماجة في سننه ان الرسول علية الصلاة و السلام قال(إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته:علما نشره او ولدا صالحا تركه, او مصحفا ورثه, او مسجدا بناه, او بيتا لإبن السبيل بناه, او نهرا او صدقة اخرجها من حاله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته)(سنن بن ماجه).وعندما سمع طلحة قوله تعالي(لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون)ذهب إلي الرسول عليه الصلاة و السلام وقال:إن احب اموالي إلي بيرحاء, وإنها صدقة لله ارجو برها و ذخرها عند الله فضعها حيث شئت يا رسول الله.فقال عليه الصلاة و السلام( بخ بخ ذلك مال رابح,وإني اري ان تضعها في الاقربين)(رواه مالك في الموطأ).وقد لعب الوقف الخيري دورا بالغ الاهمية في التنمية الإجتماعية والإقتصادية في مصر و الدول الإسلامية.وقدم الوقف في مصر العديد من الخدمات الإجتماعية و التربوية و التعليمية والإقتصادية والطبيةإلخ.وكان الناس يتسابقون في هذا الميدان كل حسب طاقته حتي ذكر بعض المؤرخين ان مايقرب من ثلث اراضي و عقارات مصر في فترة سابقا كانت موقوفة لاعمال الخير.ولكن لاسباب سياسية و ادارية تراجع الوقف في مصر.نرجوا ان يعود الوقف إلي سابق عهدة لمواجهة ما تقابله مصر من تحديات و مشكلات و ازمات متعددة