مطرانية المنيا تنفي حدوث أي استهداف للأقباط في قرية المحصلة    اليوم.. مصر للطيران تنظم 20 رحلة جوية لنقل حجاج بيت الله الحرام إلى الاراضي المقدسة    9 يوليو.. ترامب يوافق على تأجيل فرض الرسوم على الاتحاد الأوروبي    الرئيس التنفيذي لمؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية يعلن استقالته.. ما السبب؟    ترامب يعلق فرض رسوم بنسبة 50٪ على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو    البترول تكشف تفاصيل انفجار محطة كارجاس برمسيس    طه دسوقي يهدي تكريم «ولاد الشمس» إلى محمود حميدة في حفل جوائز إنرجي    أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الاثنين 26 - 5 - 2025    سعر الحديد اليوم الاثنين 26-5-2025.. الطن ب40 ألف للمستهلك    هدد باغتيال ترامب.. إيقاف شخص حاول إلقاء قنبلة على سفارة أمريكا بتل أبيب    19 شهيدا فى قصف إسرائيلى استهدف مدرسة تؤوى نازحين بحى الدرج فى غزة    محمد صلاح يحطم الرقم القياسي في فانتازي الدوري الإنجليزي ب344 نقطة    صفحة الدورى الإنجليزى تحتفى بمحمد صلاح فى حضور حسام حسن    "توليفة" طولان لكأس العرب    الأهلي يحصل على توقيع صفقة من العيار الثقيل.. كريم حسن شحاتة يكشف التفاصيل    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 26 مايو    تحريات لكشف ملابسات اتهام الفنانة إلهام عبد البديع لطليقها بمطاردتها    السيطرة على حريق التهم أحد الأكشاك بمنطقة منشية البكرى بالمحلة    تفاصيل استعدادات امتحانات الثانوية العامة.. وموعد إعلان أرقام الجلوس للطلاب فيديو    سعر الذهب اليوم الاثنين 26 مايو 2025 الجنيه الذهب ب37640 جنيها    غياب هنا الزاهد عن العرض الخاص لفيلم «ريستارت» يثير التساؤلات.. ما السبب؟    تامر حسني ل "فيتو": مش عايز حد يعيش معاناتي ونفسي أعمل مسلسل جديد    وفاة والد السيناريست إياد صالح والجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود    التليفزيون هذا المساء: "المصريين الأحرار" يكشف تفاصيل تعديلات قانون تقسيم الدوائر    عضو بمركز الأزهر العالمي للفتوى: الحج رحلة للتطهير ولا يصح إلا بمال حلال    وزير الصحة: 15 مبادرة رئاسية قدمت ما يزيد عن 235 مليون خدمة    أولى جلسات محاكمة ليلى الشبح بتهمة سب وقذف هند عاكف| اليوم    لاستكمال سماع الشهود.. تأجيل محاكمة سفاح المعمورة لجلسة الثلاثاء    خناقة في المواصلات.. حبس المتهم بالتعدي على جاره ببنها    «بلاش تتابعني».. كيف ردت داليا البحيري على مطالبات متابعيها بارتدائها الحجاب؟    ترتيب الدوري الإسباني والمتأهلون إلى دوري أبطال أوروبا رسميا    مع اقتراب يوم عرفة.. نصائح للحجاج لأداء المناسك    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال مبابي.. أفشة رفقة أصدقائه.. بنزيما في مران اتحاد جدة    أفكار سفرة مميزة للعزومات في عيد الأضحى 2025    العيد الكبير على الأبواب.. قائمة التسوق الذهبية في عيد الأضحى    وصول جثامين متفحمة لمجمع الشفاء جراء استهداف مدرسة في قطاع غزة بصاروخين    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الاثنين 26-5-2025    هاني سعيد يهاجم رابطة الأندية: 90% من الفرق خارج حساباتهم وتأجيل مباراة سيراميكا "أصبح مملًا"    ملف يلا كورة.. تصريحات صلاح.. عودة حمدي فتحي.. وقرعة كأس العرب    منها العائد المادي والاعتداء على الأطقم الطبية.. وزير الصحة الأسبق يكشف أسباب هجرة الأطباء    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة مسيّرتين في جنوب البلاد    دار الإفتاء توضح حكم تحمل الزوج تكاليف حج زوجته    سعر الفراخ والبيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الإثنين 26 مايو 2025    قبل أن تُغلق أبواب الخصام.. جنازة حفيد نوال الدجوي تُشيّع اليوم عقب صلاة الظهر (موعد ومكان دفنه)    حُسمت.. الفرق الإيطالية المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا 2025-2026    «تستحمى الصبح ولا بليل»؟ سبب علمي قوي يجنبك فعلها في هذا التوقيت    النائب أحمد السجيني: تحفظات كثيرة على مشروع قانون الإيجار المقدم من الحكومة    لا تتمسك بما لا يخدمك.. برج الجدي اليوم 26 مايو    حدث بالفن | أزمة هيفاء وهبي والموسيقيين والعرض الخاص لفيلم "ريستارت"    التعليم تحسم الجدل: مدراء "المبادرة الرئاسية" مستمرون في مناصبهم -(مستند)    مجلس إدارة التعليم المدمج بالأقصر يناقش استعدادات امتحانات الترم الثاني خلال اجتماعه الدوري    معجزة طبية في الفيوم: استخراج فرع شجرة من جسد طفل دون إصابات خطيرة    إنشاء كليات وجامعات جديدة.. أبرز قرارات مجلس الجامعات الخاصة مايو 2025    عاجل- وزارة الكهرباء تُطمئن المواطنين: لا تخفيف للأحمال في صيف 2025    دليلك لاختيار الأضحية في عيد الأضحى 2025 بطريقة صحيحة    المفتي: يوضح حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع    النواب يوافق نهائيا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ    لخفض البطالة.. كلية الاقتصاد جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ندوة «الأهرام» المشاركة المجتمعية ... ثقافة وتطوع
الشباب يتكلم والجميع يتعلم

القاعدة الثابتة فى علوم الإدارة، والمعروفة ب «20 -60 -20» ، كانت تتردد فى ذهنى بقوة فى اثناء افتتاح ندوة «المشاركة المجتمعية.. ثقافة وتطوع»، بحضور رئيس مجلس إدارة «الأهرام» عبد المحسن سلامة، ورئيس التحرير علاء ثابت، والدكتورة جهاد عامر نائبة رئيس الاتحاد العربى لإعداد القيادات الشبابية، والدكتور صبحى عسيلة الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومجموعة كبيرة من الشباب أصحاب الخبرة فى العمل التطوعى أو من هم على استعداد له.
تلك القاعدة تقسم البشر عموما - وفى مواقع العمل خصوصا - إلى 20٪ يتميزون بقدرات إيجابية ذكية، و20٪ طاقتهم سلبية وقدراتهم العقلية ضعيفة، أما ال 60٪ فهم متوسطون فى كل شئ وينتظرون من يحركهم، ووجدت الدراسات أيضا أن السعادة الحقيقية لتلك ال 20٪ الإيجابية شديدة الذكاء تكمن فى خدمة المجتمع وتحقيق النفع العام.
« الأهرام» حظيت باستضافة عدد كبير من الشباب الذين يمكن اعتبارهم من ال20٪ الأولي، إذ بجانب الذكاء وحب العمل فإن لديهم الطاقة التى تعتبر الوقود الأهم لخدمة المجتمع، أو العمل العام أو العمل التطوعى أو المجتمع المدنى ( سمِه ما شئت)، فالهدف فى النهاية هو دائما تحقيق النفع لأكبر عدد من البشر دون مقابل مادي… وإلى الندوة التى أدارها الدكتور صبحى عسيلة الخبير بمركز « الأهرام» للدراسات السياسية والإستراتيجية:
الدكتور عسيلة فى البداية أكد أن ثقافة التطوع لم تأخذ حقها إعلاميا ولا فى المناهج الدراسية، وأشار إلى أن تلك الندوة تحسب لرئيس تحرير الأهرام ورئيس مجلس إدارتها لأنهما اقتحما ثوابت جامدة أدت إلى تراجع الوعى المجتمعى على مدار السنوات الماضية.
عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، قال إنه حريص على الوجود بين الشباب، وشدد على أن اهتمام الأهرام بالشباب منبعه أنه لا وجود للدولة دون الشباب، لذلك فلابد من الاستماع لهم والاستفادة من أفكارهم، وأشار إلى أن 60٪ من الشعب المصرى شباب، وأنه ضد فكرة الفئوية حتى لو كانت على أساس العمر، فالمجتمع نسيج متكامل فيه كل الأجيال والشباب أصبحوا القاطرة بما يمتلكون من طاقة علم، ومهمتنا الآن باتت أن نسلمهم الفرصة كاملة ونأخذ بأيديهم لأنهم هم المستقبل والامتداد لليوم.
علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، قال إن الندوة تأتى فى إطار تاريخ «الأهرام» الذى نهض عبر قرن ونصف القرن بمهام خدمة الوطن والشعب المصرى، ومازالت هى أحد أهم روافد القوة الناعمة المصرية، وأضاف أنه لابد أن نهتم بثقافة التطوع حتى تتحول إلى فعل حقيقى منتشر على أرض مصر، لذلك لن تكون تلك الندوة الأخيرة بل ستتبعها ندوات أخرى على مدار الثلاثة أشهر القادمة تحت عنوان أكبر وهو « الشباب وبناء الدولة».
وأوضح ثابت أن الهدف الأساسى من تلك الندوات هو إتاحة الفرصة للاستماع لرؤى الشباب وأفكارهم،ومن ثم تتوالد الأفكار للتعامل الأمثل والعملى مع المشكلات التى تواجهها الدولة والمجتمع، ودون أفكار وتصورات الشباب فإننا نهدر الطاقات والأفكار الجديرة باختصار الطريق فى وقت لا تمتلك فيه مصر رفاهية استنزاف الوقت.
مصر دولة شابة
الدكتورة جهاد عامر نائبة رئيس الاتحاد العربى لإعداد القيادات الشبابية، تحدثت بروح الشباب القادر على فهم أبعاد تفكيرهم والتأثير فيهم، مؤكدة أن دور التنمية المجتمعية يقع على عاتق الشباب خصوصا أن مصر بالأرقام « دولة شابة»، وهناك حراك وحوار دائم بين المسئولين والشباب على كافة الأصعدة التشريعية والسياسية والإعلامية، ومنها هذه السلسلة من اللقاءات التى تعقدها «الأهرام».
وأضافت أن تلك السلسلة الحوارية ستكون بتسليط الضوء على مجموعة من الشباب الواعد والاستماع له وإعطائهم فرصة حقيقية للتعبير وعرض خبراتهم، وكيف ساهمت المشاركة المجتمعية فى ثقل خبراتهم وبناء شخصيتهم وثقل مهاراتهم وظهور قدراتهم كل حسب المسئولية التى وضع فيها.
تحدى بناء الدولة
عن تحدى بناء الدولة ودور الشباب فيها قال الدكتور صبحى عسيلة إن التطوع الذى يمكن اعتباره القطاع الثالث بعد القطاعين العام والخاص هو من ركائز أى دولة، ولا يمكن لدولة مثل مصر أن تنجح فى التعامل مع التحديات التى تواجهها دون مشاركة المجتمع، وأشار إلى أن عدد المتطوعين فى أى دولة هو مؤشر على تقدمها.
وأضاف أن التطوع هو أحد أهم ركائز بناء النسيج المجتمعى المتماسك، مشيرا إلى كلمة الرئيس السيسى التى قال فيها « إن كل المشاكل تهون طالما المجتمع على قلب رجل واحد».
عبد المحسن سلامة أوضح أن هناك تحديًا كبيرًا فى بناء الدولة والحفاظ على مؤسساتها ودون قوالب متكررة، لأننا حقا فى عنق زجاجة، نعم نحن قطعنا الشوط الأصعب ولكن إذا نظرنا حولنا سنجد أن الدول التى لم تمر سالمة من هذا الشوط الأصعب تدهورت أحوالها جدا، سواء كان ذلك فى سوريا أو اليمن أو ليبيا ومن قبلهم الصومال، ولابد أن نتعلم من أزمات تلك الدول.
وأوضح سلامة أن هذا الكلام يسبب الضيق بالفعل ولكن المقصد هو إضاءة الطريق للشباب للحفاظ على المستقبل واستلام مصر دولة قوية يستحقها الشباب وتستحقهم، وشدد على أن مصر تستحق من شبابها الكثير، مشيرا إلى أن الأزمة الأكبر مرت، وهذا دليل على القوام القوى للدولة والذى لا يسهل كسره.
علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام تحدث عن تحدى بناء الدولة، وقال إنها ليست عملية سهلة بل مستمرة ولا تتعلق بوضع ثابت فى لحظة معينة، والحاجة لها الآن ملحة خاصة فى ظل ما تعرضت له مصر خلال السنوات الست الماضية، وإذا كنا لا نرضى عن الوضع الحالى ولا نقبل استمراره مستقبلا فإن المشاركة فى التطوير تصبح «فرض عين» على الجميع، ولا يمكن انتظار كل منا أن يتم دعوته للمشاركة فى عملية البناء فتلك فكرة تستحق الاستهجان، ولكن على كل منا أن يعمل متطوعا فى مجاله ومحيطه الاجتماعى والجغرافي.
الدكتورة جهاد عامر تحدثت بعد ذلك عن مشاركة الشباب المجتمعية، وقالت إنها لا تكون فقط من خلال مشروعات تقام داخل الدولة ولكنها مشاركة بين الأفراد والمؤسسات، سواء كانت حكومية أو خاصة، وهذا الحراك الحوارى بين المسئول والشباب ليس فقط بالحضور فى الندوات والمؤتمرات ولكن يجب النظر إليه على أساس أنها مشاركة مجتمعية فاعلة تضم الشباب ومؤسسات الدولة والمجتمع المدنى والدولي، وهو حق أصيل أن نستمع للشباب ولكيفية مشاركتهم، بدءا من المبادرة بالفكرة وإبداء الرأى وصولا إلى تحقيقها.
وأضافت عامر أن الهدف الأساسى أن تكون هناك توعية ودمج للطلاب داخل الجامعات وفى مؤسسات الدولة بشقيها العام والخاص، وكل شاب هو العنصر الفاعل القادر على أن يحفز غيره بدءا من الأسرة للجامعة لمحيطه المجتمعى.
قيمة العمل
الدكتور صبحى عسيلة أوضح أن الدراسات تقول إن نسبة العمل التطوعى فى مصر لا تتعدى 3٪ وهى نسبة صادمة ولابد من تداركها مستقبلا، مشيرا إلى ضرورة امتلاك إرادة التنمية إعمالا لمقولة ” أنت تستطيع فقط إذا أردت“، لذلك فإن توافر إرادة التنمية هو ركيزة أساسية.
وعن قيمة العمل قال عبد المحسن سلامة إن دول العالم المتقدم تنام مبكرا لتفيق مبكرا على كم ضخم من الإنتاج، وأشار إلى أن العمل والإنتاج هما الحل الوحيد للنهوض الاقتصادى لمصر، وبذلك ستنهض مؤسسات الدولة بالتعاون مع المجتمع المدنى والعمل التطوعي.
بينما شدد علاء ثابت على أن العمل التطوعى يصبح مُلحًا بشدة فى اللحظات الفارقة التى تمر بها المجتمعات والتى تفرز تحديات وضغوطا كثيرة على المجتمع، ويقل الاهتمام نسبيا بالعمل التطوعى فى حالات الوفرة والرفاهة، ولذلك تبرز دعوات العمل التطوعى فى لحظات الأزمات التى تطلب تضافر جهود المجتمع مع جهود الدولة، وهنا لا يقتصر العمل التطوعى على مجال أو شكل واحد بل يمتد ليشمل كل مناحى الحياة، وقد يأتى العمل التطوعى على شكل فكر أو عمل أو تمويل وغيرها من الأشكال التى تساهم فى الخدمة العامة بفهم ووعى لاحتياجات المجتمع فى تلك اللحظة.
الدكتورة جهاد عامر أشارت إلى أن بناء خطوط تواصل وجسور ثقة بين الشباب ومؤسسات الدولة له دور رئيسى فى المشاركة المجتمعية، وهو نواة لاكتشاف قدرة عالية عند الشباب للنهوض ببرامج تنموية كبري، ولكن لابد أن نأخذ الخطوة الأولى من داخلنا، ومهما تكن القدرة أو المهارة فسيأتى يوم على متخذ القرار يستفيد فيه من تلك القدرة والمهارة بوضعهما فى مسارهما الصحيحين، كما عليهم دور إثقال المهارات وبناء الوعى للشباب.
فوائد متبادلة
الدكتور صبحى عسيلة أوضح ان المفهوم الشائع عن التطوع انه يفيد الآخرين فقط ولكن هل هو مفيد للمتطوع نفسه؟ واستطرد بالقول إن استفادة المتطوع كبيرة لكن العمل التطوعى لا يقاس بالتكلفة المادية والاقتصادية فقط، فى بريطانيا مثلا قاموا بدراسة وجدت ان هناك 90 مليون ساعة فى عام إجراء الدراسة عمل تطوعى قدرت قيمتها ب 40 مليار جنيه استرليني، لكنها رغم ذلك ليست دقيقة فالفوائد تكون اكبر كثيرا، وفى المجتمع المصري- وهو مجتمع عربى مسلم قائم فى اساسه على التطوع والإيثار والانشغال بهموم الآخرين - كان يمكن أن نحقق نهضة أكبر كثيرا تتعدى مجرد التقييم المادى
وأوضحت الدكتورة جهادعامر أن نجاح القيم الإيجابية داخل الشباب لن تكون له قيمة دون مشاركتها مع المجتمع بالفكر والتنمية المستدامة لان الشباب هم اساس عملية التنمية وعلى عاتقهم دور ليس داخل تلك القاعة فقط ولكن بعد الخروج منها باستكمال المشاركة المجتمعية وإعطاء الوقت والجهد للمنفعة العامة والعطاء للمجتمع، ومهما تكن دائرة العطاء صغيرة أو بسيطة فإن وجود الشباب فى الشارع وتصحيح الصور السلبية بصور أخرى ايجابية وسط البسطاء يسهم فى البناء المتكامل للدولة، وبكل تأكيد فان دور المؤسسات مهم وحقيقى لسماع الشباب وبالتدريج سيكون هناك وعى أكبر لدى الشباب، وستتسع دوائر تواصلهم لتلقى ونقل المعرفة بنضج ووعى ليكونوا حائط الصد ضد عملية هدم الدولة. لأن هدم الدولة يبدأ باستهداف الشباب (نواة المستقبل) من خلال هدم الثقة بينهم وبين مؤسسات الدولة، ونشر الفكر السلبى الذى يتمكن من عقولهم.
شادى: العمل التطوعى هو بناء الحلم وتحقيقه
شادى رياض، أحد الشباب أصحاب الخبرة فى العمل التطوعى والخدمة المجتمعية، روى كيف أثرت خدمة المجتمع فى مستقبله، بداية من الجامعة حيث وسع العمل العام مداركه لسوق العمل، وقال إن التعليم فى مصر لا يفتح مدارك الطالب على دوائر المجتمع الأكبر بل يحافظ عليه فى إطار دوائر تعليمية مغلقة لا تشجع المبادرات ولا تضع أفكارًا جديدة، وذلك بعكس العمل المجتمعى لذلك استطاع هو أن يحقق التوازن خلال دراسته وأن يربط بين ما يحتاجه من علم داخل الجامعة وما يحتاجه من خبرة خارجها.
وأضاف شادى أن أحد اهم مميزات الخبرة التطوعية أنها تجعلك ضمن دائرة واسعة تلتف حول حلمها ولا تتوقف عن تحقيق الحلم مهما يكن التحدى لان العمل التطوعى يضم خبرات متنوعة ومختلفة عن بعضها بذلك يحدث تبادل قوى للخبرات.
كما أن من مميزات التطوع هو التعود على أن ليس كل عمل له مقابل مادى ولكن هناك مقابلا أكبر وهو الخدمة العامة وتلك ميزة يفتقدها الكثير من الناس، إضافة لذلك فإن بناء الحلم وتحقيقه يجمع قدرا كبيرا من الثقة فى شخصية المتطوع حيث يجعله ينظر لنفسه كشخص قادر على إحداث التغيير. وأشار إلى أن فرصة الشباب اليوم اكبر لان هناك إيمانًا من مؤسسات الدولة بقدرة الشباب، وذلك عكس الفترة التى بدأ هو فيها حيث كانت الفرص قليلة.
فاطمة: كنت ”دحاحة“ فانعزلت
فاطمة زكى مدرس مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قالت إنها كانت من الطلبة الأوائل ”دحاحة يعني“، وذلك فرض عليها عزلة اجتماعية حيث أغلب الوقت تقضيه فى المذاكرة واصبح هناك قصور فى الجانب الاجتماعى لديها، لكنها عوضت ذلك وعوضت مهارات التواصل الاجتماعى فى إطار مشروع الشراكة الأورو متوسطية والذى أحدث فارقا شاسعا فى شخصيتها.
وأضافت أن افضل وقت للعمل التطوعى هو السن الصغيرة لانه سريعا ما يفقد الإنسان طاقته وتزيد أعباء الحياة عليه فى الثلاثينيات من العمر، ويزيد التشتت لذلك، لابد من استثمار وقت الشباب المبكر وطاقته لتعلم ما لا يمكن تعلمه فى وقت لاحق، وأوضحت ان هذا النشاط يمكن أن يكون بطرق كثيرة، مشيدة بالدور الذى تقوم به بعض المدارس والجامعات لإتاحة فرص مختلفة للنشاط التطوعي، سواء مع مؤسسات حكومية أو غير حكومية دولية أو محلية، أوحتى أنظمة المحاكاة للأمم المتحدة والجامعة العربية، فكل تلك التجارب فى النهاية تدعم الشخصية وتزيد من خبراتها العلمية والعملية.
أسماء ونورهان: الرياضة كانت المدخل
أسماء محمود النقراشى مدرس مساعد فى أحدث كلية حكومية وهى كلية الثروة السمكية قالت إنها عندما تخرجت فى كلية الطب البيطري، قررت القيام برسالة الماجستير عن الثروة السمكية وكان أمرا مستغربا وقتها لأن الجميع كان يتجه للثورة الداجنة وغيرها من الثروات المعتادة والتى تدر دخلا مضمونا، ولم يكن هناك من يفكر فى الاستزراع السمكي، ولكن بمساعدة مجموعة ارتبطت بها مجتمعيا وفى مشروعات خدمة عامة فى مجال الرياضة تأهلت للفكر السليم، فكانت تلك المجموعة أول مشجع لدراسة اللغة الاسبانية التى سأدرس بها الاستزراع السمكي، وتعلمت وتخصصت وعندما رجعت لمصر أدركت أهمية ما أملكه من علم وتمكنت من تطويعه للخدمة العامة والمساهمة فى المشروعات القومية للبلد.
أوضحت أن التطوع مهم ولكن العمل المجتمعى أشمل لانه واجب أكثر منه مبادرة لعمل هذا الواجب وهو ما يثرى الشخصية ويعود بالنفع على تفكيرى وحياتى الشخصية،
نورهان رؤوف تخرجت عام 2016 فى كلية السياسة والاقتصاد قسم انجليزي، وتعتبر العمل المجتمعى هو استثمار حقيقى فى النفس وليس له مقابل مادى تأخذه مباشرة ولكنك تحصل على تدريب غير مباشر وتنمية متكاملة للنفس والشخصية تقوم ببناء الثقة فى الشخصية، وكل ما نتعرض له فى مؤتمرات ومشاركات على مستوى الجامعة يجعلنا قادرين على مواجهة الأزمات مع الحفاظ على الثبات الانفعالى حتى تنتهى الأزمة دون ان اى يشعر احد بتلك الأزمة., وقالت: تعلمت استغلال الوقت بكل الطرق ونفعتنى فى ذلك الرياضة التى كنت امارسها حتى لو كان امتحانى فى اليوم التالي، ورغم ذلك كنت من المتفوقين وحصلت على 100٪ فى ثالثة ثانوى لاننى عندما اوزع وقتى بشكل سليم احقق أعلى استفادة من الوقت، وأنا الآن عندى 23 سنة واعمل فى مكتب وزير الاستثمار والتعاون الدولى وما كنت لأصل لهذا الموقع لولا العمل على بناء شخصيتى من كافة جوانبها وحتى جلوسى فى مثل هذه الندوة هو اضافة وبناء لشخصيتى .
مصطفى: تعيينى خطوة لتمكين الشباب
مصطفى مجدى فى السنة الثانية بالأكاديمية البحرية أكد دور الأهرام الذى ساعد على تعزيز الوعى الثقافى للشباب وهو ما يؤثر على الوعى الجمعى المصرى وأوضح ”كنت أحضر فى الأهرام نادى العلوم والصالون الثقافى من قبل وهذا دليل على وجود الفرصة وهناك مؤسسات اخرى تقدم الدعم الثقافى وأعتقد أن الأستاذ عبد المحسن سلامة سيوفر تلك الفرص بشكل كبير“.
وقال إنه تم اختياره وهو فى سن 19 سنة كأحد معاونى وزير التربية والتعليم وهو اصغر تعيين حدث فى تاريخ الجمهورية. أما الفرص فقد اتيحت لى من ثلاثة اتجاهات وهى الأسرة والبيت واتيحت لى فرصة الجلوس فى المكتبة وحيدا أقرأ ما أريد، وانتقلت من مدرسة خاصة إلى مدرسة تجريبية حكومية، والحقيقة أن المدرسة الحكومية كانت قادرة على احتوائى من صدمة الانتقال، وشجعونى على الانضمام لاتحادات الطلبة واصبحت عضو اتحاد الطلبة ورئيس اتحاد مدارس القاهرة وعضو مكتب تنفيذى لمدارس مصر.
وما أعطانى الفرصة الأكبر هو العمل المجتمعى من خلال احدى المؤسسات التى أتاحت فرصة المشاركة فى تخطيط مشروعات كبيرة من خلال تخطيط كبير أو خريطة عمرانية لمصر ومعظم ما فى تلك الخريطة هو ما ينفذ حاليا ثانى مؤسسة اتاحت لى الفرصة المجلس الوطنى المصرى للتنافسية واتاح لى فرصة اكتساب مهارات علمية فى مجال الاقتصاد، وخلال تلك الفترة اتيحت لى فرصة أهم وهى المشاركة فى صياغة رؤية مصر 2030 فى وزارة التخطيط، الآن كل الفرص والمهارات موجودة فى وزارة التربية والتعليم واتمنى من الجميع مساعدة الدولة لان التعليم الأساس الذى لن تتحرك مصر بدونه.
يمنى: الإعلام يصور التطوع فى رمضان على أنه مأساة
يمنى طالبة بكلية الإعلام أكدت أنه رغم أن التطوع مهم فإن الإعلام لا يقوم بدوره الكافي، وعندما يأتى رمضان نرى أطفالا مريضة وحالات شديدة الصعوبة فأصبح الموضوع مزعجا أكثر منه مخفرا، إذ لا يريد الناس رؤية هذا،» وادفعوا فلوس وخلاص بينما أنا أتلقى على وسائل التواصل الاجتماعى إعلانات من اليابان مؤثرة نفسيا من حيث التحفيز على العمل العام وكيف انه لا يأتى بعائد مادى مباشر ولكن يعود بالنفع على المواطن بعد ذلك. وغياب المعرفة الحقيقية بمعنى التطوع يجعل الأهالى أول معارض لأولادهم فى العمل التطوعي.
وفى النهاية أوضحت الدكتورة جهاد عامر أن المشاركة المجتمعية هى فى حد ذاتها تدريب غير مباشر من خلال الممارسة، صقلا للمهارات، وزيادة للوعى المعرفى وبناء الفكر، ومن ثم بناء شخصية فاعلة تتحمل المسئولية، بناء للدولة.
الشباب وبناء الدولة
فى مبادرة من الأستاذ علاء ثابت رئيس التحرير، وانطلاقا من دورها الرائد فى خدمة القضايا الحيوية للمجتمع، أعلن ثابت تبنى جريدة «الأهرام» عقد سلسلة من اللقاءات الحوارية مع الشباب حول واحدة من أهم القضايا المطروحة علينا، وهى قضية بناء الدولة بالشكل الذى يستحقه المصريون وفى مقدمتهم الشباب. ومن خلال تلك اللقاءات تسعى الجريدة أولا للخروج برؤية شاملة تعبر عن تصور الشباب لدورهم فى بناء الدولة، وثانيا لتفعيل روح الانتماء لدى الشباب وحثهم على المبادرة والمشاركة من خلال تقديم نماذج مضيئة أو قدوة من خلال تجارب للشباب فى مجال المشاركة المجتمعية، وثالثا لفتح المجال أمام الشباب للتواصل مع المسئولين وقادة الرأى العام والمتخصصين لتبادل الأفكار حول جدوى وآليات مشاركة الشباب فى بناء الدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.