قد تكون السيول نعمة إذا استفدنا منها وروضناها ، وهى من الكوارث الطبيعية ، إذا لم نستعد لها جيدا تغرق قرى وتدمر بيوتا يقع أغلبها فى طريق المياه المتدفقة والمخرات المعدة خصيصا لتجميع مياه السيول التى يجب أن نحسن التعامل معها لتصبح مصدرا مهما للمياه يصلح للتخزين والاستخدام فى مختلف الاحتياجات ، فهى ثروة يجب الاستفادة منها ، وللأجهزة الحكومية دورها الحيوى ، وللمواطنين أيضا دورهم الواجب قيامهم به ، فما هى ملامح السيناريو الذى أعدته الأجهزة الحكومية للتعامل مع السيول وتجنب مخاطرها ، وتعظيم الاستفادة منها ؟ هذا ما نرصده فى السطور التالية. ففى كل عام تتعرض مصر للسيول مما يؤدى الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة كوارث السيول والخسائر سواء بشرية أو مادية ومن هنا اعلنت الحكومة بكافة وزاراتها المعنية عن استعداداتها لمواجهة السيول قبل وقوعها ، حيث يقوم مركز المعلومات برئاسة مجلس الوزراء باتخاذ الاجراءات اللازمة بتدريب المعنيين فى محافظات مصر لرفع كفاءتهم لتقليل خسائر السيول. المهندس حسام الجمل رئيس مركز المعلومات برئاسةمجلس الوزراء كشف عن أن هناك 11 محافظة من المتوقع سقوط أمطار غزيرة فيها تصل الى حد السيول خلال فصل الشتاء المقبل ، لذلك خصصنا مليار جنيه من « صندوق تحيا مصر « لمواجهة السيول ، كما يقوم المركز باتخاذ الاجراءات اللازمة لتدريب المعنيين فى جميع المحافظات لرفع كفاءتهم للنجاح فى تقليل خسائر السيول بمحافظاتهم، كما قامت كل محافظة بتحذير مواطنيها لتوخى الحذر واتخاذ الاحتياطات الأمنية من بناء أو اقامة أى بناء أو مسكن على طرق أو شوارع منحدرة أو تسد مخرات تسريب السيول حتى لا يؤدى ذلك الى الانسداد وتجميع المياه ، فتقع كارثة كالتى وقعت فى الثانى من نوفمبر عام 1994 حينما تعرضت أغلب مدن ومحافظات مصر لموجة مفاجئة من الامطار شديدة الغزارة ، وأدت الى غرق العديد من القرى فى الصعيد ، وسببت أضرارا كثيرة . المهندس على المنوفى رئيس قطاع الموارد المائية بوزارة الرى يوضح أنه منذ بداية الأمر أننا نتعامل مع أزمة السيول على أنها من الكوارث الطبيعية والتى لابد من استغلالها على اكمل وجه ، وأننا بوزارة الرى نحاول الاستفادة من كمية المياه المهدرة التى تهطل من الأمطار أو السيول ، وعلى الجانب الآخر قامت الحكومة بإنشاء غرف عمليات فى جميع المحافظات للمتابعة وللتعامل مع ظاهرة السيول وأيضا هذه الغرف أعدت سيناريو لإدارة الأزمة ، كما أنشأت مكتبا فنيا يتبع معهد بحوث الموارد المائية المنوط بمنشآت للحماية من مخاطر السيول من خلال أطلس السيول ،والذى يقوم بالتنبؤ بحجم السيل الذى ينقسم الى ثلاث طبقات : كثيف ووسط وقليل ، حيث يتم تصميم مجرى السيل على حسب كثافته ، ويختلف التصميم من بحيرة أو بركة صغيرة الحجم للاحتفاظ بمياه الأمطار والسيول ، وتقوم الأجهزة المختصة بتطهير وصيانة المخرات قبل موسم السيول من كل عام، حتى تتماشى مع التغيرات المناخية فهناك منشآت حماية جديدة مناسبة للتغيرات المناخية على سبيل المثال التى تم انشاؤها مؤخرا فى رأس غارب . ويستطرد الدكتور على المنوفى حديثه مؤكدا أن الحكومة تكثف جهودها لعدم حدوث أى أضرار من السيول ، وترصد مبالغ من صندوق تحيا مصر ، لزيادة محطات طلمبات المياه التى تستخدم لرفع المياه من مكان الى آخر ونقلها الى مجرى نهر النيل حتى تصب فيه ، وهكذا نكون قد نجحنا فى الاستفادة من المياه المهدرة ونمنع حدوث أى كارثة بشرية ، بالاضافة الى كثافة عدد محطات التنبؤ بالأمطار قبل هطولها بثلاثة أيام فى جميع المحافظات ،كما تقوم وزارة الرى - تحت اشراف مركز المعلومات فى رئاسة الوزراء - بالتنسيق مع عدد من الوزارات كوزارة النقل حتى لا تحدث أى أضرار أو كوارث.