شاهدت لك هذا الأسبوع مسرحية بالنسبة لى طال انتظارها وهى عرض «سلم نفسك» للمخرج المبدع خالد جلال وبالطبع مكان العرض هو مسرح مركز الإبداع الفني. العرض بالنسبة لى تأخر لأكثر من سنة والسبب بالطبع هو انشغال خالد جلال فى مركزه الحالى وهو الإدارة الثقافية بوزارة الثقافة الذى من خلاله يشرف على معظم أنشطة الوزارة. كما توقعت كان المسرح مزدحما تماما وأصبح دخول المتفرجين يحتاج لجهد من إدارة المسرح وأيضا كما توقعت كان العرض شديد الإبهار ويمكن أن أطلق عليه الكوميديا الذكية.. تلك الكوميديا التى تضحك من خلال التراجيديا دون أن تطغى عليك الأخيرة. هو بالضبط حالنا.. حال شبابنا وأيضا بعض الكبار وذلك فى عدة أماكن.. الشارع المصرى الذى يصر على أن يدلك على العنوان الخطأ لأنه يرفض أن يقول أو يعترف بأنه لا يعرف. البيت المصرى الذى يعانى من زيادة الأسعار والظروف فى الوقت الذى يخرج فيه من جيبه أكثر من 10 موبايلات والزوجة من الواضح أنها تريد كل شيء. فى الملهى الليلى البسيط عندما يجتمع عدد من اللامنتمين لأى شيء وهنا الراقصة البسيطة تنام بعد وصلة الرقص لتصحو على أن دورها فى الرقص بدأ فى الجنازة.. الكل يبدى منتهى الحزن والألم بينما الواقع أنهم فى انتظار ما كتبته المتوفاة فى وصيتها. الشارع الآخر يضم وهو باسم شارع الشهامة.. مشهدا يدل على ما بدأ الشباب يعانى منه وهو قلة الشهامة التى اشتهر بها المصريون عبر الازمان هذه الشهامة انتهت تماما ليقع شاب على الأرض فاقد الوعى ليتم تجريده من كل ما يملك من نقود وبطاقات وموبايلات حتى الساعة الرخيصة لم يتركها فى يده الطبيب الذى استقدموه للشاب!! وغيرها وغيرها من المشاهد بالغة الذكاء التى تخرج الضحك مع الألم فى ذات الوقت. بينما هذه هى حال المجتمع فان المرض الذى يحمله ذلك الغريب والذى يؤدى إلى انتقاله إلى من يلمسه.. هذا الغريب بالطبع كلنا يعرفه ذلك الذى يريد الدمار للبلد حتى الطبيبة التى حاولت معالجته ماتت فور ملامستها له. انه الشيطان الذى يريد تدمير بلدنا والذى انتهى العرض بالغناء والهتاف للبلد الذى نحمل له كل حب وتقدير بين ضلوعنا. أخيرا المساحة الخاصة بالديكور البسيط والملابس الرائعة وفى النهاية صياغة وإخراج خالد جلال صاحب أشهر المسرحيات المصرية.. «قهوة سادة».