ينتظر طلاب الجامعات المصرية المرحلة الجامعية بفارغ الصبر لأنها أجمل سنوات عمرهم، وللتخلص من قيود وأعباء المراحل الدراسية المختلفة، التى كانت تتطلب منهم ارتداء اليونيفورم ومذاكرة المواد الدراسية أولا بأول للحصول على مجموع عال، ولكن تغيرت هذه الأمور مع التحاقهم بالجامعة، فالبعض يصب تفكيره فى المذاكرة فقط ولا يشارك فى الأنشطة المختلفة، والبعض الآخر يرتدى ما يحلو له من ملابس بتقليعاتها الغريبة مثل «البنطلونات الجينز الممزقة»، «الباديهات الضيقة»، «صباغة الشعر بألوان غريبة» وذلك لكى يلفت الشاب أو الفتاة إليه الأنظار غير مبالٍ بالتقاليد التى ينبغى احترامها، وعلى سبيل المثال مُنعت إحدى الطالبات من دخول جامعة القاهرة لأنها كانت ترتدى «الفيزون»، كما تعرضت إحدى الطالبات للتحرش فى العام الماضى لأنها كانت ترتدى ملابس لا تليق بملابس الفتاة الجامعية. يقول محمد عبد الكافى، طالب بالفرقة الأولى بكلية الإعلام جامعة جنوب الوادى، إنه ينبغى التزام الفتيات والشباب بالملابس اللائقة داخل الحرم الجامعى، حيث إنه ينتقد الشباب الذين يقومون بارتداء البنطلونات الساقطة، والفتيات اللاتى يرتدين الجيب القصير والبنطلونات الشفافة لأنها أشبه بقمصان النوم، ويجب عليهن ارتداء الجيب أو البنطلون العادى لأنها لا تقوم بعرض أزياء داخل الحرم الجامعى. وتتفق معه إسراء إبراهيم، طالبة بالفرقة الرابعة قسم إذاعة وتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فترى أن طلاب الجامعات ينبغى عليهم ارتداء الملابس التى تتلاءم مع العرف الاجتماعى، ومن جانبها تفضل ارتداء الملابس الكاجوال لأنها مريحة وألوانها تناسب مرحلتها العمرية. كما تحب أيضًا مريم عبد الحميد، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة عين شمس، ارتداء الملابس الكاجوال فى الجامعة لأنها تتناسب مع شخصيتها، كما أنها لا تحب التقليد الأعمى للموضة الغربية، حيث إنها تتنافى مع خصوصية المجتمع الشرقى، وترى أنه لا توجد مشكلة الآن فى اختيار الفتاة أو الشاب للملابس التى سيرتديها لأنه تتوافر بالمحلات جميع أنواع الملابس بمختلف أشكالها وأحجامها وألوانها. أما أحمد مصطفى، طالب بالفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة عين شمس، فيقول إن منع الفتيات اللاتى ترتدين ملابس غير لائقة من دخول الحرم الجامعى فهى فكرة جيدة لأنها ستزود الإحساس عند البنت بالخجل فلا تقوم بتكرار الفعل مرة أخرى، ولكن ذلك ليس الحل الجذرى الذى سيقضى نهائيًا على مشكلة التحرش أو سيمنع الشباب من معاكسة البنات ومضايقتهن. فيما يؤكد د. محرز غالى، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الذى ينشر عن أزياء الطالبات فى الحرم الجامعى يحتاج إلى مراجعة وتدقيق لأنه من قبيل الصور النمطية التى سادت عن طالبات الجامعة المصرية عمومًا. ويضيف إن المتأمل لواقع الفتاة الجامعية يجد أن النسبة الغالبة منهن يرتدين ملابس لائقة وملائمة إلى حد كبير، فطالبات الجامعة المصرية نموذج حقيقى للتفوق والاجتهاد العلمى وللخلق الرفيع والقويم، ولكن من الجدير بالذكر أنه قد اختلفت معايير الأجيال الجديدة من شباب الجامعات وطلابها فى اختيار الملابس وفى مظهرهم العام عن المعايير الكلاسيكية المعروفة لأنها سنة التطور. وبنظرة تاريخية لملابس الفتاة الجامعية فى الستينيات والسبعينيات يتبين لنا أن فتيات اليوم أصبحن أكثر بؤسًا فى مساحة الحرية المتاحة لهن سواء فى الملبس والمظهر، ولكننا نفسرها بحالة التردى والتخلف التى يشهدها المجتمع وطابع الإثارة والتهويل الذى تعمل فى سياقه وسائل الإعلام.