أصبح حلم الثراء أشد وأقوى من احتمالية الموت أو السجن لدى بعض مواطنى أسيوط الذين سيطر عليهم هوس التنقيب والبحث عن الآثار، فمع إشراقة كل صباح لا تتوقف أحاديث الهمس عن الحفر والتنقيب تحت المنازل أملاً فى إيجاد قطعة آثار، وبين وقت وآخر تشيع الأخبار عن ضبطية آثار أو القبض على تشكيل جديد، أو تصدع أحد المبانى بسبب حفر الأنفاق أسفل المنازل، الأمر الذى ينذر بكارثة ويحتاج إلى تدخل مختلف. ومع تردى الظروف الاقتصادية زادت وتيرة التنقيب ليلاً ونهاراً فى عدد من القرى والمدن بأسيوط، حتى حدثت أمس تصدعات جديدة فى 7 منازل بقرية ريفا ، بعد قيام عامل بالتنقيب عن الآثار أسفل منزله وحفر أنفاق بشارعين تحت الأرض، وبالرغم من أنه لم يمر عدة أيام على ضبط شقيقين بحوزتهما 99 قطعة أثرية إثر قيامهما بالتنقيب عن الآثار بمسكنهما الكائن بمدينة أبو تيج إلا أن الجميع أصبحوا يتحدثون حول الظاهرة. منزل مائل نيبجة التنقيب عن الاثار وكما يقول المهندس نبيل الطيبي، رئيس مدينة أسيوط: تلقيت بلاغا من محمد عبد العال رئيس الوحدة المحلية بقرية ريفا، يؤكد تصدع عدد من المنازل بوسط القرية وحدوث هبوط بجوار الجامع الكبير، وعلى الفور تم التحرك بصحبة المهندسين والفنيين بالإدارة الهندسية بالمركز للمعاينة، وكانت المفاجأة قيام صاحب المنزل بحفر أنفاق بعمق 7 أمتار،وقطر متر ونصف المتر،وتحركه تحت المنازل وعمل شارعين أسفل المنازل،مما أدى إلى تصدع 7 منازل، وتم إخلاء السكان من منازلهم، وقمنا باتخاذ الإجراءات القانونية من قبل الإدارة الهندسية والوحدة المحلية بريفا، وكذلك تم إبلاغ الشرطة وتعيين حراسة تحت تصرف النيابة. وكشفت مصادر بمديرية أمن أسيوط عن أنه تم ضبط شقيقين بحوزتهما 99 قطعة أثرية بعد التنقيب داخل منزلهما بمدينة أبو تيج حيث تم العثور على حفرة بعمق 4 أمتار، تنتهى بسرداب من الناحية الغربية، وتم ضبط 99 قطعة أثرية منها 12 تمثالا. ويقول محمد سلامة «موظف» لقد توسعت دائرة التنقيب لتشمل المزارع الموجودة فى الصحراء خصوصا بنى عديات ودشلوط والعتامنة ومير والمنشأة الكبرى ودير الجبراوي. ويقول أحد المواطنين - رفض ذكر اسمه - فوجئت باتصال شخص من ديروط يطلب مقابلتى على وجه السرعة، وبعد أن تقابلنا قال أنا الشيخ محمد من القاهرة، وبدأ يحدثنى عن تفاصيل عائلية تخصنى وعن مكان منزلى ثم طلب منى الذهاب للمنزل، وبالفعل بعد دخوله طلب زجاجة فارغة وقام بملئها بالماء، وأخذ يقرأ عليها، وطلب منى أن أحملها وأتحرك بها وفى إحدى غرف المنزل سقطت فيه فقال لى هنا مدخل المقبرة، وطلب منى شراء بخور بعدة آلاف من الجنيهات وبالفعل قمت بتوفيرها، وفى أثناء قيامنا بالحفر لعمق مترين، حاول الرجل خداعنا واقناعنا بأن حارس المقبرة سيظهر على هيئة حيوان فتملكنا الخوف وردمنا المقبرة وهربنا، وتبين لنا أن هناك عصابات للنصب باسم «مشايخ التنقيب عن الآثار». ويضيف أشرف سعيد من قرية الجعافرة أنه بعد اشتعال النيران فى عدد من منازل القرية فوجئنا بظهور عدد من الأشخاص والسماسرة يحضرون للقرية تباعا، وأقنعوا الأهالى بأن سبب الحريق أن عدة مقابر حان وقت فتحها، وأن الحراس يرسلون إليهم إشارات بضرورة تسليم الأمانة لأصحاب المنزل، وبعد قيام عدد من الأهالى بصرف مبالغ طائلة فوجئنا باختفاء هؤلاء الأشخاص تماما ولم يعد لهم أثر مضيفا أن الذى يسهل مهمة إقناع الناس هو أنه لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن ضبطية آثار هنا أوهناك. وبسؤال محمود مهدى مدير آثار أسيوط حول مواجهة ظاهرة التنقيب عن الآثار قال إنه تم تشكيل لجنة لمعاينة المضبوطات الأثرية بأبو تيج، ومكان الحفر وتبين أن جميعها أثرية، ونحن فى انتظار قرار النيابة العامة بتسليمها للآثار تمهيدا لإيداعها مخازن الآثار، وأكد مهدى أنه غير مسئول عن انتشار الظاهرة، وأن كل ما يحدث من حفر مرتبط بعمليات النصب فى العديد من القرى والمدن، وأن الآثار تبدأ مسئوليتها فور تلقيها بلاغاً رسمياً يفيد بضبط آثار حتى يتسنى لنا تسجيلها بمخزن الآثار. وأضاف الأثرى مهدى أن هناك مناطق فى أسيوط ضمن أملاك الآثار، مثل قرية الحوطا بديروط، ومير،وقصير العمارنة، ودير القصير،والبندر بالقوصية، والجبل الغربي،وشطب،ومقابر ريفا،ودير الجنادلة بالغنايم، والهمامية، والكوم الأحمر بالبداري، ودير الجبراوي، وعرب العطيات بأبنوب، وكوم دارا بمنفلوط، وهناك مناطق خاضعة لقانون حماية الآثار،وليست ملكا للآثار، وبعضها يجرى ضمها للآثار،مثل الجبانة الأثرية بعواجة،وتشهد تعديات وعمليات تنقيب مستمرة فى الأراضي،وكذلك عرب مطير، وهذا يدفع الناس فى بعض الأماكن إلى التنقيب عن الآثار.