توقعت مصادر عربية رفيعة المستوي أن يقر الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية في اجتماعه مساء اليوم بالدوحة علي مستوي وزراء الخارجية عددا من الخطوات والآليات العملية لتكثيف الضغوط علي النظام السوري ليقبل بالدخول الحقيقي في عملية سياسية تقود الي انتقال آمن للسلطة. وذلك سعيا لوقف شلال الدم في البلاد وتجاوز أعداد القتلي الي أكثرمن17 الف شخص وعشرات الالوف من المصابين والمهجرين قسريا ولفتت المصادر في تصريحاتها لمندوب الأهرام الي أنه سيجري خلال اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية والتي ستعقد اجتماعها قبل الوزاري العربي ستعمل علي إجراء تقييم شامل لتطورات الازمة خاصة في ضوء تفجيرات دمشق يوم الاربعاء الماضي والتي أودت بأهم القيادات الأمنية والعسكرية في النظام السوري مشكلة بذلك منحي خطيرا بلغته الأزمة وأوضحت أن ذلك يستوجب إعادة نظر موضوعية في كل الاجراءات والمبادرات والتحركات التي اتخذت منذ بدء الازمة قبل17 شهرا ولم تنجح في تحقيق اختراقات جوهرية لأعمال القتل والعنف التي تتصاعد بشكل يومي خاصة علي صعيد التحركات التي تجريها الجامعة العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي أوعلي صعيد الأممالمتحدة الشريك الأساسي مع الجامعة في متابعة ملفات الازمة وبالذات خطة المبعوث المشترك كوفي أنان والتي يبدوأنها علي وشك الإخفاق خاصة بعد الفيتو الروسي والصيني الاخير علي قرار مجلس الامن حول وقف استخدام الاسلحة الثقيلة من قبل القوات الحكومية السورية ولم تكشف المصادر عن طبيعة القرارات التي سيتم اتخاذها لكنها لفتت الي أن هناك تيارا يضم عددا من الدول العربية- علي رأسها دول مجلس التعاون الخليجي- يطالب بتجاوز مجلس الأمن الذي فشل حتي الآن في إيجاد مخرج للأزمة عبر ممارسة ضغوط قوية علي النظام بفعل الاعتراضات المتوالية لكل من روسيا والصين علي قرارات من هذا القبيل وتدعو الي اللجوء الي مجموعة الاتصال الدولية التي تشكل إطارا فعالا خارج مجلس الأمن الدولي يمكن معه أن تتسع دائرة تأثيرها الي حد فرض قراراتها بالقوة اذا تطلب الأمر, لكن في المقابل- للمصادر نفسها- فإن أغلب الدول العربية والأمانة العامة للجامعة العربية ترفض تماما اللجوء الي خيار القوة العسكرية للتعامل مع الأزمة السورية ويري أصحاب هذا الموقف أن التطورات الأخيرة في الازمة السورية والتي بدا عليها حالة من غياب الرؤية المنطقية أصبحت تتطلب العمل علي وقف العنف أعمال القتل اليومية ومن ثم الدخول في مسار سياسي ومرحلة انتقالية لاجراء إصلاحات حقيقية باتجاه تحقيق الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية ويدعون في هذا السياق الي أهمية اقناع بشاربالتخلي الطوعي عن السلطة وتشكيل حكومة انتقالية قادرة علي القيام بخطوات انتقال السلطة في ضوء وثيقتي العهد الوطني والمرحلة الانتقالية اللتين أقرتهمامجموعات المعارضة السورية خلال مؤتمرها الموسع بالقاهرة يومي2 و3 يوليو الجاري ومن المقررأن يقدم الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية تقريرا للوزاري العربي يشرح فيه العناصر والمعطيات المحيطة بالازمة كما سيقدم ناصر القدورة نائب المبعوث الأممي والعربي المشترك لسوريا تقريرا عن نتائج مهمة كوفي أنان في سوريا والاتصالات التي أجراها مع كل من روسيا وايران واللتين تقدمان الاسناد الرئيسي للنظام السوري فضلا عن نتائج لقائه بالرئيس بشار الأسد بدمشق قبل أسبوعين. علي صعيد آخر تعقد اللجنة الوزارية لمتابعة مبادرة السلام العربية اجتماعا بالدوحة اليوم بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيشارك في الاجتماع والذي سيركز علي مناقشة التحرك الفلسطيني والعربي في المرحلة المقبلة خاصة في ظل حالة الجمود الحالية في عملية السلام واصرار اسرائيل علي العبث في الاراضي المحتلة من خلال التهويد ومخططات الاستيطان وعدم الاستجابة لاطلاق سراح المعتقلين الفلسطينين ووفق تصريحات السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية فإن كل هذه العناصر في حاجة لوقفة عربية وموقف عربي جماعي قبيل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل.