يتمنى الآن دعاة عودة مرسى إلى الكرسى أن يُصاب المصريون الذين أطاحوا بحكمهم بالعمى والصمم فلا يرون ولا يسمعون التفاصيل المتدفقة عن اتهامات سياسية وجنائية تحوم حول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومعاونيه، والتى تُرَجِّح مع مرور الأيام أنها من الممكن أن تطيح به بالآليات الديمقراطية التى وقف ضدها أنصار مرسى وأنكروها واستنكروها ونبذوها واستهانوا بها وتهاونوا مع معانيها وأبعادها وآثارها، بل ورفضوا مطلقاً مناقشة إمكانية عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا، أى رئيس، مهما فعل، حتى فى جريمة مرسى عندما انتهك الدستور الذى أقسم على احترامه، وكان ادعاؤهم أن العزل ضد مبادئ الديمقراطية! بما يؤكد ضعف تكوينهم العلمى ومحدودية مهاراتهم السياسية وضعف ذاكرتهم حتى عن استدعاء حادث قريب زمنياً، عندما أدت الحملة الشديدة، ضد الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون بسبب فضيحة ووترجيت، إلى بدء اتخاذ إجراءات لعزله من الرئاسة، فتقدم هو بالاستقالة عندما تأكد أن الإقالة قادمة! كما سخر أهل مرسى وعشيرته من اتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية، وزعموا أن منصب الرئيس فوق مثل هذه التهمة، ولكنهم لا يُعلِّقون الآن على اتهام مشابه لترامب بأنه تعمّد تسريب معلومات سرية لوزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى اجتماعه به فى البيت الأبيض! وليس الغرض من المَثَل تأكيد التهمة ضد ترامب التى لم تثبت بعد، وإنما الإشارة إلى إمكانية توجيه مثل هذه التهمة لرئيس البلاد. ثم إن توجيه الاتهام أخيرا لثلاثة من معاونى ترامب هو، وفق كثير من المعلقين الأمريكيين، توطئة للشروع فى التهمة الأساسية ضده المتعلقة بالتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية لصالحه، وأن هذه هى الورقة التى بها يمكن الطعن فى صحة نتائج الانتخابات، والتى يأمل أعداء ترامب أن يثبتوها عن طريق القضاء حتى يتمكنوا من عزله! وهى نقطة شبيهة بتهمة تزوير الأصوات فى صالح مرسي، إلا أن مرسى كان بمقدوره، بإساءة استخدام صلاحيات الرئيس وبدعم جماعته، أن يعرقل العدالة، ولا يزال أنصاره يستخفون بالتهمة، حتى وهم يرون الآن جدية أمريكية لتنزيه الانتخابات الأمريكية من أى شبهات. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;