نادر أبوالفتوح السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسي المسيح هي أفضل نساء العالمين و هي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة صبرت علي أذي قومها و كانت تقية نقية أكرمها الله عز و جل بكرامات ظاهرة واصطفاها من بين جميع النساء لتكون أما لنبيه عيسي المسيح عليه السلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر.. يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة جامعة الأزهر أن أباها عمران كان من علماء بني إسرائيل توفي وهي في سن صغيرة وإقترع أهلها فيمن يقوم بكفالتها فكان الكافل لها سيدنا زكريا والد سيدنا يحيي عليهما السلام, وكان زكريا زوجا لخال السيدة مريم, وأثناء رعايته لمريم كان يجد عندها رزقا من رزق الله ولا وجود له عند الناس فكان يري فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف كرامة لها من الله عز وجل يقول الله تعالي:(فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). وكانت الملائكة تأتي إليها تخبرها باصطفاء واجتباء الله لها وتطهيرها من الأرجاس والأدناس وتحضها علي الإجتهاد في الطاعات والقربات والقنوت لله عز وجل, وهكذا نشأت علي الطهارة والبعد عن كل دنس ودامت علي ذلك طاهرة عفيفة بتول محفوظة بعناية ورعاية الله سبحانه وتعالي ومحروسه بحراسته, وهي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم قال الله عز و جل في محكم تنزيله: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين, ولما بلغت مبلغ النساء وفي خلوتها وجدت ملكا مرسلا من الله عز وجل علي صورة شاب يافع فأخذها الخوف وظنت أنه يريد بها سوء فاستعاذت منه فأعلمها أنه مرسل من الله سبحانه وتعالي ليهب لها غلاما زكيا, فأخذها العجب, كيف يكون لها ولد ولم يمسسها أحد من الناس!, فهون عليها الأمر وأحالها علي قدرة الله الذي لا يعجزه شئ, وأن الولد يسمي المسيح وجيها في الدنيا والأخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة ويعطيه الإنجيل وسيكون آية للناس وقد كرمها القرآن الكريم بثناء عاطر في سور عديدة ووصفها الرسول صلي الله عليه وسلم بكمالها علي مستوي العالمين وتظل سيدتنا مريم في الذروة السامقة سيدة لنساء العالمين..