توالت أمس ردود الفعل المرحبة بالدور المصرى فى إنهاء الانقسام الفلسطيني، ورعاية القاهرة للخطوات التى تمت على طريق المصالحة الفلسطينية، وآخرها إعلان حركة «حماس» حل اللجنة الإدارية فى قطاع غزة ودعوة حكومة الوفاق للتوجه إلى غزة لتولى مهام عملها. ورحب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالتطورات الإيجابية التى يشهدها الوضع الفلسطينى على صعيد إنهاء الانقسام، معتبراً أن كلاً من حركتى فتح وحماس قد اتخذتا الموقف الصحيح بإعلاء المصلحة الفلسطينية العليا، وطى تلك الصفحة التى ألحقت أشد الضرر بالقضية الفلسطينية، وتسببت فى معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني، وقال الوزير المفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، إن أبو الغيط أثنى فى هذا الصدد على الجهود المصرية التى مهدت السبيل لتحقيق هذا الإنجاز المهم، مُضيفاً أن دور مصر سيظل محورياً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بكل تعقيداتها وأنها تُمارس هذا الدور بقدرٍ مشهود من المسئولية والانتماء العربي، وأضاف أن الأمين العام أكد أهمية تفعيل الإعلان الذى صدر أمس الأول والبناء عليه بتمكين حكومة الوفاق الوطنى من استئناف عملها فى القطاع، والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بالإعداد لإجراء الانتخابات العامة، مُشيراً إلى ضرورة عدم تفويت الفرصة كما حدث فى السابق، وأهمية التحلى بروح المسئولية الوطنية والتسامى عن المصالح الحزبية الضيقة، والعمل من أجل ترجمة المصالحة فى صورةٍ يستشعر المواطن الفلسطينى أثرها فى حياته اليومية. كما رحب الدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربي، بإعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية فى قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق الفلسطينية للقدوم لقطاع غزة لممارسة مهامها، والموافقة على إجراء الانتخابات العامة، واستعداد الحركة لتلبية دعوة مصر للحوار مع حركة فتح وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال السلمى فى بيان صحفى أمس إن إعلان حركة حماس يعتبر خطوة إيجابية ومهمة، ويكتسب أهمية كبرى فى مرحلة بناء الثقة، ونبذ الخلافات، وأكد رئيس البرلمان العربى أن هذا الإعلان جاء استجابةً لجهود مصر، التى نجحت فى تقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين، مثمناً عالياً ما تقوم به مصر من جهود مقدرة لرعاية ملف المصالحة الفلسطينية،وشدد على دعم وتأييد البرلمان العربى للجهود التى تقوم بها مصر فى ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد أعرب عن ارتياحه للاتفاق الذى تم التوصل إليه من خلال الجهود المصرية لحل اللجنة الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة صلاحياتها فى قطاع غزة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وقالت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» إن الرئيس عباس سيعقد اجتماعا للقيادة الفلسطينية لدى عودته إلى أرض فلسطين من نيويورك، لمتابعة هذا الأمر. يأتى ذلك فى وقت عقدت اللجنة المركزية لحركة «فتح» اجتماعاً أمس بمدينة رام الله، برئاسة محمود العالول نائب رئيس الحركة. وقالت المصادر الفلسطينية، إن الاجتماع سيعقد لبحث تقرير سيقدمه وفد حركة فتح الذى زار القاهرة مؤخراً؛ ونتائج المباحثات فيما يتعلق بملف المصالحة مع حركة حماس.ومن جانبه، أعلن عزام الأحمد مسئول ملف المصالحة الفلسطينية فى حركة «فتح» مساء أمس الأول استئناف الحوار مع حركة «حماس» عقب إعلان الأخيرة حل لجنتها الإدارية فى غزة. وقال الأحمد، فى بيان من القاهرة نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إنه «سيتم عقد اجتماع ثنائى بين فتح وحماس يعقبه اجتماع لكل الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة (الموقع بالقاهرة) بتاريخ 5 مايو 2011». ولم يحدد الأحمد مواعيد هذه اللقاءات، لكنه ذكر أنها ستهدف إلى «البدء فى الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق بكافة بنوده باعتبار هذه الخطوة تعزز من وحدة الصف الفلسطينى وتنهى الانقسام البغيض الذى دفع شعبنا ثمنا غاليا نتيجة له».