فازت مصر بعضوية غير دائمة فى مجلس الأمن الدولى للمرة السادسة خلال العامين 2016-2017 الامر الذى فرض على الدبلوماسية المصرية بذل العديد من الجهود والتحركات الدءوبة للوفاء بمتطلبات تولى مصر لمهام مسئوليتها كعضو غير دائم فى المجلس خلال فترة العامين المذكورين حيث تعهدت مصر بعد انتخابها فى هذا المنصب بالاضطلاع بمسئولياتها التاريخية فى الدفاع عن القضايا العربية والافريقية، وقضايا السلم والأمن الدوليين، فضلاً عن دعم الثوابت التى يقوم عليها ميثاق الأممالمتحدة بالنظر إلى كونها دولة مؤسسة للمنظمة ومساهما رئيسيا بالقوات فى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ورصد تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات أن ذلك لم يأت من فراغ، وإنما نتيجة امتلاك مصر المقومات والعناصر التى تؤهلها للحصول على هذه المكانة رفيعة المستوى فى المجلس. ويشير التقرير إلى أن مصر سبق أن شغلت المقعد غير الدائم فى مجلس الأمن خمس مرات منذ إنشاء المجلس عام 1946، قدمت خلالها العديد من المقترحات. وخلال فترة عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولى (2016-2017) تولت مصر رئاسة المجلس مرتين، الأولى كانت فى شهر مايو عام 2016، والثانية كانت فى شهر أغسطس عام 2017، إضافة إلى قيامها بطرح العديد من المبادرات أمام المجلس، والتى تصب فى هدف خدمة مصالح وقضايا السلم والأمن الدوليين، بجانب قضايا الدول العربية والإسلامية والافريقية والنامية. وهو ما جاء بالتزامن مع رئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس. وتواكب مع انتخاب مصر عضوا غير دائم فى مجلس الامن، انتخابها - بعد جهود دبلوماسية مكثفة من أعضاء وفد مصر الدائم لدى الأممالمتحدة فى نيويورك - وبإجماع آراء الدول الأعضاء، لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، وذلك اعتبارا من بدء عضوية مصر فى المجلس فى شهر يناير 2016. ويذكر تقرير هيئة الاستعلامات أن هذه اللجنة - والتى تم إنشاؤها عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 - تعد أهم لجنة فى الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب.. ومن بين مهام هذه اللجنة وضع سياسات مكافحة الإرهاب على المستوى الدولى والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وقد أولت مصر خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولى اهتماماً فائقاً بقضية مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، لاسيما أنها من الدول التى عانت – ولا تزال – من هذه الظاهرة الخطيرة، وتعددت مبادراتها ومواقفها بهذا الشأن، فبهدف إعطاء فاعلية وقوة تنفيذية لمكافحة الإرهاب، بدلًا من عقد مؤتمرات واجتماعات تدين الإرهاب، دون أى رد فعل قوى يخيف الدول التى تدعم الجماعات المتطرفة. ويضيف تقرير الهيئة أن مصر منذ انتخابها كعضو غير دائم فى مجلس الأمن الدولى طرحت العديد من المبادرات التى تصب فى خدمة القضايا العربية والإسلامية والدولية، بما يصب فى تحقيق الهدف الرئيسى وراء هذه العضوية وهو العمل على منع مسببات تهديد السلم والأمن الدوليين. ففيما يخص القضايا العربية، ولاسيما الأزمة الليبية، وفى ضوء رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، ترأست مصر فى 28 يونيو 2017 اجتماعاً بمجلس الأمن حول «تحديات مكافحة الإرهاب فى ليبيا»، شارك فيه جميع الدول أعضاء الأممالمتحدة بمقر المنظمة الدولية فى نيويورك، وهو الاجتماع الذى عُقد بمبادرة مصرية، وطالبت مصر خلاله بضرورة تطبيق عدد من التدابير بشأن الوضع فى ليبيا، كان من بينها ضرورة التوصل إلى مصالحة سياسية فى ليبيا.