كتب : محمد هندي: عدم الاستجابة لصرخات نقباء المهن المختلفة من تدني الأجور جعل بعض أعضاء هذه النقابات يخرج في صورة مظاهرات للمطالبة بتصحيح الأوضاع المختلفة خاصة في نقابات الأطباء والصيادلة والعلاج الطبيعي والمهن الرياضية, والسكة الحديد.. وغيرها من النقابات إذ الجميع يريد حلا!. في البداية يقول رمضان الجندي رئيس النقابة العامة بالسكة الحديد, إن الأجور والرواتب لجميع العاملين بهيئة السكك الحديدية أجور متدنية جدا, لأن أساس المرتب للعاملين يتراوح بين250 و650 جنيها, وهذا المبلغ لا يكفي عيش حاف للعاملين بالهيئة مع ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش في جميع السلع الغذائية فأصبح هذا الراتب لا يكفي لخمسة أيام لذا أري أن يكون أساسي الراتب لجميع العاملين في السكة الحديد لا يقل عن750 جنيها حتي يصل إلي1500 جنيه, وهو الحد الأدني الذي يكفي لعيشة كريمة للعاملين في قطاع السكة الحديد في ظل هذا الارتفاع الجنوني للأسعار, لأن جميع مشاكل العاملين بالسكة الحديد هي تدني الأجور في الهيئة. فلابد علي الدولة يضيف أن تنظر إلي العاملين بهذا القطاع الحيوي الذي يخدم نحو مليوني مواطن يوميا, إذ لابد أن ترتفع قيمة رواتبهم بحيث يعيشون عيشة رغدة. في العلاج الطبيعي من جهته, يقول سامي سعد وكيل النقابة العامة للعلاج الطبيعي, إن مهنة العلاج الطبيعي إحدي المهن الطبية التي ينتمي إليها ممارس وإخصائي واستشاري العلاج الطبيعي الذين يعانون من تدني الأجور والرواتب والحوافز والمكافآت مثلما يعاني منها الأطباء والصيادلة والتمريض.. ولكن مهنة العلاج الطبيعي أشد من المهن الأخري لأن مزاولي مهنة العلاج الطبيعي يتعاملون مع المريض مباشرة بناء علي التحويل من التخصصات الطبية الأخري, حيث يعتمد علي وسائله الطبية التي تؤدي إلي ملامسة المريض ملامسة مباشرة مع تعرضه للاصابة بالعدوي, فضلا عن أنها مهنة شاقة تؤثر علي سلامة وصحة طبيب العلاج الطبيعي لأنه يستخدم أجهزة حركية تؤثر علي المنطقة العنقية والقطنية ومفاصل الركبة. ويوضح أن إحصائيات عدة لدي النقابة توضح مدي المعاناة التي يجدها دكتور العلاج الطبيعي بعد20 عاما من مزاولة المهنة من أخطار تعرضه للموجات الكهرومغناطيسية والفيروسات والميكروبات والإصابات الحركية, ومنها الانزلاق الغضروفي, بينما الرواتب التي يأخذها دكتور العلاج الطبيعي ضئيلة ولا تتعدي600 جنيه وتنعكس سلبا علي الحالة الاجتماعية والنفسية لدكتور العلاج الطبيعي الذي من المفترض أن يكون في أحسن حالة حتي يتسني الاقبال علي علاج المرضي بشكل إيجابي دون معاناة نفسية. وأيضا فان مهنة العلاج الطبيعي ومزاولتها يضيف تحتاج دائما إلي تدريب وتعليم مستمر مع عمل أبحاث علمية ومعملية حتي يواكب الدكتور حركة التطور العلمي العلاجي في شتي المجالات, الأمر الذي يتطلب أن تكون لديه وفرة مالية لتثبت دعائمه العلمية واقترح ألا يقل خريج كليات العلاج الطبيعي في أول تعيين له عن1500 جنيه بالنسبة للقطاع الحكومي وبالنسبة للقطاع الخاص لا يقل عن3 آلاف جنيه شهريا. وهذا هو الحد الأدني للأجور إذا ما قورنت هذه المهنة بسائر العاملين, ولا يجوز للدولة أن تنظر لفئة دون فئة أخري فلابد من المساواة. ... وفي المهن الرياضية من ناحيته يقول الدكتور مسعد عويس نقيب المهن الرياضية, إنه لا يوجد كادر وظيفي للمدربين والإداريين وبالتالي يخضعون لنوع من أنواع الغبن والظلم في تحديد رواتبهم ومكافآتهم غالبا هؤلاء العاملون يعملون بعقد مؤقت وليست عقودا دائمة ويتراوح راتب الموظف بين150 و300 جنيه شهريا وهذه الأجور لا تتناسب مع توفير حياة كريمة لأعضاء المهن الرياضية فلابد من تقييم أداء أعضاء هذه المهنة في ضوء الفائدة المرجوة من أدائهم في تكوين الشخصية الإنسانية والتنمية البشرية والوقاية من الانحرافات السلوكية وبالتالي يجب رفع الحد الأدني للأجور إلي1200 جنيه شهريا مع محاسبتهم علي حسن الأداء لكي يواكبوا الارتفاع المثالي للأسعار بصورة تجعلهم يعيشون حياة كريمة. .. وفي نقابة الأطباء يقول الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء, إن صفوة المجتمع المصري تتمثل في هذه الفئة من الأطباء ولكن الدولة لا تنظر إليهم نظرة حقيقية لكي توفر لهم حياة كريمة, فإن بعض الأطباء يستحقون الزكاة كما قال لي طبيب منهم وطبيب آخر قال إن هذا الراتب الذي آخذه من الدولة لا أستطيع شراء قميص به, لذا أناشد المجلس الأعلي للأجور أن ترفع رواتب الأطباء بصورة لائقة لهم, فإن الطبيب حديث التخرج يأخذ300 جنيه شهريا وهذا الراتب ضعيف جدا والطبيب الذي يعمل في مهنة الطب لمدة25 عاما متصلة يأخذ راتبا شهريا من الدولة720 جنيها فهل هذا منطقي في ظل ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة. ويضيف لابد من إعادة النظر في جميع رواتب الأطباء مرة أخري من أول المعينين حديثا في وزارة الصحة حتي الذين أفنوا عمرهم في هذه المهنة سنوات عدة, وأصابهم المرض من جراء متاعبها ومشاقها.