فى خطوة تثير قلق ومخاوف شركاء حلف شمال الأطلنطى »الناتو«، تعتزم تركيا إتمام أكبر صفقة أسلحة فى تاريخها مع روسيا للحصول على منظومة الدفاع الصاروخية «إس -400». وأكد مسئولون من البلدين انتهاءهم من كافة التحضيرات لإتمام الصفقة التى تعد الأولى من نوعها مع روسيا، التى لا تزود بدورها دول الناتو بالسلاح. ومن ناحيته، قال ديمترى شوجاييف رئيس وكالة التنسيق العسكرى التقنى الروسية إن الصفقة »شبه جاهزة« وهناك فقط بعض »الأمور الدقيقة« التى يجب حلها. وأضاف أن الولاياتالمتحدة »قد تكون غاضبة لكن تركيا دولة مستقلة ويمكنها اتخاذ قرارها«. ويشكك محللون فى إمكانية إتمام الصفقة، معتبرين أن الرسالة التى توجهها إلى الغرب تفوق فى أهميتها عملية التسليم نفسها. وقال إيجور ديلانو نائب مدير المركز التحليلى الفرنسى الروسى فى موسكو، إن«موسكووأنقرة يستغلان هذه المسألة سياسيا لكى يظهرا للغرب عدم ارتياحهما«.وعلى صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام تركية عن أن ألمانيا رفضت طلبا رسميا من أنقرة بتجميد أصول أنصار الداعية الدينى المقيم فى الولاياتالمتحدة فتح الله جولن ، الذى تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل منتصف يوليو العام الماضي. وقالت مجلة دير شبيجل الألمانية فى تقرير لها إن الحكومة الألمانية ردت على طلب تركيا بالرفض، وأبلغت أنقرة فى نهاية يونيو الماضى بأنه ليس هناك أساس قانونى حتى يقوم مكتب الإشراف المالى الاتحادى بتقييد حركة جولين وأنصاره. وفى سياق متصل، شن وزير الخارجية التركى مولود تشاويش أوغلو هجوما لاذعا ضد ألمانيا، قائلا: » لا أعلم لماذا ألمانيا غاضبة من اعتقال مواطنين ألمان فى تركيا، فعندما نطلب منهم القبض على أحد المخططين للانقلاب فى ألمانيا يرفضون، وعندما نلقى القبض عليهم يصابون بالانزعاج، إذن ماذا يمكن أن نفعل«. وأكد أن«الملقى القبض عليهم مواطنون أتراك بالأساس، لكنهم لمجرد أنهما يحملون الجنسية الألمانية، برلين تتساءل عن سبب اعتقالهما«.