كتب:أشرف هزاع هي زينب وقيل دعد ولكن غلب عليها أم رومان فاشتهرت به والدها عامر بن عويمر.تزوجت أم رومان في الجاهلية من الحارث بن سخبره الأزدي وكانت له مكانة مرموقة في قومه فأنجبت له مولودا اسمه الطفيل بن الحارث وكان مقر الأسرة في السداة بجزيرة العرب. ثم بدا للحارث أن يخرج باهله إلي مكة ويتخذ بها سكنا ولكن من يريد العيش في مكة كان عليه أن يحالف أحد زعمائها ليدخل في جواره ولييسر له شئون معيشته.ووجد الحارث في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ضالته وكان ذلك قبل مبعث النبي صلي الله عليه وسلم غير أنه لم يطل مقام أسرة الحارث في مكة حتي فقدت معيلها الذي كانت تعتمد عليه وبمقتضي العرف السائد في جزيرة العرب كانوا إذا مات الرجل فيهم بادروا إلي الزواج من أرملته تكريما له وصونا لأسرته ولتأمين الحياة الكريمة لها.ولهذا خطب الصديق أم رومان وتزوجها وكان من ثمرة هذا الزواج أن ولدت له عبد الرحمن والسيدة عائشة التي أصبحت فيما بعد أم المؤمنين رضي الله عنها.( وذكر محمود طعمة حلبي في كتابه المائة الأوائل أن أم رومان عاشت وابنها في بيت ابي بكر في سعادة وهناء وكرم وسخاء حتي أصاب قلبها سهم من نور السماء حين دخل عليها أبو بكر يخبرها بإسلامه وأن عليه مساعدة رسول الله صلي الله عليه وسلم في نشر دعوته ونقل رسالته وشرح أحكام الدين الجديد وأدرك الصديق أن البداية يجب أن تكون من الأقارب لأنه محل ثقتهم وموضع اطمئنانهم وما إن دعا أم رومان لمتابعته حتي سارعت إلي إعلان إسلامها ولكنه طلب منها أن تكتم الأمر حتي يشاء الله رب العالمين. وأخبر الصديق رضي الله عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم بإسلام أم رومان فسره ذلك وأخذ يتردد كثيرا إلي بيت أبي بكر لأنه أكثر أمانا من أي مكان آخر ناهيك عن الترحيب الكبير الذي كان الزوجان الكريمان يلقيانه به.وصار منزل أم رومان أول منزل يتلي فيه كلام الله وتخفق راية الإسلام فيه بل تحول إلي مدرسة تنتشر من خلالها أنوار الدعوة إلي الله.,وما أعظم فرحة أم رومان حين علمت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم يرغب في مصاهرتها والزواج بوحيدتها عائشة رضي الله عليها.