أحمد عامر عبد الله يؤكد الدكتور مبروك عطية أستاذ بجامعة الأزهر- أن مناخ النعم من أهم ركائز الدعاء, ومعناه أن يمر الداعي بنعمة الله تعالي وما أكثرها-( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فإذا به يتذكر أن المنعم هو الله,( وما بكم من نعمة فمن الله), فيدعو الله الذي أعطي غيره وأنعم عليه أن يعطيه كما أعطاه, والدليل علي أن مناخ النعم من ركائز الدعاء, قوله تعالي في سورة آل عمران:( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) فقد دخل عليه السلام عليها وهي ترفل في مناخ النعم, وقد سألها وأجابت, فسأل الله حاجته واستجاب الله له, وكأنه قال يا من رزقت مريم بغير حساب هب لي من لدنك ذرية طيبة, ويستفاد من الآيتين أن الذي يمر بمناخ النعم ليس شرطا أن يسأل الله تعالي من عند مريم وإنما سأله ذرية طيبة, رأي أنه في حاجة إليها ترثه علما وفضلا. ويضيف الدكتور مبروك عطية أنه قد يكون الإنسان في حاجة ماسة إلي أن يرزق الله ابنته زوجا صالحا, أو أن يشفي مريضا له, أو أن يعيد غائبا له, ويمر بقصور, محلاة بحدائق ذات بهجة, أو قد يمر بسيارة جميلة تسير بجانبه, وهو في حاجة إلي دراجة, أو شيء غير الشيء الذي يمر به, فيجب علي الإنسان أن يسأل الله حاجتك إذا مر بنعم قد تختلف عن حاجته, وقد قال تعالي:( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه).