الحرم الجامعى.. مكان له احترامه وقدسيته التى يجب أن يلتزم بها كل من ينال شرف الالتحاق به، وكان الجميع فى الماضى يتبارى بالمظهر الأنيق الذى يتماشى مع روح ذلك المكان، أما الآن فأصبحنا نرى من الملابس المشوهة المقطعة والمظهر الذى يتنافى مع الأعراف والتقاليد مثل «الشورتات» و«الشباشب» والبنطلونات «الجينز» المهلهلة إضافة إلى السلوكيات المنحرفة.. فمعيار تقدم الأمم وتحضرها يقاس بمكارم أخلاقها، فكما أمتعنا أمير الشعراء أحمد شوقى قائلا:إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. ترى ما الذى حدث هل هذا هو التشبه بالغرب؟ أم صورة من الانحدار؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات يقول د.سيد حسن السيد خبير الإتيكيت وآداب السلوك: إن المرحلة الجامعية لها ضوابط سلوكية يجب على الطلاب الالتزام بها واحترام هيبة وقدسية المكان الذى يتم تلقى العلم فيه، ومن أهم تلك الضوابط المظهر العام وعدم ارتداء ملابس لا تليق بالحرم الجامعى مثل البنطلونات الممزقة والملابس الشفافة العارية المخدشة للحياء بحجة الحرية الشخصية ومسايرة الموضات العالمية، فهذا تقليد أعمى دون التفكير بأن ما يصلح ارتداؤه فى الجامعة يختلف عما يصلح للنادى أو الحفلات أو ملابس البحر، فلكل مقام مقال، وهذا يدل عل ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس حيث إنه ليس كل ما تفرزه المتغيرات العصرية الغربية يصلح للمجتمعات الشرقية نتيجة لاختلاف عاداتها وتقاليدها، بالإضافة إلى ما أصبحنا نراه من انحدار بعض السلوكيات غير اللائقة من أسلوب التعامل الذى يسيطر على طلاب الجامعة من تحرش لفظى أو جسدى، حيث إن المرحلة العمرية فى الجامعة يتخللها جزء من فترة المراهقة المتأخرة و التى يغلب عليها الاندفاع وعدم الاتزان مع عدم النضج العاطفى مع الاختلاط بين الجنسين، مما يتطلب ضرورة وجود علاقة صداقة بين الآباء والأمهات بأبنائهم يتخللها نوع من المتابعة والرقابة لما يبدونه من تصرفات وتوعيتهم بأسلوب غير مباشر لتصحيح مفاهيمهم الخاطئة عن معنى الحرية الشخصية من خلال الحوار الودى المقنع والبعد عن الأوامر والنواهى. ويضيف خبير آداب السلوك أن للجامعات دورا مهما فى إرساء قواعد وضوابط سلوكية لتوعية الطلاب تؤهلهم وتدربهم على الانضباط والثقة بالنفس وتحمل المسئولية بصبر ومرونة وإقناع دون تأنيب أو جرح للمشاعر، وكذلك إثابة الملتزم بالتقدير والاحترام من الآخرين، مشيرا الى أن الانضباط السلوكى يجب أن يبدأ فى المراحل التعليمية قبل الجامعة ولذلك لابد أن يأخذ المسئولون عن إصلاح المنظومة التعليمية فى الاعتبار أن التربية والتعليم متلازمان لا يجوز الفصل بينهما إذا أردنا إعلاء شأن العلم.