عندما تضيق بك الحياة بتوترها والقاهرة بزحامها.. اركبى فورا القطار وتوجهى الى الاسكندرية يوم أو أكثر -أو انقلى معيشتك الى هناك- حيث الهدؤ فى تلك الأيام الخريفية .وعندما تصلى إلى الاسكندرية ستجدى نفسك بين أناس أغلبهم على الفطرة وطيبيين لم يغيرهم الزمن .. يعيشون على طبيعتهم ولم ترهقهم المدنية ولم ينل منهم التصنع فى المعاملة، وجوههم بشوشة أغلبهم يرضون بمعيشتهم ولايلهثون وراء المال، يكفيهم رزق يومهم وجلساتهم بعد الظهيرة أو الأسبوعية بمواعيدها المننتظمة على الغذاء والتى تملأها ضحكات الأبناء والأحفاد والتى ممنوع فيها أية اعتذارات أو رغبة فى العزلة أو مراجعة الحسابات، فالسكندريون يغلب على طبعهم الهدوء مسالمون فى معظم الأحيان ينامون مساء ويستيقظون صباحا نشطاء آملين فى رزق حلال ، وأهل اسكندرية لا يتحدثون عن الأمس .. ويتخطون المتاعب والمآسى بقدرة هائلة وعزيمه ومن ثم لاتفارق الابتسامة الطيبة وجوههم مهما كانت المحن والآلام. والبنت الاسكندرانيه شاطره وفى كل حاجه «راشقة ولها علامه مميزة فى البيت ست بيت هائلة وفى البيع والشراء لهلوبه» وفى الطهى وأعمال المنزل لامثيل لها، وعندما يمرض زوجها تجدها «تحت رجليه وبألف راجل»، وتتميز الاسكندرانية الأصيلة من ناحية الملامح بالبياض والعيون الملونة الجميلة التى تشبه الملامح الأوروبية مع تميزها عنها بخفة الدم أو الجاذبية الموجودة عموما عند المصريات أكثر من الأوروبيات، وتتميز الشعرها المجعد غير الناعم فى أحيان كثيرة، ويرجع ذلك لارتفاع الرطوبة في الهواء ويميل جسدها للسمنة قليلا يعنى بالبلدي «مربربة» هذابالنسبة للفتاة،أما السيدة المتزوجه فهى ممتلئة ويرجع ذلك لراحه بالها وسلامة قلبها وروحها الحلوه. وملابس الاسكندرانية فى هذا العصر لا تختلف عنها في القاهرة وان كانت ألوانها أكثر بهجة وتزينها المشغولات، أما قديما وحتى أواسط القرن الماضي فكانت تتميز بارتدائها الجلابية الستان الملونة بألوان مبهرجة جاذبة للعيون والبنت الاسكندرانية طبعها شربات وتتميز بخفة الدم والجرأة وردودها باللهجه الاسكندرانية والتي تفاجئ أى زائر أو متلقى للكلام، مثل «ايوووه ياجدعان» التى تستخدمها للتعجب والدهشة، «أو قابلنى على الإمه» وتعنى بها ناصية الشارع، أو «هاشترى بجنى» وتقصد به الجنيه المصرى، والتى تقولها بطريقة تأخذ العقل ولايرجع ذلك لسوء خلقها كما يعتقد الغرباء ولكنها تلك اللكنة أو اللهجة الاسكندرانية البديعة جاءت من تأثر السكندريين بالأجانب الموجودين خاصة الايطاليين واليونانيين الذين كانوا يفضلون البقاء فى الاسكندرية لقرب مناخها من بلادهم. والأسرة الاسكندرانية عظيمه مترابطة فيما بينها ويظهر ذلك بجلاء في الأحياء التي مازالت غالبية سكانها منهم، والرجل هو صاحب الكلمة ولكن بتحضر وبعد التشاور-ليس كسى السيد- بل هو رجل حنون واسع الصدر يحب أولاده بنفس الدرجة سواء كانوا أولاد أو بنات ولكنه يفيض على البنات بالعطف والحنان بحكم رقة تكوينهن. والأم الاسكندرانية مثل كل الأمهات المصريين تقوم بمهامها على أكمل وجه في تربية أبنائها وأعمال البيت من تسوق ثم اعداد الغذاء وتنظيف البيت وغسل الملابس وتدريس ابنائها والسهر عليهم ... الخ والاسكندرانية على الشاطئ لا يتعاملون مع البحر كباقي المصيفين القادمين من المحافظات الأخرى، وذلك أمر طبيعي فطبعهم يزهدون في الكثير ويرغبون في النادر وهم موجودين مع البحر طوال العمر فان لم يكن صياد ومضطر ينزل البحر يوميا للحصول على رزقه فالبحر موجود ولن يجف. وهواء الاسكندرية دائما هواءا نقيا بكرا يأتيها عبر البحر فلا وجود لعوادم السيارات أو مصانع أوغيره، ولكن ارتفاع درجة الرطوبة فى الجو قد تتعب بعض مرضى الجهاز التنفسي، وفوائد مياه البحر كثيرة لصحة الانسان عموما في قتل البكتريا الضارة بالجلد وتساعد علي صحة الشعر، ومفيد لمرضى الجيوب الأنفية والعيون، ومن المعروف أن السباحة تقوي العضلات والمفاصل والجهاز التنفسي. وهناك فوائد كثيرة للمشي أو الجري على رمال البحر، يضاعفها تعرضنا لأشعة الشمس مع نسمات الصباح الباكر وأيضا بعد الظهر وقبل غروب الشمس «المحررة»