400 مرشد بدرجة ربان هم وحدهم المختصون بالملاحة داخل قناة السويس، هم الأكثر خبرة وحنكة فى عبور هذا الممر الملاحى الضيق لانه ليس بالأمر البسيط ولا الهين حتى على الربان المتمرس فى السفن التجارية، هى عملية تحتاج إلى تدريبات متخصصة وقبل العام 1996 كان على مرشدى قناة السويس التعلم والتدريب على السفن المارة داخل القناة وهو الأمر الذى كان يلقى قبولا لدى البعض ورفضا لدى آخرين، ووفق القبطان عادل عوضين رئيس مركز المحاكاة والتدريب البحرى بقناة السويس فقد مثل هذا الأمر عائقا امام تدريب المرشدين بشكل كامل :«كنا ندرب المرشدين فى اثناء مرور القافلة فكان يخرج مع كبير مرشدين وفى حالة جو طبيعية وبالتالى كان يحصل على مستوى عادى من التدريب ولكن فى عام 96 ظهرت فكره المحاكى وكنا سباقين فى الحصول على افضل محاكى على مستوى العالم بالحجم الطبيعي وايضا يعطى المتدرب احساس «الدرفله» اى كأنه فى مياه البحر تماما والأهم انه يستطيع أن يهيئ كل العوامل الجوية للمتدرب وأيضا كل التوقيتات» ولا يتوقف دور المحاكى على التدريب ولكن فى هيئة قناة السويس بات يستخدم أيضا فى إدارة الازمات والاستفادة منه فى حل المواقف الطارئة والصعبة ويوضح رئيس مركز المحاكاة والتدريب :«من خلاله يمكن اجراء المناورات قبل تنفيذها على أرض الواقع واختيار السيناريو الافضل للتنفيذ وكذلك استطعنا أن ننفذ اول محاكى للتلوث فمثلا اذا حدث تسرب لبقعة زيت يتم تحديد كل العوامل مثل حجمها وموقعها ونوع الزيت وسرعة التيار ويتم ادارة الازمة من خلال التجربة العملية،كما يوجد «محاكى» للقاطرات للتدريب على مناورات مساعدة السفن الكبيرة عند الربط على جانبى القناة أو السحب» ويعمل مركز المحاكاة أيضا على تدريب القباطنة الأجانب لانهم يعملون فى المياه المفتوحة ويجدون صعوبة فى العمل فى المياة الضيقة وهو الأمر الذى له خصائص مختلفة تماما .. ولذلك يكون من الأفضل للقبطان ، والكلام لايزال على لسان القبطان عادل عوضين، أن يتبع تعليمات المرشد ولكننا نوضح له أولا من خلال التدريب كيفية الإبحار فى القناة وكيف يعمل المرشد بها لأنه على درجة عالية جدا من الكفاءة فهو يسير فى ممر ملاحى ضيق لا تزيد المساحة بينه وبين الضفة يمينا ويسارا عن خمسين مترا و هو أمر صعب على قباطنة السفن الضخمة التى تسير فى المياه المفتوحة حيث لا يوجد اى عوائق. ويضيف:«المرشد المصرى لديه خبرة كبيرة جدا فعلى سبيل المثال إذا حدث اى عطل بالباخرة نحتاج لربطها وقد يحتاج هذا الربط لقاطرتين ولكن المرشد المصرى يمكنه تنفيذ ذلك بالاعتماد على سرعة الرياح وتيارات المياه وفى جولة ميدانية داخل مركز التدريب والمحاكاة عايش فريق «الأهرام» مع القبطان حسام داوود كبير مرشدين تجربة عبور سفينة عملاقة لقناة السويس فى قطاع بورسعيد وخلال عوامل جوية مختلفة منها العواصف الرملية والشبورة الكثيفة والأمطار. وداخل كابينة القيادة بالمحاكى التقينا المهندس صبرى نصر رئيس القطاع الفنى بمركز المحاكاة والذى اوضح أن «المحاكى» يقوم بعملية تدريب المرشد الجديد لمدة شهرين وايضا التدريب المستمر للمرشد الحالى ويحصل المرشدون على الترقيات والتصاريح اللازمة للعمل على سفن اكبر من خلال اتمام التدريب على نماذج تلك السفن على المحاكى حيث يتم تحديث تلك النماذج بشكل مستمر ويضيف:«فى وقت سابق وعند دخول سفن جديدة للترسانة البحرية العالمية بأحجام جديدة كنا نرسل مرشدين للتدريب عليها ومعاينتها وتحديدما اذا كانت مناسبة للمرور بقناة السويس أم لا ولكن الآن يكفى أن يتم إرسال نموذج لهذه السفينة يطبق على «المحاكى» لنحدد ذلك . وفى غرفة التحكم بالمحاكى التقينا المهندس عمرو مهندس تشغيل غرفة التحكم والذى اوضح كيف يتم تصميم السيناريو الخاص بالمناورة للمرشد من أول اختيار منطقة التدريب أو القطاع ونوع المركب والظروف الجوية وتنوع الحمولات ويتم برمجتها على هيئة «سوفيت وير» ونماذج رياضية للسفن تحاكى واقع سلوك السفن الحقيقي.