رغم إعلان تراجع قوة إعصار «إرما» الذى يضرب ولاية فلوريدا منذ الأحد الماضى من الفئة الأولى إلى الثانية، تم تقدير إجمالى خسائر الإعصار، بجانب الإعصار «هارفي» الذى اجتاح ولاية تكساس، بنحو290 مليار دولار، أو ما يعادل 1٫5% من إجمالى الناتج القومى للولايات المتحدة. وأوضحت تقديرات صدرت عن شركة »أكيوويذر« الخاصة لشئون الأرصاد الجوية أن الأضرار المترتبة على إعصار »إرما« وحده بلغت ما يقدر بنحو مائة مليار دولار، وهو ما يجعله أحد أكثر الأعاصير تكلفة فى تاريخ الولاياتالمتحدة، ويوازى هذا المبلغ وحده نحو نصف نقطة مئوية من إجمالى الناتج القومى الأمريكي. وأشارت التقديرات إلى طبيعة الخسائر التى تتنوع من توقف نشاط عدد كبير من الشركات فى المناطق المنكوبة، وارتفاع فى معدلات البطالة، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التى لحقت بقطاع البنية التحتية وأدى إلى إبطاء حركة النقل، وذلك إلى جانب الخسائر التى لحقت بعدد من المحاصيل الزراعية، وتدمير عدد كبير من الملكيات الخاصة مثل المنازل والسيارات الخاصة للمواطنين. ووفقا للمركز الوطنى للأعاصير فى الولاياتالمتحدة، فإن قوة إعصار إرما تراجعت من الدرجة الأولى عند بدايته إلى الدرجة الرابعة. ورغم التقديرات الجديدة، فإنه من المتوقع أن يستمر التأثير المدمر للإعصار من إحداث عواصف خطيرة، مع توقعات بوصوله إلى ولايتى ألاباما وجورجيا الواقعتين جنوبالولاياتالمتحدة خلال ساعات. وتتضمن الآثار السلبية الناجمة عن هجمة إرما ماورد فى إعلان شركة »فلوريدا باور آند لايت« من أن أضرار انقطاع التيار الكهربائى شملت أكثر من 4،2 مليون منزل وشركة، وأن استكمال إصلاح خطوط الإمداد الكهربائى وبالتالى عودة الخدمة بشكل طبيعى ومستمر إلى المناطق المحرومة منها حاليا قد يستغرق فترات طويلة تصل إلى أسابيع. وكانت شرطة فلوريدا قد أطلقت تحذيرا فريدا من نوعه تعليقا على حملة إليكترونية ساخرة لدعوة المواطنين إطلاق النار على إعصار إرما لردعه ووقف تقدمه. وأوضح بيان للشرطة أن طبيعة رياح الإعصار المدارية والسريعة للغاية تعنى أن الرصاصات التى يتم إطلاقها صوبه سوف تعود إلى موقع إطلاقها، كما أن رياح إرما ستحمل فى طياتها رصاصات طائرة، مما يشكل تهديدا جسيما ودائما. وفى الوقت ذاته، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه سيزور ولاية فلوريدا المنكوبة بإرما فى أقرب وقت ممكن للوقوف على حجم الخسائر المتخلفة عن الإعصار الذى وصفه ب«الوحش الكبير»، وكان خمسة من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة قد أطلقوا حملة موحدة بعنوان «إغاثة أمريكا واحدة» لتمويل صندوق كوارث فلوريدا ودعم عمليات الإغاثة. ويشارك فى الحملة الرؤساء جيمى كارتر وجورج بوش الابن ووالده جورج بوش وبيل كلينتون وباراك أوباما، وكان الرئيس ترامب قد دعم الحملة عبر تغريدة بموقع «تويتر».