لابد أن نبكى على حالنا وما آلت إليه أوطاننا بعد 5 سنوات من الفوضى والعنف والاحتراب الأهلى والتفكيك الطائفى والصراع المذهبى والتنابذ العرقي. صحيح أن البكاء لا يفيد ولكن ما باليد حيلة فالأمور تتفاقم والأزمات تتعقد والارتباك يتزايد ورقعة القتال تتسع فوق الأرض العربية لمزيد من نزيف الدماء العربية فى المقام الأول. لن أتحدث عن حالة بعينها فالمأساة واحدة وإن تعددت ساحاتها فوق الأرض السورية والجبال اليمنية والصحراء الليبية وبقايا المدن العراقية. البكاء به قدر من الاعتراف بالذنب والمسئولية عما جرى ومازال يجرى حتى اليوم مفزعا وموجعا وداميا بعد أن اختلطت الأوراق وتبعثرت الحسابات وأصبحت الكلمة العليا للخارجين عن القانون من أجل نشر الفوضى باسم الثورات المأسوف على شبابها. لقد أصبحنا أشبه بسكان بيت كبير انغلقت أبوابه ونوافذه علينا بعد أن أصبح الخروج من البيت مغامرة محفوفة بمخاطر عديدة أبسطها تحمل تداعيات استنشاق الهواء الملوث بدخان القنابل ودانات المدافع. لا لوم علينا إذا بكينا لأننا لم نحسن قراءة المشهد من بدايته وخلطنا بين الحق المشروع فى دعوات التغيير والإصلاح وبين الذهاب إلى المجهول تحت وطأة الرغبات المحمومة فى الانتقام وتصفية الحسابات بين بعضنا البعض مما أدى إلى الرقص بوعى أو دون وعى على نغمات الفوضى الخلاقة فدمرنا الأخضر واليابس بأيدينا لتهتريء مرافق الخدمات وتتراجع معدلات التنمية والإنتاج وتهبط قيمة النقود ليتصاعد الغلاء. كيف لانبكى ونحن نشهد أكبر مأساة إنسانية فى التاريخ ليس فقط فى الحجم الرهيب للضحايا من أهلنا الأبرياء أو فى الدمار الهائل الذى حل بالمدن والقرى الآمنة وإنما فى قوافل اللاجئيين الذين يتدفقون على أوروبا طلبا للحماية والأمان بعد أن استحال العيش تحت سماء ملتهبة بقصف الطائرات الأجنبية التى استقدمناها بإرادتنا... ويا للعار أن البعض مازال يكابر وبالخراب والدمار يتفاخر! وأؤكد أن البكاء ليس ضعفا وإنما هو أول خطوة نحو غسل الهموم وقتل السموم قبل التهيؤ لاستعادة الهمة وإزاحة الغمة! خير الكلام: إياك والمعاداة فإنك لن تعدم مكر حكيم أو مفاجأة لئيم ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله