صادرات تركيا تتجاوز 22 مليار دولار في سبتمبر    وزير النقل: الدائري وجميع المحاور المؤدية للمتحف المصري الكبير جاهزة لحفل الافتتاح غدا    مستشفى ناصر يتسلم من الصليب الأحمر جثامين 30 فلسطينيا    بالصور.. إقبال كثيف من أعضاء الأهلي للمشاركة في الانتخابات    محمد مكي مديرا فنيا للسكة الحديد مودرن    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 31 أكتوبر ودرجات الحرارة الآن في المحافظات    السيطرة على شقة سكنية دون إصابات بالتجمع    عطل مفاجئ يوقف قطار ركاب ببني سويف.. ومصدر: تشغيل الحركة مؤقتًا على خط واحد    5 إصابات في حادث اصطدام سيارة ميكروباص بالرصيف بالتجمع الخامس    مصرع شاب وإصابة والدته في حادث تصادم بمنطقة كرداسة في الجيزة    بعد خلافهما الأخير.. عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لمحمد فؤاد    تعرف على إيراد أمس الخميس لفيلم "السادة الأفاضل"    محافظ أسيوط يجري مقابلات لاختيار رؤساء قرى جدد    شبكة أطباء السودان: نزوح 4500 مواطن من بارا في شمال كردفان    أفغانستان وباكستان تتفقان في إسطنبول على استئناف المحادثات    إعصار ميليسا يضرب الكاريبى بقوة.. وتضرر أكثر من 700 الف طفل.. فيديو    إدراج 29 جامعة مصرية في تصنيف ليدن الهولندي لعام 2025    ضبط 3 أطنان ملح صناعي مجهول المصدر بشبرا الخيمة وتشميع الموقع    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الجمعة 31-10-2025 في محافظة قنا    أحمد حسن: فوز بيراميدز على أهلي جدة أربك حسابات المنتخب    إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير.. هل تشمل السبت والأحد؟    أحمد صبرة: المتحف الكبير يجسد عبقرية المصري القديم وقدرة المصري المعاصر على البناء والإبداع    بعد تغيير الساعه.. مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 31 أكتوبر 2025 فى محافظة بني سويف    دعاء يوم الجمعة المستجاب ..«اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي» (ردده الآن)    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : رحم الله أبى !?    خشوع وسكينة.. أجواء روحانية تملأ المساجد في صباح الجمعة    وزير الصحة يستقبل محافظ الشرقية لمتابعة إنجاز المشروعات الجارية    ديربي الرياض.. تشكيل الهلال المتوقع أمام الشباب في الدوري السعودي    انطلاق التصويت بانتخابات النادي الأهلي    الصين: على واشنطن توخي الحذر في الأقوال والأفعال بشأن قضية تايوان    سعر الريال السعودي في بداية التعاملات اليوم 31 أكتوبر 2025    بالصور.. سقوط هادي الباجوري وزوجته خلال رقصهما في حفل زفافهما    لوموند تشيد بالمتحف المصرى الكبير..أكبر صرح فى العالم مخصص لحضارة واحدة    هل اعتزلت حلا شيحة الفن؟..والدها يحسم الجدل    "المصريين أوت دور" تنفذ أضخم حملة دعائية بمطار القاهرة وتنقل البث الحي لافتتاح المتحف المصري الكبير على شاشة 5D    مع بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. تعرف على مواقيت الصلوات الخمس اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 بمحافظة السويس    مواعيد مباريات الجمعة 31 أكتوبر - دربي الرياض ومواجهات قوية لحمدي فتحي وكهربا    آدم كايد يغيب عن الزمالك فى السوبر المحلي بالإمارات    إصابة ربة منزل وزوجها ونجلهما ب«مادة كاوية» في مشاجرة بالجمالية    وكيلة الصحة بالإسماعيلية تتابع توفير الأدوية بالوحدات الصحية    أول ظهور للمطربة الشعبية رحمة محسن بعد ضجة الفيديوهات المسربة (صور)    أسعار مواد البناء في مصر اليوم الجمعة    «زي النهارده».. استقالة مهاتير محمد من حكم ماليزيا 31 أكتوبر 2003    تراجع أسعار الذهب عالمياً في بداية تعاملات الجمعة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 31 كتوبر    بعد إعلان ترامب.. «فانس» يدافع عن التجارب النووية وبيان مهم ل الأمم المتحدة    «آخره السوبر.. مش هيروح بالزمالك أبعد من كدة».. أحمد عيد عبد الملك يوضح رأيه في فيريرا    هيجسيث يأمر الجيش بتوفير العشرات من المحامين لوزارة العدل الأمريكية    قوات الاحتلال تداهم عددًا من منازل المواطنين خلال اقتحام مخيم العزة في بيت لحم    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل محافظ القاهرة لتهنئته بانتخابه لرئاسة المجلس    موعد وشروط مقابلات المتقدمين للعمل بمساجد النذور    ندوة «كلمة سواء».. حوار راقٍ في القيم الإنسانية المشتركة بالفيوم    د.حماد عبدالله يكتب: "حسبنا الله ونعم الوكيل" !!    مش هتغير لونها.. طريقة تفريز الجوافة لحفظها طازجة طوال العام    التخلص من دهون البوتاجاز.. طريقة سهلة وفعّالة لتنظيفه وإعادته كالجديد    بعد معاناة المذيعة ربى حبشي.. أعراض وأسباب سرطان الغدد الليمفاوية    مبادئ الميثاق الذى وضعته روزاليوسف منذ 100 عام!    عندما قادت «روزا» معركة الدولة المدنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سجل مشرف ودور فعال لمصر في مجلس الأمن الدولي
نشر في بوابة الأهرام يوم 18 - 09 - 2017

رصد تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات تاريخ عضوية مصر فى مجلس الأمن الدولي في ست دورات بإجمالي 12 سنة، واستعرض بشكل مفصل أداء الدبلوماسية المصرية خلال العامين 2016 و2017 في خدمة قضايا الاستقرار والسلام والتنمية فى المنطقة العربية وأفريقيا والعالم وطرحها العديد من المبادرات التي تصب في خدمة القضايا العربية والإسلامية والدولية بما يصب في تحقيق الهدف الرئيس وراء هذه العضوية وهو العمل على منع مسببات تهديد السلم والأمن الدوليين.
وفازت مصر بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي للمرة السادسة خلال العامين 2016 -2017، الأمر الذي فرض على الدبلوماسية المصرية بذل العديد من الجهود والتحركات الدوؤبة للوفاء بمتطلبات تولي مصر لمهام مسئوليتها كعضو غير دائم في المجلس خلال فترة العامين المذكورين، إذ تعهدت بعد انتخابها في هذا المنصب بالاضطلاع بمسئولياتها التاريخية فى الدفاع عن القضايا العربية والأفريقية، وقضايا السلم والأمن الدوليين فضلاً عن دعم الثوابت التى يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة بالنظر إلى كونها دولة مؤسسة للمنظمة ومساهم رئيس بالقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن انتخاب مصر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للمرة السادسة في تاريخها، لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتيجة امتلاكها للمقومات والعناصر التي تؤهلها للحصول على هذه المكانة رفيعة المستوى في المجلس، فمصر كانت ضمن الدول ال 51 المؤسسة للأمم المتحدة وبدأت عضويتها فيها مع انطلاق المنظمة الدولية فى 24 أكتوبر عام 1945، كما أن مصر لها تاريخ طويل فى دعم حركات التحرر والاستقلال فى العالم النامى، وهي أيضاً دولة إقليمية رئيسية لها انتماءاتها الإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية.
وجاء في التقرير، أنه يضاف إلى ما سبق، امتلاك مصر أحد أكبر الاقتصاديات تنوعاً فى القارة السمراء وكونها ثانى أكبر دول القارة من حيث عدد السكان، وهي تمتلك أكبر جهاز دبلوماسي فى القارة الأفريقية من ناحية عدد البعثات الدبلوماسية والامتداد والقدرة على الوصول إلى المجتمع الدولى، فضلاً عن امتدادها الآسيوى، وحرصها الدائم على المشاركة بفاعلية فى أنشطة الأمم المتحدة فى المجالات السياسية وقضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية وضبط التسلح على المستويين الإقليمى والدولي.
وتعد مصر من الدول ذات التمثيل الكبير فى المجالس التنفيذية والهيئات والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، وتتمتع بثقل سياسى متزايد فى الشئون الدولية انطلاقاً من دورها العربى والإقليمى والقارى.
أداء مصر فى مجلس الأمن الدولي منذ 1946
ويشير تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن مصر سبق أن شغلت المقعد غير الدائم في مجلس الأمن خمس مرات منذ إنشاء المجلس عام 1946، قدمت خلالها العديد من المقترحات، ففي العام الأول من إنشاء المجلس قدمت مصر مقترحاً لإقناع المجلس بإصدار قرار يلزم القوات البريطانية والفرنسية بالانسحاب من الأراضى السورية واللبنانية، وهو الطلب الذى رفضه المجلس.
وفى ثانى دورة لها فى عامى 1949-1950، كانت مصر جزءاً من المجلس الذى أصدر القرار رقم 83، والذى نص على مساعدة كوريا الجنوبية عسكرياً ضد هجوم كوريا الشمالية، والذى اتضح فيما بعد أنه مجرد مناورة من الولايات المتحدة لإعطاء الشرعية لشن هجوم على الشمال، ووقتها لم تشارك مصر فى التصويت على القرار.
أما فى عامى 1961-1962 فكانت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) عضوة فى مجلس الأمن وأيدت قرارات المجلس للحد من الحروب الأهلية ودعم استقلال دول أفريقيا آنذاك.
وفى المقابل تنحت الجمهورية العربية المتحدة عن التصويت فى كل ما يخص انتهاكات الدولة الإسرائيلية لفلسطين والدول المجاورة، وذلك لرفضها الاعتراف بدولة إسرائيل بشكل عام آنذاك.
ثم انضمت مصر لمجلس الأمن مرة أخرى عامي 1984-1985 ودعمت وقتها جهود المجلس لإنهاء العدوان الإسرائيلى على لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية مرة أخرى من خلال تصويتها على تمديد عمل قوات حفظ السلام بالمنطقة.
وفى عامى 1996-1997 دعمت مصر جهود الأمم المتحدة فى نشر السلام فى يوغوسلافيا السابقة، وإنهاء احتلال العراق لدولة الكويت، بينما أيدت جهود المجلس للضغط على المغرب لإعطاء سكان الصحراء الغربية حق تقرير المصير وإنهاء النزاع حول المنطقة.
مصر تترأس مجلس الأمن الدولي مرتين
خلال فترة عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي (2016 -2017) تولت مصر رئاسة المجلس مرتين، الأولى كانت في شهر مايو عام 2016، والثانية كانت في شهر أغسطس عام 2017، إضافة إلى قيامها بطرح العديد من المبادرات أمام المجلس، والتي تصب في هدف خدمة مصالح وقضايا السلم والأمن الدوليين، بجانب قضايا الدول العربية والإسلامية والأفريقية والنامية، وهو ما جاء بالتزامن مع رئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس.
فخلال ترؤسها للمجلس في مايو 2016، ركزت مصر على العديد من التحديات التي تواجه منظومة السلم والأمن الدوليين.
وترأس وزير الخارجية سامح شكري خلال الفترة من 9 إلى 11 من الشهر ذاته جلسة وزارية مفتوحة لجميع أعضاء الأمم المتحدة في مجلس الأمن حول مكافحة الفكر المتطرف كأساس لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب.
وناقش المجلس العديد من الأزمات التي تهم مصر وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمتان الليبية والسورية والوضع في اليمن والنزاعات في عدد من الدول الأفريقية، وطرحت مصر مبادرة لعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن والجامعة العربية وهو ما تم بالفعل بعقد اللقاء الأول بالقاهرة فى مايو 2016.
وخلال ترؤسها للمجلس في شهر أغسطس 2017، وبهدف تضييق الخناق على الإرهابيين من خلال منع وصول الأسلحة، طرحت مصر مبادرة ومشروع قرار حول منع حصول الإرهابيين على الأسلحة، وهي المرة الأولى التى يتعامل فيها المجلس مع هذه القضية، وعكست هذه المبادرة من جانب مصر توجيه رسالة للمجتمع الدولى بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن وخاصة القرار رقم (2253) الصادر عام 2015 والذى يتناول جهود منع الإرهابيين من الحصول على السلاح.
كما عقد المجلس جلسة حول تقييم نظام العقوبات، لاسيما في ظل وجود عدة لجان للعقوبات الخاصة، تم خلالها الاستماع إلى تجارب الدول المعنية باللجان..هذا بجانب عقد الاجتماع التنسيقى الثانى لأعضاء مجلس الأمن والمندوبين الدائمين للجامعة العربية فى 28 أغسطس 2017 بنيويورك، علاوة على مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس ومن بينها جلسة الإحاطة الدورية حول الوضع فى الشرق الأوسط.
أولوية لقضية مكافحة الإرهاب.
تواكب مع انتخاب مصر عضوا غير دائم فى مجلس الامن، انتخابها - بعد جهود دبلوماسية مكثفة من أعضاء وفد مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك - وبإجماع آراء الدول الأعضاء، لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، وذلك اعتبارا من بدء عضوية مصر فى المجلس فى شهر يناير 2016.
ويذكر تقرير هيئة الاستعلامات أن هذه اللجنة - والتى تم إنشاؤها عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 - تعد أهم لجنة فى الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومن بين مهام هذه اللجنة وضع سياسات مكافحة الإرهاب على المستوى الدولى والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقد أنشئت لجنة مكافحة الإرهاب بموجب قرار مجلس الأمن 1373 (2001) الذي اتخذ بالإجماع في 28 سبتمبر 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وتضم فى عضويتها كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن البالغ عددها 15 دولة.
وأولت مصر خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي اهتماماً فائقاً بقضية مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، وتقدمت في أغسطس 2017 بمبادرة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن، دعته فيها إلى تحمل مسئولياته الجماعية لتحويل المواقف المعلنة من قبل أعضائه، إلى أفعال "تثبت صدق وجدية النوايا" في تحسين فاعلية نظام العقوبات الدولية، وهي المبادرة الأولى من نوعها، حيث عقد مجلس الأمن جلسة إحاطة عن تحسين فاعلية نظام العقوبات الدولية.
وأشار التقرير إلى اهتمام مصر بقضية مكافحة الإرهاب لاسيما وأنها من الدول التي عانت – ولا تزال – من الظاهرة الخطيرة، وتعددت مبادراتها ومواقفها بهذا الشأن، فبهدف إعطاء فاعلية وقوة تنفيذية لمكافحة الإرهاب، بدلًا من عقد مؤتمرات واجتماعات تدين الإرهاب، دون أي رد فعل قوي يخيف الدول التي تدعم الجماعات المتطرفة، وفي إطار الأنشطة المصرية ذات الصلة بنظم العقوبات في الأمم المتحدة - تقدمت مصر في أغسطس 2017 بهذه المبادرة غير المسبوقة.
وفي الإطار ذاته، أكدت وزارة الخارجية في بيان لها "أهمية استمرار العمل من أجل تطوير وزيادة فاعلية نظم العقوبات مع تخفيف تداعياتها السلبية غير المقصودة، وعلى مسئولية مجلس الأمن في دراسة سبل إحداث تطوير نوعي وموضوعي لتلك الأداة المهمة عبر إيجاد آليات حوار مناسبة، ورصد وتقويم الدروس المستفادة من تجارب نظم العقوبات المختلفة، والتعرف الى رؤى الأطراف المعنية، إذ إن ضمان عدالة نظم العقوبات سيجعلها أكثر فاعلية، في حين أن إساءة استخدامها سيضر بصدقية المجتمع الدولي، وقد تترتب عليه تداعيات سلبية تفاقم من بعض الأزمات بدلاً من المساهمة في تسويتها".
وفي 21 يوليو 2017، وخلال جلسة اعتماد قرار للولايات المتحدة بتجديد منظومة لجنة عقوبات "داعش" و"القاعدة"، اتهمت على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، قطر بانتهاج سياسة "داعمة للإرهاب" تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي فيما يخص مكافحة الإرهاب، ووصفت استمرار "عدم محاسبة مجلس الأمن الدولي لقطر" ب "الوضع المشين".
وأكدت في كلمتها أن "النظام الحاكم في قطر يتبنى سياسة دعم الإرهاب بتمويله وإمداده بالسلاح وتوفير الملاذ الآمن وبالتحريض، وسواء كان ذلك في ليبيا أو سوريا أو العراق أو في دول أخرى".
وفي 8 يونيو 2017، أكدت وزارة الخارجية في البيان المصري إلى الأمم المتحدة بخصوص تنظيم داعش الإرهابي، قيام دولة قطر بسداد حوالي مليار دولار لتنظيم إرهابي يعمل في العراق للإفراج عن عدد من أفراد الأسرة الأميرية المختطفين والمحتجزين لدى هذا التنظيم الإرهابي عندما كانوا في رحلة صيد.
وأشارت مصر إلى مخالفة قطر لقرارات مجلس الأمن التي تلزم جميع الدول الأعضاء بمنع الإرهابيين من الاستفادة بشكل مباشر أو غير مباشر من الأموال التي يتحصلون عليها من جراء الفدية، أو من أي تنازلات سياسية، وأشارت إلى أن هذا الانتهاك لقرارات مجلس الأمن - إن ثبتت صحته - له انعكاساته على جهود مكافحة الإرهاب، إذ يعد دعماً مباشراً للإرهاب.
وفي ذات السياق، نظمت البعثة المصرية في نيويورك في يوليو 2017 اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن للاستماع إلى تجارب ثلاث دول أفريقية عن دور العقوبات في تسوية النزاعات وإعادة الاستقرار.
كما استضافت القاهرة في الشهر ذاته، بالتعاون بين وزارة الخارجية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، مائدة مستديرة عن نظم العقوبات، بمشاركة ممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة وحضور أعضاء اللجنة الوطنية المصرية التنسيقية المعنية بتنفيذ العقوبات الأممية.
وفي هذا الإطار، ثمن مسئول الانتربول فى الأمم المتحدة في أغسطس 2017 المبادرة المصرية لمنع وصول الأسلحة للإرهابيين، بقوله إن "المبادرة المصرية، يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار لأهميتها القصوى".
واعتمد مجلس الأمن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام "القمة العربية - الإسلامية الأمريكية بالرياض في مايو 2017 كوثيقة رسمية من وثائق المجلس، وهو الخطاب الذي تضمن الرؤية المصرية لصياغة استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب.
والهدف من تلك الخطوة من جانب المجلس تتمثل في توثيق الخطاب بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، وإطلاع الدول وأجهزة الأمم المتحدة عليه، خاصة مع ما يتضمنه من عناصر مهمة وأساسية تتعلق بشكل مباشر بجهود مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذى يأتى على رأس أولويات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحديداً.
مبادرات عديدة من أجل استقرار المنطقة.
ويضيف تقرير الهيئة العامة للاستعلامات إن مصر منذ انتخابها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي قد طرحت العديد من المبادرات التي تصب في خدمة القضايا العربية والإسلامية والدولية، بما يصب في تحقيق الهدف الرئيسي وراء هذه العضوية وهو العمل على منع مسببات تهديد السلم والأمن الدوليين.
ففيما يخص القضايا العربية، ولاسيما الأزمة الليبية، وفي ضوء رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، ترأست مصر في 28 يونيو 2017 اجتماعاً بمجلس الأمن حول "تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا"، شارك فيه جميع الدول أعضاء الأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، وهو الاجتماع الذي عُقد بمبادرة مصرية.
وطالبت مصر خلال هذا الاجتماع بضرورة تطبيق عدد من التدابير بشأن الوضع في ليبيا، كان من بينها ضرورة التوصل إلى مصالحة سياسية في ليبيا، وضرورة تكثيف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا UNSMIL لجهودها لمراقبة وتنفيذ الاتفاق السياسي، علاوة على ضرورة قيام مجلس الأمن ولجانه ذات الصلة بتوثيق الانتهاكات المتكررة، من جانب بعض الدول وبصفة خاصة قطر، للعقوبات المفروضة على ليبيا وبشكل أخص عن طريق تسليح وتمويل تلك الدول للجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، والتصرف إزاء تلك الانتهاكات من جانب هذه الدول.
أما بخصوص الأزمة السورية، فقد أكدت مصر خلال جلسة مجلس الأمن لمناقشة المشروع الأمريكى حول الهجوم الكيماوى فى سوريا التي عقدت في 12 أبريل 2017، سعيها داخل المجلس وخارجه لحل الأزمة السورية، ودعت أمريكا وروسيا إلى التفاهم حول الأزمة..خاصة وأن الحرب فى سوريا أسهمت فى خلق ملاذ آمن لعشرات الآلاف من المرتزقة والإرهابيين فى سوريا والذين يهدد وجودهم المنطقة والعالم بأسره.
وبالنسبة لقضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، طالبت مصر في 27 يناير 2016 مجلس الأمن بتحمل مسئوليته تجاه حماية الشعب الفلسطينى وتصحيح الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى.
ورأت أنه من غير المقبول أن تظل القضية الفلسطينية هي البند الوحيد الذى استمر على جدول أعمال المجلس نحو 70 سنة منذ انعقاده الأول عام 1946، دون إيجاد حل عادل للقضية وإنهاء الاحتلال ووضع حد لمُعاناة الشعب الفلسطينى.
وخلال جلسة مجلس الأمن حول الشرق الأوسط في 21 أبريل 2017، أكدت مصر على لسان مندوبها بالأمم المتحدة أن ترك القضية الفلسطينية عالقة بدون السعي إلى حل حقيقي على أساس حل الدولتين، يمثل قنبلة موقوتة ستنفجر حتمياً، وستخرج الأمور عن السيطرة في الشرق الأوسط.
وأكدت مصر أن العودة إلى مائدة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، هو السبيل الرئيس والأمثل لتسوية النزاع، وأنها ستعمل بجد مع الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية والمجتمع الدولي للتوصل لحل شامل، وفقاً لحل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وفي 24 ديسمبر 2016، طالب مجلس الأمن الدولي في قراره رقم (2334) إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة والقدس الشرقية المحتلتين، وهو القرار الذي تبناه المجلس بتأييد 14 عضواً في المجلس من أصل 15 وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت عليه.
وبشأن القضايا الإسلامية، قادت مصر جهود مجلس الأمن تجاه ميانمار، إذ دعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات أزمة مسلمي الروهينجا في ميانمار، وذلك في ظل تدهور الأوضاع الميدانية أمنياً وإنسانياً منذ 25 أغسطس 2017.
وقام المجلس في 13 سبتمبر الجاري بعقد جلسة طارئة بناء على دعوة من مصر لمناقشة تطورات هذه الأزمة.
وأبرزت مصر - خلال لقاء مجلس الأمن مع أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة - ضرورة انعقاد المجلس بشكل عاجل من أجل العمل على وقف نزيف الدماء والحد من أعمال العنف والتهجير الجارية فى ولاية راخين، وصولاً إلى إيجاد حل عادل يشمل منح المنتمين لأقلية الروهينجا حقوقهم المشروعة، ويضمن أمنهم وسلامتهم وعودتهم إلى ديارهم، وتسهيل نفاذ ووصول المساعدات الإنسانية لهم.
وبخصوص القضايا الدولية، طالبت مصر خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث ردود الفعل حول التجربة النووية لكوريا الشمالية في الرابع من سبتمبر 2017، على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة، كوريا الشمالية بالوقف الفوري لكافة الانتهاكات والإجراءات المخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، ودعت بيونج يانج لعدم القيام بأي أعمال تصعيدية تؤدي إلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار بما يهدد الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، وأكدت إدانتها الشديدة لانتهاكات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن المتكررة.
وتواصلاً مع الجهود السابقة، يمكن الإشارة إلى تصريحات وزارة الخارجية المصرية حول جدول أعمال المشاركة المصرية في أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة 2017، والتي ستبدأ فعالياتها يوم 19 سبتمبر الجاري بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية إذ يتضح من خلالها أن القضايا ذات الصلة بحفظ السلم والأمن الدوليين، والتي تعد الوظيفة الرئيسية لمجلس الأمن الدولي، تحظى باهتمام كبير من جانب الدبلوماسية المصرية، ولاسيما قضايا مكافحة الإرهاب على شبكة الانترنت، في ضوء حرص مصر على دفع الجهود الدولية وتعزيز التعاون لمنع ظهور المواد المحرضة على العنف على شبكات المعلومات الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما تحظى مسألة تطورات الأوضاع في ليبيا باهتمام كبير من جانب الدبلوماسية المصرية، هذا بجانب سبل تعزيز دور الأمم المتحدة ودفع العمل الدولي متعدد الأطراف بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمات المنتشرة في المنطقتين العربية والأفريقية، فضلاً عن الارتقاء بأجندة مكافحة الإرهاب والتطرف في الأمم المتحدة، علاوة على القمة الخاصة بمجلس الأمن لمناقشة إصلاح عمليات حفظ السلام في المنظمة الدولية.
وكان من الطبيعي في ضوء جهود وتحركات ومواقف مصر في مجلس الأمن الدولي، والهادفة إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، أن تكون محلاً للإشادة والتقدير من جانب المنظمات الدولية، ومنها الإنتربول ومجلس الأمن ذاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.