لا أظن أن أمتنا العربية بحاجة إلى شيء فى هذه المرحلة أكثر من حاجتها إلى الجلوس على كرسى الاعتراف كمدخل وحيد لمراجعة النفس والذات والسعى لرسم ملامح طريق جديد لانتشال الأمة من مستنقع الفوضى والتخلف الذى انزلقت إليه بوعى أو دون وعى أوبإرادتها أو رغما عنها وكانت سياسات دولة قطر وأبواقها الإعلامية عنوانا لمقدمات ونتائج تلك السنوات الست العجاف الأخيرة! لابد أن نعترف بمسئولياتنا جميعا عن نمو وانتشار خطاب دينى متشدد يرتكز إلى التعصب وضيق الأفق ورفض الآخر اعتمادا على ماكينة جهنمية تستخدم المنابر ووسائل الإعلام لشحن العقول بالغلو والتطرف واستثارة المشاعر بشعارات غوغائية خالية من الحكمة والمنطق والواقعية. لابد أن نعترف أن العالم العربى يمر بأسوأ حالاته بعد أن دهمتنا عواصف الفوضى ومازالت أعاصيرها مستمرة فى العراق وسوريا واليمن وليبيا بينما انعكاساتها السلبية تزيد من حدة الانقسام فى الصف العربى وتكرس من مشاعر اليأس والغضب والإحباط فى كل البلدان العربية.. وليست مناورات قطر ومحاولاتها الهروب من الالتزامات الواجب سدادها حتى يمكن رفع الحصار عنها سوى أحد أهم ملامح أزمة العجز عن قبول الجلوس على كرسى الاعتراف! لابد أن نعترف بحاجاتنا إلى مجاراة العصر والسعى لحجز مقعد فى قطار التطور الذى يمثل عنوانا لعالم جديد. لابد أن نكف عن الكذب على أنفسنا وأن نعترف بأن الأرصدة المالية لا تصنع التقدم وإنما التقدم يجيء من التعليم والبحث العلمى والتوسع الزراعى والتصنيع وكل ما يوفر الاحتياجات الأساسية للحياة والعيش الكريم للمواطن ومظلة الأمان بوسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان... وكل ما تحدثت عنه قناعات لا بديل عنها وفق أى حساب سياسى واستراتيجى صحيح.. والكلام للجميع وخصوصا دولة قطر التى تواصل التغريد خارج سرب المصلحة العربية! خير الكلام: الحاكم الرشيد يسعده أن يضحك الناس على بخله من أن يبكون من إسرافه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;