بداية أقول: إن سياسة مصر ليست سياسة باحثة عن الزعامة، وإنما هى صدى لما تريده الأمة العربية، وهذا هو مصدر قوة مصر على طول التاريخ.. وإذا كان هناك شيء يحسب لثورة 30 يونيو ولمسيرة مصر فى الوقت الراهن فإن هذا الشيء يتمثل فى صحة الإدراك بضرورة أن تكون سياسات مصر وتحركاتها فى الدائرة العربية رمزا لإرادة هذه الأمة وانعكاسا لرغبات شعوبها. وعندما نطالع أوراق الأزمة الخليجية الراهنة لابد أن نتذكر أن مصر كانت هى الأسبق وهى الأصدق فى كشف الدور المريب لقطر وتأثيراته السلبية على أمن واستقرار المنطقة ككل وأمن واستقرار دول الخليج على وجه الخصوص، ورغم أن البعض ظل متشككا فى صحة المعلومات والأدلة المصرية فإن الحقيقة فرضت نفسها فى النهاية وأدركت السعودية والإمارات والبحرين خطورة استمرار الصمت والسكوت على سلوكيات العبث والتآمر. لم تكن مصر متحاملة على قطر وإنما كانت صادقة مع نفسها ومع أشقائها الخليجيين الذين أدركوا أن المصائب التى حطت على رأس الأمة فى السنوات الأخيرة لم تكن فقط بسبب الأطماع الخارجية، ورغبة القوى الكبرى فى تفكيك وتقسيم دول المنطقة، وإنما بسبب دور قطر وأذرعها الإعلامية فى تشكيك الشعوب العربية بذاتها، والدق على طبول الفساد والإلحاد وتغذية الأفكار المتشككة بالمقدسات والمعتقدات واستثارة النفوس والمشاعر بالتركيز على ظواهر الجهل والفقر والمرض. كانت لدى مصر أوراق وتسجيلات وأدلة دامغة على وجود أصابع قطرية خلف كل انقسام أو تصدع فى أوطان الأمة، إلى حد الذهاب بعيدا باتجاه تصوير أية خلافات عابرة بين دولة وأخرى على أنها خصومات عميقة الجذور معبأة بكل أسباب الخصام والعداء والكيد لكى يصبح الشك مدخلا لتدمير كل الصلات والوشائج التاريخية. خير الكلام: من يسىء إلى غيره اليوم سوف ينال نفس الجزاء غدا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;